اليوم العشرون: من يومياتي في شهر رمضان عام 1442هـ
اليوم العشرون من رمضان
ها نحن دخلنا اليوم العشرين من أيام رمضان، فآخر يوم من العشر الأوسط، والذي لن يعود مرة أخرى في حياتنا، فكما أن العشر الأول مضى كذلك العشر الأوسط أيضا مضى. أما العشر الأخير فلا تسأل عن مضيه، فإنه يمضي كلمح البصر، حيث لا نشعر بمضيه، فهكذا نودع شهر رمضان عام 1442هـ، وننتظر لرمضان القادم فمن يبقى على قيد الحياة ينظره ويستقبله، ومن ترك الدنيا ورحلها فإنه لا سبيل له لاستقباله. فلذك أنصح نفسي بأنه يجب علي اغتنام هذه الفرصة بكثرة العبادات وبكثرة تلاوة القرآن الكريم، والابتعاد عن المعصية، فأسأل الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يوفقنا جميعا في هذا الشهر المبارك والذي يعد شهر القرآن الكريم للقيام بالصيام والقيام والأعمال الصالحة.
وبما أن أخي الأصغر قد تم التحاقه بكلية الطب التي تقع في بلد ازبكستان، فجاء تأشيره وتاريخ سفره إلى ذلك البلد، فهو غدا يسافر إليه، فلما علمت خالاتي أمر سفره جئن جميعا إلى بيتنا اليوم، فتحدثن معه وجلسن معنا إلى الإفطار، ثم أفطرنا جميعا، وودعناهن بالذهاب إلى بيوتهن، لأنهم يسكن في القرية ونحن نسكن في المدينة، فالتقط قلمي هذه اللحظات الجميلة وقيدها في هذه الأسطر.
بعد صلاة العصر جاء أبي إلى غرفتي تحدث معي قليلا، ثم قال لي: بأني اليوم أعتكف، فقلت له: طيب، أغراضك إن شاء الله نوصلها إلى المسجد بعد المغرب، ثم انصرف وذهب إلى المسجد واعتكف فيه، فناديت أخي الأصغر وقلت له: لو تأخذ أغراض أبينا، وكل ما يحتاجه إليه وأوصلها إلى المسجد الذي اعتكف فيه، فقال لي: لا تقلق، فأنا وأخي نذهب بتلك الأغراض، ونوصلها، ثم أخذوها وذهبوا بها وأوصلوها إلى ذلك المسجد.
لما صلينا صلاة العشاء والتراويح فجئت إلى البيت، ورأيت أن أخي مشغول في تنسيق حقيبة السفر، فذهبت إليه، وسألته: هل من مساعدة أساعدك؟ فقال لي: لا، يا أخي، فأنا بإذن الله أجهز حقيبة السفر، فتركته فيما هو فيه، وعدت إلى غرفتي، ثم اشتغلت في أموري حتى دقت الساعة بأنها واحدة تماما ليلا، فتركت أعمالي ونمت لأخذ قسطا من الراحة، فهكذا انتهى هذا اليوم من أيام شهر رمضان عام 1442هـ بخير وسلامة وعافية.