يومياتي في الحظر: الحلقة (56)
منذ أن بدأت الدورة لتعليم اللغة العربية فإني بأمس الحاجة إلى تحميل كتاب "العربية بين يديك" ولقد حملت ذلك الكتاب في حاسوب، وكنت أريد أنقله إلى جوالي، فاستخدمت واتساب كوسيلة نقل ملف ذلك الكتاب، ولكنه لم ينتقل، والسبب هو أن حجم ذلك الملف كان أكثر من مائة كي بي، ولما كنت أحاول إرسال ذلك الملف كانت الرسالة تظهر بأن حجم ملف مطلوب كبير، فيجب عليك تقليل حجمه أولا، ثم قم بإرساله ثانيا، فقمت بالعديد من المحاولات في تقليل حجم ملف ذلك الكتاب، ولكني لم أنجح، بل في كل مرة كنت أفشل، وأخيرا تركته في الحاسوب، وبدأت كتابة درس جديد للدورة من كتاب "العربية بين يديك"...
ومن الممكن يحضر عند أحد سؤال، وهو لما ذا تقوم بنقل ذلك الملف إلى جوالك، وقد وجد في حاسوبك؟ فإني أقول: في الحقيقة عندي حاسوبان، أحدهما أكبر حجما، وثانيهما أصغر حجما، وبرنامج تسجيل الشاشة مع الصوت يتواجد في كلا الحاسوبين، ولكن المشكلة في الحاسوب الصغير فإن ذلك البرنامج لا يعمل جيدا، فإنه يسجل شاشة الحاسوب دون الصوت، وأنا بأمس الحاجة إلى تسجيل الشاشة مع الصوت، ثم لا بد أن آخذ حاسوبا كبيرا لتسجيل الدروس لتعليم اللغة العربية، وهذا يصعب علي حاليا، وما عندي سبيل سوى هذا، فآخذ كل يوم وأسجل درسا جديدا في البرنامج، ثم قبل تسجيل الدروس أنقل ذلك الدرس المطلوب من الحاسوب إلى الكراسة، وهذه المرحلة أصعب مرحلة بالنسبة لي، فلو كان ذلك الملف موجودا في جوالي لسهل علي الأمر، فكنت أقرأ ذلك الدرس، وأنقله من الجوال إلى ورد مباشرة، فيكون التسجيل مباشرة، وما كنت أحتاج إلى نقل درس إلى كراسة...
ولقد سجلت درس اليوم، وكان حوارا حول الصلاة، وذلك الحوار كان يدور بين الأخ صادق، والأخ صابر، فأولا بينت حوارا كاملا شفهيا دون أكتبه على شاشة الحاسوب، ثم بدأت الكتابة، فالأخ صادق يسمع أذان العصر، ويقول لصاحبه: هذا أذان العصر، فيخاطبه الأخ صابر قائلا: إذن تفضل نذهب إلى المسجد لأداء الصلاة، ولكن الأخ صادق يقول: لا، أنا أصلي في البيت، ويذكر سبب صلاته في البيت بأن المسجد بعيد، وليس قريبا، فأخبره الأخ صابر: بأن المسجد ليس بعيدا كما تظن، بل هو قريب، ثم تخيل الأخ صابر: بأنه ربما يكون مريضا، فسأله مباشرة: هل أنت مريض، فأجابه الأخ صادق: لا، لست مريضا، فقال له الأخ صابر: إذن أنت كسلان، طيب، أنت تصلي في بيتك، أما أنا فذاهب إلى المسجد لأؤدي الصلاة مع الجماعة، فهنا توقف الأخ صادق، وقال له: نعم، كلامك صحيح، أنا بالفعل كسلان، ولكن انتظر قليلا، حتى أتوضأ وأنا أيضا أذهب معك إلى المسجد لأداء صلاة العصر مع الجماعة...
فرتبت هذا الحوار، ثم سجلت وكررت قراءته مرتين، مرة دون الإفهام، ومرة مع الإفهام، وهذا من عادتي بأني أقرأ حوار مرتين، مرة دون الإفهام حتى يعرف الطالب قراءة الحوار قراءة صحيحة، ومرة أخرى مع الإفهام حتى يعلم الطالب مفهوم الحوار، ومعرفة معاني كلمات جديدة واردة في نفس الحوار، وإن لم تكن فيها عبارات صعبة، ومغلقة، فلا أقوم بشرحها، بل أكرر قراءته مرتين دون الإفهام... وهذا هو أسلوبي في تدريس الحوارات...