يومياتي في الحظر: الحلقة (37)
فمنذ أن أقمت الدورة لتعليم اللغة العربية عن بعد، أحتاج إلى تسجيل الدروس، ثم علي إرسالها إلى المسؤول العام والمشرف العام على مجموعة خلان اللغة العربية، فكل يوم آخذ درسا جديدا، وأسجله، ولكن اليوم فوجئت، حيث إني قضيت هذا اليوم دون تسجيل درس جديد، فما كنت ذاكرا بأني ما هو آخر درس سجلته، فشغلت جوالي، وفحصت محفوظات جوالي، فأخيرا عثرت على آخر درس سجلته لتلك الدورة، وهو الحوار حول الأمور التي يقوم بها الناس يوم الإجازة والعطلة...
فسمعت أولا ذلك الدرس من البداية إلى النهاية، والتسجيل كان لثماني دقائق وعدة ثوان، وكان فيه ترغيب للجميع بأن كل واحد منها يجب أن يشارك في أمور البيت، ولا سيما في يوم الإجازة، وبدأت ذلك الحوار من كلام الأم حيث قالت: هذا يوم العطلة. فخاطبها الأب: هذا يوم العمل. وكان قصده من العمل هو عمل البيت، ثم سأل الأب ابنه قائلا: ما ذا ستفعل يا راشد. فأجابه راشد: سأكنس غرفة الجلوس. ثم بدأت الأم تسأل كل واحد من أبنائها وبناتها واحدا تلو الآخر حيث قالت لبنتها فاطمة: ما ذا ستفعلين يا فاطمة؟ فأجابت فاطمة: سأكنس غرفة النوم. ثم سألت الأم ابنها أحمد: ما ذا ستفعل يا أحمد؟ فأجابها أحمد: سأغسل الملابس. ثم توجهت الأم سائلة إلى بنتها عائشة، وقالت: ما ذا ستفعلين يا عائشة؟ فردت عليها قائلا: سأكوي الملابس. فأخيرا تكلم الجد والجدة، حيث كل واحد منهما أدلى حظه في هذا الحوار، فقال الجد: إني أقرأ القرآن الكريم، وأما الجدة فقالت: إني أغسل الأطباق....
هكذا أنهيت هذا الحوار، ولا عجب في ذلك أن هذا الحوار جميل، وذلك لأنه ليس من إنتاجي، بل هو منقول من كتاب "العربية بين يديك" فأنا فقط غيرت بعض الأسماء وبعض الكلمات، وسجلت هذا الدرس مع الكتابة والصوت، فالمشاهد لما يشاهد هذا الدرس يشاهد العبارات مع صوت، وهذا هو عملي كل يوم، فكل يوم آخذ درسا جديدا...
والفكرة التي أعجبتني في هذا الحوار هي أن كل فرد من أفراد الأسرة لم يكن فارغا يوم الإجازة ويوم العطلة، بل أشغل نفسه في القيام بأعمال المنزل والبيت، وكل واحد نال حظه من عمل يسهل عليه القيام به، فأحدهم قام بكنس غرفة الجلوس، والثاني قام بكنس غرفة النوم، والثالث قام بكي الملابس، والرابع أخذ مسئولية غسل الأطباق والمبلاس، وهلم جرا.. ولم يتخلف جد ولا جدة، فأحدهما اشتغل في تلاوة القرآن الكريم، والثاني غسل الأطباق...
وفيه درس لنا جميعا بأنه ينبغي لنا أن نشارك في أعمال البيت والمنزل ولا سيما في يوم الإجازات، وبما أننا أصبحنا محبوسين في بيوتنا، وما عندنا عمل، فلا بد من مساهمتنا في القيام بأعمال المنزل والبيت، حتى لا يكون ثقل على الأمهات والزوجات...