يومياتي في الحظر: الحلقة (10)
بينما كنت مستغرقا في مطالعة كتاب إذ سمعت صوت بكاء بنت أختي، فظننت أنها تطالب شيئا من أمها، ولم تجده فلذا تبكي، ثم جاء أخوها إلى غرفتي، وكان غارقا في ضحك، فقلت له: ما ذا حدث يا بن أختي، فقال لي: خالي، لا تسأل، دعني أولا أضحك، ثم أخبرك ما ذا حدث، فوضعت كتابي بجنب وسادتي منتظرا بفارغ الصبر لخبر يخبرني ابن أختي بعد ما يفرغ من الضحك، فطال ضحكه، ولا يمتنع عنه، وهو لا يزال في السنة الثانية عشرة من عمره، ثم بدأ يخبرني ما دعاه إلى كثرة الضحك...
فقال لي: خالي، اليوم أختي الصغرى التي سمعت صوت بكاءها، طلبت من أمي أنها تربط لها فوطة على السرير حتى تتأرجح فيها، فأنكرت أمي في البداية قائلة: لا حاجة إلى ربط فوطة على السرير للتأرجح، لأنك لست صغيرة، بل كبرت، وازداد وزنك، وأنا أخشى أن الفوطة لا تتحمل وزنك، فتنشق، وتخترق، ثم تسقطين على الأرض، ولكن أختي الصغرى لم تسمع كلام أمي، بل زادت إصرارها على تنفيذ مطالبها، فاضطرت أمي لقبول طلبها، وربطت لها فوطة على السرير، وقالت لها: ادخلي وتأرجحي...
ثم بدأ يضحك ابن أختي قبل أن يتقدم فيما يحكي، ثم واصل قائلا: لما دخلت أختي الصغرى في الفوطة التي كانت مربوطة بجانبيها على السرير، وبدأت تحركها برجلها، وتتأرجح، ولم تمض إلا دقائق، إذ سمعنا صوت سقوط شيء، فظننا أنه أمر عادي، ولكن صوت بكائها لفت انتباهنا جميعا، حيث شاهدنا أنها سقطت من تلك الفوطة، وهي منقسمة من وسطها إلى حصتين، بسبب ثقلها، والآن تبكي، وأمي تسكته ولكنه لا تسكت، وهذا هو السبب الذي جعلني أضحك...
ثم هي بنفسها جاءتني، فسألتها وهي صغيرة، ما ذا حدث بك؟! فأخبرتني بلسانها الحلو، وكانت تشكو من فوطة، فسليتها بأني سوف آتي لك فوطة أخرى، ثم تربطينها على السرير، وتتأرجحين فيها، فلما سمعت كلامي توقفت من البكاء، ثم رجعت إلى مطالعة الكتاب الذي كنت أطالعه، وكتبت هذه الحكاية تحت عنوان: يومياتي في الحظر...
حررت هذا النص في تاريخ: السابع من أبريل، 2020م الموافق الثالث عشر من شعبان المعظم، 1441هـ.