يومياتي في الحظر: الحلقة (38)
كنت مشغولا في البحث عن جواب مسألة، فأحيانا كنت أتناول كتابا وأبحث عنه فيه، وتارة أبحث عن جواب تلك المسألة في الحاسوب على الشبكة، فأثناء عملي هذا جاء ابن اختي، ولم يتجاوز عمره أكثر من اثني عشر عاما، فجلس معي في الغرفة، وكان صامتا، ولم يقل لي شيئا، فعلمت من وجوده في الغرفة أنه يريد شيئا، فسألته هل تريد شيئا؟ ففي البداية قال لي: لا، لا أريد شيئا، هكذا جالس، فالتفت إلى عملي، وما انتبهت إليه إلا بعد ربع ساعة...
فسألته مرة أخرى، لما ذا أنت جالس هنا، هل جئت للعمل؟ فقال لي: نعم، جئت للعمل، فقلت له: طيب، ما هو عملك؟ وما ذا تريد مني؟ فقال لي: يا خالي، هل شبكة جوالك تشتغل! فتعجبت في البداية لما ذا يسأل عن شبكة جوالي، فقلت له: نعم، شبكة عالمية تشتغل في جوالي، ثم قال لي: يا خالي، لو تفتح نقطة اتصال شبكة عالمية حتى أستخدمها في حاسوبي، فقلت له: ما ذا تريد أن ترى في حاسوبك، فقال لي: أريد أن أشاهد كارتون، فقلت له: نقطة اتصال شبكة عالمية مفتوحة عندي، فأنت تشغل حاسوبك، وسترى إشارات البث في حاسوبك، فخرج من غرفتي وأخذ الحاسوب، وشغله، ثم ما جاءني...
فعدم مجيئه إلي دليل على أن البث يصل إلى حاسوبه، وإلا فكان يأتني ويطالبني بفتح نقطة اتصال الشبكة العالمية من جديد، ثم عدت إلى عملي، فبعد قليل بطأت سرعة شبكة عالمية عندي، فظننت في البداية أن البطء يكون من الشركة، فكنت أنتظر تقريبا نصف ساعة، والمشكلة لم تنته بعد، بل ازدادت، ثم أخذت جوالي، فتعجبت...
ما هذا؟ أصبح عدد المرتبطين بشبكة جوالي أكثر من ثلاثة، فهذا يعني أن هنالك ثلاثة نفر قد علموا كلمة المرور، وانضموا إلى نقطة اتصال شبكة عالمية، فظننت أنهم من خارج البيت، فأغلقت الشبكة ولم أغلق نقطة الاتصال، فكانت إشارات البث تظهر عند الجميع، ولكن الشبكة العالمية في الحقيقة لم تصل إليهم، فكانوا يقومون بالعديد من المحاولات، ولكنهم فشلوا، ثم جاء ابن أختي، سائلا: خالي، لما ذا لا تشتغل الشبكة العالمية في حاسوبي من رغم وجود البث، فأخبرته عن مشكلتي، فأخبرني أن أخويك وأختك أيضا يستعملون شبكة جوالك، فلذا على حد علمي بطأت سرعة شبكة عالمية لديك، فلما سمعت كلامه فتحت مرة أخرى شبكة عالمية، وذلك لأني في البداية كنت خائفا حيث ربما أحد من الخارج علم كلمة المرور ويستعمل شبكة جوالي، ولكن الحقيقة انكشفت وكانت خلاف ذلك، فاطمأننت، وشغلت شبكة جوالي...
ثم كلمني أخي قائلا: هنالك رسالة أرسلتها إلى المجموعة فالبعض من المشاركين قد سمعوها، فسألته كيف يمكنني أن أعلم طريقة معرفة من قرأ ومن لم يقرأ من المشاركين رسالتي، فأخبرني طريقة وهي سهلة جدا، فشكرت له على ما منحني معلومات جديدة، والتي كنت جاهلا عنها...