يومياتي في الحظر: الحلقة (7)
ما الذي حدث بي اليوم! من الصباح لم أتمكن من مطالعة كتابة، ولا تلاوة القرآن الكريم، ولا كتابة موضوع، ولا القيام بعمل ينفعني، ولا أدري ما ذا حدث بي! كنت آخذ كتابا لمطالعته فغلب علي النعاس، فحاولت تطييره، ولكنه ما طار من عيني، بل بدأ يزداد شيئا فشيئا، فنمت نصف ساعة، ثم استيقظت وأحببت أن أكتب شيئا، فلم أتمكن، والسبب كان غامضا ومجهولا، فنفس المشكلة كنت أعانيها، ولكن كنت عازما هذه المرة على مقاومته بطرق شتى، ولكن العزم أصبح مجرد عزم لا غير، فاضطررت من جديد إلى النوم، فحوالي ساعة واحدة نمت، ثم نهضت، وغسلت وجهي حتى أقوم بعمل، لكن نفس المشكلة تحيطني، وتجبرني على النوم، والسبب ظل غير معروف، حتى نمت في المرة الثالثة، وقضيت ساعة أخرى بين النوم واليقظان دون فائدة...
وبدأت التفكير من جوانب شتى، ووصلت النتائج المختلفة، غير أنها لم تكن صحيحة، حيث أولا وصلت إلى نتيجة لعل النوم لم يكتمل، ثم لما أرجعت أفكاري إلى البارحة فوجدت في ذاكرتي معلومات أني نمت مبكرا، فهذه النتيجة غير صحيحة...
ثم تواصلت التفكير حتى استنتجت بأني ربما أصبت بالحمى الخفيفة، فأردت تناول الدواء، لكن لما تشاورت مع أخي ففحصني وأخبرني أني على ما يرام، وما عندي حرارة، فلا حاجة لتناول الدواء، فتراجعت من نتيجة متصورا أني أخطأت هذه المرة في استخراج النتيجة، ورجعت إلى التكفير من جديد...
فأحببت هذه المرة لا أستعجل في استخراج النتيجة، فتعمقت في التفكير في الأمور التي قمت بها من بعد الفجر، وخضت في الأفكار حتى أدركت أنني لم أشرب من الصباح إلى هذه الساعة كوب شاي، فتيقنت أن هذا هو سبب أساسي يجعلني أن لا أقوم بأي عمل، بل أنام، والنوم أيضا لا يأتيني كما ينبغي، فطلبت الشاي، ولكن من سوء الحظ نفد اللبن في البيت، ولا بد من انتظار مجيئه، فانتظرت ساعتين حتى أخيرا جاءت ساعة الصفر، وانتهت مهلة الانتظار، وحضر كوب الشاي أمامي...
فشربت الشاي، فعادت نشاطاتي وحيويتي ورغبت في العمل، وطار النوم من عيني، فبدأت العمل، والبداية كانت من تلاوة القرآن الكريم، ثم لما تلوت جزء واحدا عدت إلى الكتابة، فأخذت الحاسوب، وبدأت الكتابة تحت عنوان "يومياتي في الحظر" وكتبت هذه الكلمات التي أفادتني، وحفظتها كذكريات في المستقبل، وأنا أرجوكم أنتم أيضا لو تكتبون كل يوم ما يخطر في بالكم، وتقيدونه بأقلامكم في صفحات الكراسة، ولا تبالون ماذا تكتبونه، وفي يوم من الأيام ثمرات كتابتكم تكون أمامكم...
حررت هذا النص في تاريخ: 05-04-2020م الأحد