يومياتي في الحظر: الحلقة (82)
طلب مني أحد الإخوة: أن أكتب له كلمات تهنئة بمناسبة حلول عيد الفطر، وأرسلها إليه، وكان هدفه أنه يهنئ زملائه وأقرباءه، ويرسل إليهم رسالة تهنئة، فكتبت له كلمات، وأرسلتها إليه، ونسيت نفسي بأني أيضا أحتاج إلى رسالة تهنئة، فأخذت نفس الكلمات، وزدت فيها كلمات أخرى، وغيرت أسلوب رسالة قليلا حتى لا يشعر ذلك الأخ بأني سرقت رسالته تماما، وطبعا، لا تكون سرقة، لأن رسالته أيضا أنا الذي كتبتها له...
وكلمات تهنئة التي كتبتها بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك عام 1441هـ الموافق 2020م هي:
"بمناسبة حول عيد الفطر المبارك عام 1441هـ أتقدم بخالص التهاني لأهلي، ولجميع أقربائي، وأساتذتي، وشيوخي، وزملائي، وجيراني والأمة العربية والإسلامية، وأقول: عيد مبارك، وتبقل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير"
وسجلت هذه الرسالة المكتوبة في شكل فيديو، وأرفقت معه أنشودة جميلة حول العيد بصوت رائع دون موسيقي، ورفعتها إلى قناتي الخاصة في يوتيوب، أما الرسالة المكتوبة فهي محفوظة عندي، أرسلها إلى زملائي وأصدقائي، وأقربائي، وأساتذتي وشيوخي يوم العيد بعد ما أفرغ من صلاة العيد...
ورسالتي التي كتبتها لم تكن فيها كلمات رنانة، وعبارات قوية، بل هي مجموعة من كلمات بسيطة، وعبارات سطحية، حتى يفهمها كل من يقرأها، فلو كنت آتي فيها كلمات غريبة رنانة، وعبارات قوية فلربما ذلك المسكين يحمل قاموسا يوم العيد في يده، وهو مشغول في البحث عن معاني تلك الكلمات، ومشغول في فهم تلك العبارات، وهذا ليس المطلوب من مثل هذه الرسالة، والمطلوب هو فهم تلك الرسالة، فإذا فهم وأدرك أني هنأته بهذه الرسالة بمناسبة حلول عيد الفطر، فكأني نلت هدفا من تلك الرسالة، وإذا لم يفهم ولم يدرك أني ما ذا قصدت من هذه الرسالة فحينئذ جهدي هذا كله ذهب سدى، ولم يثمر أي ثمرة لي...
فلذلك أقول: عند ما يكتب أحد رسالة بهذه المناسبة، فينبغي له أن يختار أسلوبا سهلا، وسلسا، ويختار كلمات بسيطة، ولا يأتي بكلمات صعبة، ولا بعبارات قوية حتى لا يفهم القاري مغزى رسالته...