يومياتي في الحظر: الحلقة (73)
كان يتقلب على فراشه يمينا وشمالا، وأحيانا يجلس على فراشه، وأحيانا يستلقي، وتارة يغمض عينيه، وقد يفتحهما، وهذه المحاولة كلها لأجل النوم، ولكنه لم يطاوعه، وقد قضى ست ساعات على فراشه دون تعمقه في النوم، وخلال هذه الفترة كم مرة أخذ جواله، وفحصه ليطمئن على الرسائل والاتصالات والترميشات، ثم كان يضعه، وأخيرا لما مل تماما، وانزعج من عدم مطاوعة النوم أخذ حاسوبه، وبدأ يكتب فيه ما يتفكر في دماغه، وما كان يعمل دماغه حسب ما يريده هو، ومع ذلك لم يتخلف من محاولات، حتى أخيرا نفعته محاولاته، وبدأ قلمه يسيل حبره على بياض صفحات، ويجعلها تسود شيئا فشيئا...
فقام بنفل أفكار تدور في دماغه، وكانت فيه أفكار كثيرة، ولم ينقلها تماما، بل اختار من بينها بعض الأفكار التي تنفع الجميع، ونقلها في كتابته، وقد تكون تلك الأفكار قديمة حيث سمعها ثم حفظها في محفوظات دماغه، واليوم لما كان يتفصح دماغه جاءت تلك الأفكار أمامه، وعلى حد اعتقاده أنها تفيد الجميع، فلذلك بدأ ينقلها إلى هذه الصفحات...
وهذه الفكرة التي ينقلها في مقالته هذه لم تكن من إنتاجه مطلقا، بل هي في الحقيقة منقولة من أحد الإخوة الذي كان يتحدث عنها، والفكرة بسيطة غير أنها ذهبية، ويجب علينا جميعا تطبيقها على حياتنا اليومية، ونطبقها على أولادنا وعلى أسرتنا أيضا...
وهي كيف ينبغي أن يكون بيت المسلم؟ فذلك الأخ طرح هذا السؤال بهذه الكيفية على الجميع، ثم أجابه بنفسه قائلا: لو يكون ثلاثة أمور في بيت كل مسلم لنزلت فيه بركة، وما هي ثلاثة أمور؟ فإنه ذكر أولا من ثلاثة أنه ينبغي لكل فرد من أفراد الأسرة أن يتلو القرآن الكريم كل يوم، وليس كثيرا، بل كل واحد منهم يقرأ صفحة واحدة من المصحف، وقراءة صفحة واحدة من المصحف لا تستغرق إلا دقيقتين أو ثلاث دقائق...
والأمر الثاني من الأمور الثلاثة والذي ينبغي لكل فرد من أفراد بيت مسلم أن يختاره في حياته، وهو أن يقرأ حديثا واحدا من حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويختار أي كتاب من كتب الأحاديث، مثل: رياض الصالحين، ثم يختار منه حديثا واحدا فقط، ويقرأه...
والأمر الثالث والذي ينبغي لكل نفر من أفراد بيت مسلم هو الاستغفار مائة مرة كل يوم، فيستغفر كل فرد مائة مرة كل يوم، فإن شاء الله هذه الأمور الثلاثة تجلب البركة في ذلك البيت، وفي رزقهم وفي أموالهم، وفي أولادهم، وتنهي جميع المشاكل العائلية...
وليس بمعنى أن بيت مسلم يكتفي فقط بهذه الأمور الثلاثة، ويترك الأمور الأخرى، بل المقصود منها أن يهتم بها بعد ما ينجز أمورا أخرى، ويطبق هذه الأمور الثلاثة على نفسه، وأسرته الكاملة، حتى يستفيد الجميع منها، فهيا بنا جميعا نطبق هذه الأمور الثلاثة على أنفسنا، وعلى أولادنا، وعلى أسرتنا...