القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الكل
المجموع : 79456
خَليلَيَّ لا تَستَعجِلا أَن تَزَوَّدا
خَليلَيَّ لا تَستَعجِلا أَن تَزَوَّدا / وَأَن تَجمَعا شَملي وَتَنتَظِرا غَدا
فَما لَبَثٌ يَوماً بِسابِقٍ مَغنَمٍ / وَلا سُرعَتي يَوماً بِسابِقَةِ الرَدى
وَإِن تُنظِراني اليَومَ أَقضِ لُبانَةً / وَتَستَوجِبا مَنّاً عَلَيَّ وَتُحمَدا
لَعَمرُكَ ما نَفسٌ بِجِدٍ رَشيدَةٍ / تُؤامِرُني سِرّاً لِأَصرِمَ مَرثَدا
وَإِن ظَهَرَت مِنهُ قَوارِصُ جَمَّةٌ / وَأَفرَعَ في لَومي مِراراً وَأَصعَدا
عَلى غَيرِ ذَنبٍ أَن أَكونَ جَنَيتُهُ / سِوى قَولِ باغٍ كادَني فَتَجَهَّدا
لَعَمري لَنِعمَ المَرءُ تَدعو بِحَبلِهِ / إِذا ما المُنادي في المَقامَةِ نَدَّدا
عَظيمُ رَمادِ القِدرِ لا مُتَعَبِّسٌ / وَلا مُؤيِسٌ مِنها إِذا هُوَ أَوقَدا
وَإِن صَرَّحَت كَحلٌ وَهَبَّت عَرِيَّةٌ / مِنَ الريحِ لَم تَترُك لِذي المالِ مِرفَدا
صَبَرتُ عَلى وَطءِ المَوالي وَحَطمِهِم / إِذا ضَنَّ ذو القُربى عَلَيهِم وَأَخمَدا
وَلم يَحمِ فَرجَ الحَيِّ إِلّا مُحافِظٌ / كَريمُ المُحَيّا ماجِدٌ غَيرُ أَحرَدا
أَرى جارَتي خَفَّت وَخَفَّ نَصيحُها
أَرى جارَتي خَفَّت وَخَفَّ نَصيحُها / وَحُبَّ بِها لَولا النَوى وَطُموحُها
فَبيني على نَجمٍ شَخيسٍ نُحوسُهُ / وَأَشأَمُ طَيرِ الزاجِرينَ سَنيحُها
فَإِن تَشغَبي فَالشَغَبُ مِنّي سَجِيَّةٌ / إِذا شيمَتي لَم يُؤتَ مِنها سَجيحُها
أُقارِضُ أَقواماً فَأوفي قُروضَهُم / وَعَفٌّ إِذا أَردى النُفوسَ شَحيحُها
عَلى أَنَّ قَومي أَشَقَذوني فَأَصبَحَت / دِياري بِأَرضٍ غَيرِ دانٍ نُبوحُها
تَنَفَّذَ مِنهُم نافِذاتٌ فَسُؤنَني / وَأَضمَرَ أَضغاناً عَلَيَّ كُشوحُها
فَقُلتُ فِراقُ الدارِ أَجمَلُ بَينَنا / وَقَد يَنتَئي عَن دارِ سَوءٍ نَزيحُها
عَلى أَنَّني قَد أَدَّعي بِأَبيهِمِ / إِذا عَمَّتِ الدَعوى وَثابَ صَريحُها
وَأَنّي أَرى ديني يُوافِقُ دينَهُم / إِذا نَسَكوا أَفراعُها وَذَبيحُها
وَمَنزِلَةٍ بِالحَجِّ أُخرى عَرَفتُها / لَها بُقَعَةٌ لا يُستَطاعُ بُروحُها
بِوُدِّكِ ما قَومي عَلى أَن تَرَكتِهِم / سُلَيمى إِذا هَبَّت شَمالٌ وَريحُها
إِذا النَجمُ أَمسى مَغرِبَ الشَمسِ رائِباً / وَلَم يَكُ بَرقٌ في السَماءِ يُليحُها
وَغابَ شُعاعُ الشَمسِ في غَيرِ جُلبَةٍ / وَلا غَمرَةٍ إِلّا وَشيكاً مُصوحُها
وَهاجَ عَماءٌ مُقشَعِرٌ كَأَنَّهُ / نَقيلَةُ نَعلٍ بانَ مِنها سَريحُها
إِذا عُدِمَ المَحلوبُ عادَت عَلَيهِمُ / قُدورٌ كَثيرٌ في القِصاعِ قَديحُها
يَثوبُ إِلَيها كُلُّ ضَيفٍ وَجانِبٍ / كَما رَدَّ دَهداهَ القِلاصِ نَضيحُها
بِأَيديهِمُ مَقرومَةٌ وَمَغالِقٌ / يَعودُ بِأَرزاقِ العِيالِ مَنيحُها
وَمَلمومَةٍ لا يَخرِقُ الطَرفُ عَرضَها / لَها كَوكَبٌ فَخمٌ شَديدٌ وُضوحُها
تَسيرُ وَتُزجي السَمَّ تَحتَ نُحورِها / كَريهٌ إِلى مَن فاجَأَتهُ صَبوحُها
عَلى مُقذَحِرّاتٍ وَهُنُّ عَوابِسٌ / ضَبائِرُ مَوتٍ لا يُراحُ مُريحُها
نَبَذنا إِلَيهِم دَعوَةً يالَ مالِكٍ / لَها إِربَةٌ إِن لَم تَجِد مَن يُريحُها
فَسُرنا عَلَيهِم سَورَةً ثَعلَبِيَّةً / وَأَسيافُنا يَجري عَلَيهِم نُضوحُها
وَأَرماحُنا يَنهَزنَهُم نَهزَ جُمَّةٍ / يَعودُ عَلَيهِم وِردُنا فَنَميحُها
فَدارَت رَحانا ساعَةً وَرَحاهُمُ / وَدَرَّت طِباقاً بَعدَ بَكُءٍ لُقوحُها
فَما أَتلَفَت أَيديهُمُ مِن نُفوسِنا / وَإِن كَرُمَت فَإِنَّنا لا نَنوحُها
فَقُلنا هِيَ النُهبى وَحَلَّ حَرامُها / وَكانَت حِمى ما قَبلَنا فَنُبيحُها
فَأُبنا وَآبوا كُلَّنا بِمَضيضَةٍ / مُهَمَّلَةٍ أَجراحُنا وَجُروحُها
وَكُنّا إِذا أَحلامُ قَومٍ تَغَيَّبَت / نَشِحُّ عَلى أَحلامِنا فَنُريحُها
إن أَكُ قَد أَقصَرتُ عَن طولِ رِحلَةٍ
إن أَكُ قَد أَقصَرتُ عَن طولِ رِحلَةٍ / فَيا رُبَّ أَصحابٍ بَعَثتُ كِرامِ
فَقُلتُ لَهُم سيروا فِدىً خالَتي لَكُم / أَما تَجِدونَ الريحَ ذاتَ سَهامِ
فَقاموا إِلى عيسٍ قَدِ اِنضَمَّ لَحمُها / مُوَقَّفَةٍ أَرساغُها بِخَدام
وَقُمتُ إِلى وَجناءَ كَالفَحلِ جَبلَةٍ / تُجاوِبُ شَدِّيَ نِسعَها بِبُغام
فَأُدلِجُ حَتّى تَطلُعَ الشَمسُ قاصِداً / وَلَو خُلِطَت ظَلماؤُها بِقَتامِ
فَأَورَدتُهُم ماءً عَلى حينٍ وِردِهِ / عَلَيه خَليطٌ مِن قَطاً وَحَمامِ
وَأَهوَنُ كَفٍّ لا تَضيرُكَ ضَيرَةً / يَدٌ بَينَ أَيدٍ في إِناءِ طَعامِ
يَدٌ مِن بَعيدٍ أَو قَريبٍ أَتَت بِهِ / شَآمِيَّةٌ غَبَراءُ ذاتُ قَتامِ
كَأَنّي وَقَد جاوَزتُ تِسعينَ حِجَّةً / خَلَعتُ بِها يَوماً عِذارِ لِجامي
عَلى الراحَتَينِ مَرَّةً وَعَلى العَصا / أَنوءُ ثَلاثاً بَعدَهُنَّ قِيامي
رَمَتني بَناتُ الدَهرِ مِن حَيثُ لا أَرى / فَكَيفَ بِمَن يُرمى وَلَيسَ بِرامِ
فَلَو أَنَّها نَبلٌ إِذاً لَاِتَّقَيتُها / وَلَكِنَّني أُرمى بِغَيرِ سِهامِ
إِذا ما رَآني الناسُ قالوا أَلَم تَكُن / حَديثاً جَديدَ البَزِّ غَيرَ كَهامِ
وَأَفنى وَما أُفني مِنَ الدَهرِ لَيلَةً / وَلَم يُغنِ ما أَفنَيتُ سِلكَ نِظامِ
وَأَهلَكَني تَأميلُ يَومٍ وَلَيلَةٍ / وَتَأميلُ عامٍ بَعدَ ذاكَ وَعامِ
يا لَهفَ نَفسي عَلى الشَبابِ وَلَم
يا لَهفَ نَفسي عَلى الشَبابِ وَلَم / أَفقِد بِهِ إِذ فَقَدتُهُ أَمَما
قَد كُنتُ في مَيعَةٍ أُسَرُّ بِها / أَمنَعُ ضَيمي وَأُهبِط العُصُما
وَأَسحَبُ الرَيطَ وَالبُرودَ إِلى / أَدنى تِجاري وَأَنفُضُ اللِمَما
لا تَغبِطِ المَرءَ أَن يُقالَ لَهُ / أَمسى فَلانٌ لِعُمرِهِ حَكَما
إِن سَرَّهُ طولُ عَيشِهِ فَلَقَد / أَضحى عَلى الوَجهِ طولُ ما سَلِما
إِنَّ مِنَ القَومِ مَن يُعاشُ بِهِ / وَمِنهُمُ مَن تَرى بِهِ دَسَما
تَحِنُّ حَنيناً إِلى مالِكٍ
تَحِنُّ حَنيناً إِلى مالِكٍ / فَحِنّي حَنينَكِ إِنّي مُعالي
إِلى دار قَومٍ حِسانِ الوُجوهِ / عِظامِ القِبابِ طِوالِ العَوال
فَوَجَّهتُهُنَّ عَلى مَهمَهٍ / قَليلِ الوَغى غَيرَ صَوتِ الرِئالِ
سِراعاً دَوائِبَ ما يَنثَني / نَ حَتّى اِحتَلَلنَ بِحَيِّ حِلالِ
بِسَعدِ بنِ ثَعلَبَةَ الأَكرَمي / نَ أَهلِ الفِضالِ وَأَهلِ النَوالِ
لَيالِيَ يَحبونَني وُدَّهُم / وَيَحبونَ قِدرَكَ غُرَّ المَحالِ
فَتُصبِحُ في المَحلِ مُحوَرَّةً / لِفَيءِ إِهالَتِها كَالظِلالِ
فَإِن كُنتِ ساقِيَةً مَعشَراً / كِرامَ الضَرائِبِ في كُلِّ حالِ
عَلى كَرَمٍ وَعَلى نَجَدَةٍ / رَحيقاً بِماءٍ نِطافٍ زُلالِ
فَكوني أُولَئِكَ تَسقينَها / فِدىً لِأُولَئِكَ عَمي وَخالي
أَلَيسوا الفَوارِسَ يَومَ الفُراتِ / وَالخَيلُ بِالقَومِ مِثلُ السَعالي
وَهُم مَا هُمُ عِندَ تِلكَ الهَناتِ / إِذا زَعزَعَ الطَلحَ ريحُ الشَمالِ
بِدُهمٍ ضَوامِنَ لِلمُعتَفي / نَ أَن يَمنَحوهُنَّ قَبلَ العِيالِ
إِنَّ قَلبي عَن تُكتَمٍ غَيرُ سالِ
إِنَّ قَلبي عَن تُكتَمٍ غَيرُ سالِ / تَيَّمَتني وَما أَرادَت وِصالي
هَل تَرى عيرَها تُجيزُ سِراعاً / كَالعَدَولِيِّ رائِحاً مِن أُوالِ
نَزَلوا مِن سُوَيقَةِ الماءِ ظُهراً / ثُمَّ راحوا لِلنَعفِ نَعفِ مَطالِ
ثُمَّ أَضحَوا عَلى الدَثينَةِ لا يَألونَ / أَن يَرفَعوا صُدورَ الجِمالِ
ثُمَّ كانَ الحِساءُ مِنهُم مُصيفاً / ضارِباتِ الخُدورِ تَحتَ الهَدالِ
فَزِعَت تُكتَمُ وَقالَت عَجيباً / أَن رَأَتني تَغَيَّرَ اليَومَ حالي
يا اِبنَةَ الخَيرِ إِنَّما نَحنُ رَهنٌ / لِصُروفِ الأَيّامِ بَعدَ اللَيالي
جَلَّحَ الدَهرُ وَاِنتَحى لي وَقِدماً / كانَ يُنحي القُوى عَلى أَمثالي
أَقصَدَتني سِهامُهُ إِذ رَأَتني / وَتَوَلَّت عَنهُ سُلَيمى نِبالي
لا عَجيبٌ فيما رَأَيتِ وَلَكِن / عَجَبٌ مِن تَفَرُّطِ الآجالِ
تُدرِكُ التِمسَحَ المُوَلَّعَ في اللُج / جَةِ وَالعُصمَ في رُؤوسِ الجِبالِ
وَالفَريدَ المُسَفَّعَ الوَجهِ ذا الجُدَّةِ / يَختارُ آمِناتِ الرِمالِ
وَتَصَدّى لِتَصرَعَ البَطَلَ الأَر / وَعَ بَينَ العَلهاءِ وَالسِربالِ
أَمِن طَلَلٍ قَفرٍ وَمِن مَنزِلٍ عافِ
أَمِن طَلَلٍ قَفرٍ وَمِن مَنزِلٍ عافِ / عَفَتهُ رِياحٌ مِن مَشاتٍ وَأَصيافِ
وَمَبرَكِ أَذوادٍ وَمَربَطِ عانَةٍ / مِنَ الخَيلِ يَحرُثنَ الدِيارَ بِتَطوافِ
وَمَجمَعِ أَحطابٍ وَمَلقى أَياصِرٍ / إِذا هَزهَزَتهُ الريحُ قامَ لَهُ نافِ
بَكَيتَ وَأَنتَ اليَومَ شَيخٌ مُجَرِّبٌ / عَلى رَأسِهِ شَرخانِ مِن لَونِ أَصنافِ
سَوادٌ وَشَيبٌ كُلُّ ذَلِكَ شامِلٌ / إِذا ما صَبا شَيخٌ فَلَيسَ لَهُ شافِ
وَحَيٍّ مِنَ الأَحياءِ عَودٍ عَرَمرَمٍ / مُدِلٍّ فَلا يَخشَونَ مِن غَيبِ أَخيافِ
سَمَونا لَهُم مِن أَرضِنا وَسَمائِنا / نُغاوِرُهُم مِن بَعدِ أَرضٍ بِإيجافِ
عَلى كُلِّ مَعرونٍ وَذاتِ خِزامَةٍ / مَصاعيبَ لَم يُذلَلنَ قَبلي بِتَوقافِ
أُولَئِكَ قَومي آلُ سَعدِ بنِ مالِكٍ / فَمالوا عَلى ضَغنٍ عَلَيَّ وَإِلغافِ
أَكَنَّوا خُطوباً قَد بَدَت صَفَحاتُها / وَأَفئِدَةً لَيسَت عَلَيَّ بِأَرآفِ
وَكُلُّ أُناسٍ أَقرَبُ اليَومَ مِنُهمُ / إِلَيَّ وَإِن كانوا عُمانَ أُولي اِلغافِ
وَمَولى ضَعيفِ النَصرِ ناءٍ مَحَلُّهُ
وَمَولى ضَعيفِ النَصرِ ناءٍ مَحَلُّهُ / جَشِمتُ لَهُ ما لَيسَ مِنّي جاشِمُه
إِذا ما رَآني مُقبِلاً شَدَّ صَوتَهُ / عَلى القِرنِ وَاِعلَولى عَلى مَن يُخاصِمُه
وَأَجرَدَ مَيّاحٍ وَهَبتُ بِسِرجِهِ / لِمُختَبِطٍ أوذي دَلالٍ أُكارِمُه
عَلى أَنَّ قَومي أَسلَموني وَعُرَّتي / وَقَومُ الفَتى أَظفارُهُ وَدَعائِمُه
هَل عَرَفتَ الدِيارَ عَن أَحقابِ
هَل عَرَفتَ الدِيارَ عَن أَحقابِ / دارِساً آيُها كَخَطِّ الكِتابِ
وَكَأَنّي لَمّا عَرَفتُ دِيارَ ال / حَيِّ بِالسَفحِ عَن يَمينِ الحُبابِ
يَسَرٌ حارَضَ الرِبابَةَ حَتّى / راحَ قَصراً وَضيمَ في الأَندابِ
جَزَعاً مِنكَ يَاِبنَ سَعدٍ وَقَد أَخ / لَقَ مِنكَ المَشيبُ ثَوبَ الشَبابِ
هَل لا يُهَيِّجُ شَوقُكَ الطَلَلُ
هَل لا يُهَيِّجُ شَوقُكَ الطَلَلُ / أَم لا يُفَرِّطُ شَيخَكَ الغَزَلُ
أَم ذا القَطينَ أَصابَ مَقتَلَهُ / مِنهُ وَخانوهُ إِذا اِحتَمَلوا
وَرَأَيتَ ظُعنَهُمُ مُقَفِّيَةً / تَعلو المَخارِمَ سَيرُها رَمَلُ
قَنَأَ العُهونَ عَلى حَوامِلِها / وَعَلى الرُهاوِيّاتِ وَالكِلَلُ
وَكَأَنَّ غِزلانَ الصَريمِ بِها / تَحتَ الخُدورِ يُظِلُّها الظُلَلُ
تامَت فُؤادَكَ يَومَ بَينِهِمُ / عِندَ التَفَرُّقِ ظَبيَةٌ عُطُلُ
شَنِفَت إِلى رَشَأٍ تُرَبِّبُه / وَلَها بِذاتِ الحاذِ مُعتَزَلُ
ظِلٌ إِذا ضَحِيَت وَمُرَتَقَبُ / وَلا يَكونُ لِلَيلِها دَغَلُ
فَسَقى مَنازِلَها وَحِلَّتَها / قِردُ الرَبابِ لِصَوتِهِ زَجَلُ
أَبدى مَحاسِنَهُ لِناظِرِهِ / ذاتَ العِشاءِ مُهَلَّبٌ خَضِلُ
مُتَحَلِّبٌ تَهوي الجَنوبُ بِهِ / فَتَكادُ تَعدِلُهُ وَيَنجَفِلُ
وَضَعَت لَدى الأَصناعِ ضاحِيَةً / فَوَهى السُيوبُ وَحُطَّتِ العِجَلُ
فَسَقى اِمرِأَ القَيسِ بنِ عَمَرَةَ إِنَّ / الأَكرَمينَ لِذِكرِهِم نَبَلُ
كَم طَعنَةٍ لَكَ غَيرِ طائِشَةٍ / ما إِن يَكونُ لِجُرحِها خَلَلُ
فَطَعَنتَها وَضَرَبتَ ثانِيَةً / أُخرى وَتَنزِلُ إِن هُمُ نَزَلوا
يَهَبُ المَخاضَ عَلى غَوارِبِها / زَبَدُ الفُحولِ مَعانُها بَقِلُ
وَعِشارُها بَعدَ المَخاضِ وَقَد / صافَت وَعَمَّ رِباعَها النَفَلُ
وَإِذا المُجَزِّىءُ حانَ مَشرَبُهُ / عِندَ المَصيفِ وَسَرَّهُ النَهَلُ
رَشفُ الذِنابِ عَلى جَماجِمِها / ما إِن يَكونُ لِحَوضِها سَمَلُ
نَأَتكَ أُمامَةُ إِلّا سُؤالاً
نَأَتكَ أُمامَةُ إِلّا سُؤالاً / وَإِلّا خَيالاً يُوافي خَيالا
يُوافي مَع اللَيلِ ميعادُها / وَيَأبى مَعَ الصُبحِ إِلّا زِيالا
فَذَلِكَ تَبذُلُ مِن وُدِّها / وَلَو شَهِدَت لَم تُواتِ النَوالا
وَقَد ريعَ قَلبي إِذ أَعلَنوا / وَقيلَ أَجَدَّ الخَليطُ اِحتِمالا
وَحَثَّ بِها الحادِيانِ النَجاءَ / مَعَ الصُبحِ لَمّا اِستَشاروا الجِمالا
بَوازِلَ تُحدى بِأَحداجِها / وَيُحذَينَ بَعدَ نِعالٍ نِعالا
فَلَمّا نَأَوا سَبَقَت عَبرَتي / وَأَذرَت لَها بَعدَ سَجلٍ سِجالا
تَراها إِذا اِحتَثَّها الحادِيا / نِ بِالخَبتِ يُرقِلنَ سَيراً عِجالا
فَبِالظِلِّ بُدِّلنَ بَعدَ الهَجيرِ / وَبَعدَ الحِجالِ أَلِفنَ الرِحالا
وَفيهِنَّ خَولَةُ زَينُ النِسا / ءِ زادَت عَلى الناسِ طُرّاً جَمالا
لَها عَينُ حَوراءَ في رَوضَةٍ / وَتَقرو مَعَ النَبتِ أَرطىً طِوالا
وَتُجري السِواكَ عَلى بارِدٍ / يُخالُ السَيالَ وَلَيسَ السَيالا
كَأَنَّ المُدامَ بُعَيدَ المَنامِ / عَلَيها وَتَسقيكَ عَذباً زُلالا
كَأَنَّ الذَوائِبَ في فَرعِها / حِبالٌ تُوَصِّلُ فيها حِبالا
وَوَجهٌ يَحارُ لَهُ الناظِرونَ / يَخالونَهُم قَد أَهَلّوا هِلالا
إِلى كَفَلٍ مِثلِ دِعصِ النَقا / وَكَفٍّ تُقَلِّبُ بيضاً طِفالا
فَبانَت وَما نِلتُ مِن وُدِّها / قِبالاً وَلا ما يُساوي قِبالا
وَكَيفَ تَبُتّينَ حَبلَ الصَفا / ءِ مِن ماجِدٍ لا يُريدُ اِعتِزالا
أَرادَ النَوالَ فَمَنَّيتِهِ / وَأَضحى الَّذي قُلتِ فيهِ ضَلالا
فَتىً يَبتَني المَجدَ مِثلُ الحُسا / مِ أَخلَصَهُ القَينُ يَوماً صِقالاً
يَقودُ الكُماةَ لِيَلقى الكُماةَ / يُنازِلُ ما إِن أَرادوا النِزالا
يُشَبِّهُ فُرسانَهُم في اللِقاءِ / إِذا ما رَحى المَوتِ دارَت حِيالا
وَتَمشي رِجالاً إِلى الدارِعينَ / كَأَعناقِ خَورٍ تُزجّي فِصالا
وَتَكسو القَواطِعَ هامَ الرِجا / لِ وَتَحمي الفَوارِسُ مِنّا الرِجالا
وَيَأبى لِيَ الضَيمَ ما قَد مَضى / وَعِندَ الخِصامِ فَنَعلو جِدالا
بِقَولٍ يَذَلُّ لَهُ الرائِضو / نَ وَيَفضُلُهُم إِن أَرادوا فِضالا
وَهاجِرَةٍ كَأُوارِ الجَحي / مِ قَطَعتُ إِذا الجُندُبُ الجَونُ قالا
وَلَيلٍ تَعَسَّفتُ دَيجورَهُ / يَخافُ بِهِ المُدلِجونَ الخَبالا
يا رُبَّ مَن أَسفاهُ أَحلامُهُ
يا رُبَّ مَن أَسفاهُ أَحلامُهُ / أَن قيلَ يَوماً إِنَّ عَمراً سَكور
إِن أَكُ مِسكيراً فَلا أَشرَبُ / وَغلاً وَلا يَسلَمُ مِنّي البَعير
وَالزِقُ مُلكٌ لِمَن كانَ لَهُ / وَالمُلكُ فيهِ طَويلٌ وَقَصير
فيهِ الصَبوحُ الَّذي يَجعَلُني / لَيثَ عِفِرّينَ وَالمالُ كَثير
فَأَوَّلَ اللَيلِ فَتىً ماجِدٌ / وَآخِرَ اللَيلِ ضِبعانٌ عَثور
قاتَلَكِ اللَهُ مِن مَشروبَةٍ / لَو أَنَّ مِرَّةٍ ذا عَنكِ صَبور
غَشيتُ مَنازِلاً مِن آل هِندٍ
غَشيتُ مَنازِلاً مِن آل هِندٍ / قِفاراً بُدِّلَت بَعدي عُفِيّا
تُبينُ رَمادَها وَمَخَطَّ نُؤيٍ / وَأَشعَثَ ماثِلاً فيها ثَوِيّا
فَكادَت مِن مَعارِفِها دُموعي / تَهُمُّ الشَأنَ ثُمَّ ذَكَرتُ حَيّا
وَكانَ الجَهلُ لَو أَبكاكَ رَسمٌ / وَلَستُ أُحِبُّ أَن أُدعى سَفِيّا
وَنَدمانٍ كَريمِ الجَدِّ سَمحٍ / صَبَحتُ بِسُحرَةٍ كَأساً سَبِيّا
يُحاذِرُ أَن تُباكِرَ عاذِلاتٌ / فَيُنبَأَ أَنَّهُ أَضحى غَوِيّا
فَقالَ لَنا أَلا هَل مِن شِواءٍ / بِتَعريضٍ وَلَم يَكميهِ عِيّا
فَأَرسَلتُ الغُلامَ وَلَم أُلَبِّث / إِلى خَيرِ البَوائِكِ تَوهَرِيّا
فَناءَت لِلقِيامِ لِغَيرِ سَوقٍ / وَأُتبِعُها جُرازاً مُشرَفِيّا
فَظَلَّ بِنِعمَةٍ يُسعى عَلَيهِ / وَراحَ بِها كَريماً أَجفَلِيّا
وَكُنتُ إِذا الهُمومُ تَضَيَّفَتني / قَرَيتُ الهَمَّ أَهوَجَ دَوسَرِيّا
بُوَيزِلَ عامِهِ مِردى قِذافٍ / عَلى التَأويبِ لا يَشكو الوَنِيّا
يُشيحُ عَلى الفَلاةِ فَيَعتَليها / وَأَذرَعُ ما صَدَعتَ بِهِ المَطِيّا
كَأَني حينَ أَزجُرُهُ بِصَوتي / زَجَرتُ بِهِ مُدِلّاً أَخدَرِيّا
تَمَهَّلَ عانَةً قَد ذَبَّ عَنها / يَكونَ مَصامُهُ مَنها قَصِيّا
أَطالَ الشَدَّ وَالتَقريبَ حَتّى / ذَكَرتَ بِهِ مُمَرّاً أَندَرِيّا
بِها في رَوضَةٍ شَهرَي رَبيعٍ / فَسافَ لَها أَديماً أَدلَصِيّا
مُشيحاً هَل يَرى شَبَحاً قَريباً / وَيوفي دونَها العَلَمَ العَلِيّا
إِذا لاقى بِظاهِرَةٍ دَحيقاً / أَمَرَّ عَلَيهِما يَوماً قَسِيّا
فَلَمّا قَلَّصَت عَنهُ البَقايا / وَأَعوَزَ مِن مَراتِعِهِ اللَوِيّا
أَرَنَّ فَصَكَّها صَخِبٌ دَءولٌ / يَعُبُّ عَلى مَناكِبِها الصَبِيّا
فَأَورَدَها عَلى طِملٍ يَمانٍ / يُهِلُّ إِذا رَأى لَحماً طَرِيّا
لَهُ شِريانَةٌ شَغَلَت يَدَيهِ / وَكانَ عَلى تَقَلُّدِها قَوِيّا
وَزُرقٌ قَد تَنَخَّلَها لِقَضبٍ / يَشُدُّ عَلى مَناصِبِها النَضِيّا
تَرَدّى بُرأَةً لَمّا بَناها / تَبَوَّأَ مَقعَداً مِنها خَفِيّا
فَلَمّا لَم يَرَينَ كَثيرَ ذُعرٍ / وَرَدنَ صَوادِياً وَرداً كَمِيّا
فَأَرسَلَ وَالمَقاتِلُ مُعوِراتٌ / لِما لاقَت ذُعافاً يَثرِبِيّا
فَخَرَّ النَصلُ مُنقَعِصاً رَثيماً / وَطارَ القِدحُ أَشتاتاً شَظِيّا
وَعَضَّ عَلى أَنامِلِهِ لَهيفاً / وَلاقى يَومَهُ أَسَفاً وَغِيّا
وَراحَ بِحِرَّةٍ لَهِفاً مُصاباً / يُنَبِّئُ عِرسَهُ أَمراً جَلِيّا
فَلَو لُطِمَت هُناكَ بَذاتِ خَمسٍ / لَكانا عِندَها حِتنَينِ سِيّا
وَكانوا واثِقينَ إِذا أَتاهُم / بِلَحمٍ إِن صَباحاً أَو مُسِيّا
شَكَوتُ إِلَيهِ أَنَّني ذو جَلالَةٍ
شَكَوتُ إِلَيهِ أَنَّني ذو جَلالَةٍ / وَأَنّي كَبيرٌ ذو عِيالٍ مُحَنَّبُ
فَقالَ لَنا أَهلاً وَسَهلاً وَمَرحَباً / إِذا سَرَّكُم لَحمٌ مِنَ الوَحشِ فَاِركَبوا
نَأَتكَ أُمامَةُ إِلّا سُؤالا
نَأَتكَ أُمامَةُ إِلّا سُؤالا / وَأَعقَبَكَ الهَجرُ مِنها الوِصالا
وَحادَت بِها نِيَّةٌ غَربَةٌ / تُبَدِّلُ أَهلَ الصَفاءِ الزِيالا
وَنادى أَميرُهُمُ بِالفِرا / قِ ثُمَّ اِستَقَلّوا لِبَينٍ عِجالا
فَقَرَّبنَ كُلَّ مُنيفِ القَرا / عَريضِ الحَصيرِ يَغولُ الحِبالا
إِذا ما تَسَربَلنَ مَجهولَةً / وَراجَعنَ بَعدَ الرَسيمِ النِقالا
هَداهُنَّ مُشتَمِراً لاحِقاً / شَديدَ المَطا أَرحَبِياً جُلالا
تَخالُ حُمولَهُمُ في السَرا / بِ لَما تَواهَقنَ سُحقاً طِوالا
كَوارِعَ في حائِرٍ مُفعَمٍ / تَغَمَّرَ حَتّى أَتا وَاِستَطالا
كَسَونَ هَوادِجَهُنَّ السُدو / لَ مُنهَدِلاً فَوقَهُنَّ اِنهِدالا
وَفيهِنَّ حورٌ كَمِثلِ الظِبا / ءِ تَقرو بِأَعلى السَليلِ الهَدالا
جَعَلنَ قُدَيساً وَأَعناءَهُ / يَميناً وَبُرقَةَ رَعمٍ شِمالا
نَوازِعُ لِلخالِ إِذ شِمنَهُ / عَلى الفُرُداتِ يَحُلُّ السِجالا
فَلَمّا هَبَطنَ مَصابَ الرَبيعِ / بُدِّلنَ بَعدَ الرِحالِ الحِجالا
وَبَيداءَ يَلعَبُ فيها السَرا / بُ يَخشى بِها المُدلِجونَ الضَلالا
تَجاوَزتُها راغِباً راهِباً / إِذا ما الظِباءُ اِعتَنَقنَ الظِلالا
بِضامِزَةٍ كَأَتانٍ الثَمي / لِ عَيرانَةٍ ما تَشَكّى الكَلالا
إِلى اِبنِ الشَقيقَةِ أَعمَلتُها / أَخافُ العِقابَ وَأَرجو النَوالا
إِلى اِبنِ الشَقيقَة خَيرِ المُلوكِ / أَوفاهُمُ عِندَ عَقدٍ حِبالا
أَلَستَ أَبَرَّهُمُ ذِمَّةً / وَأَفضَلَهُم إِن أَرادوا فِضالا
فَأَهلي فِداؤُكَ مُستَعتِباً / عَتَبتَ فَصَدَّقتَ في المَقالا
أَتاكَ عَدُوٌّ فَصَدَّقتَهُ / فَهَلّا نَظَرتَ هُديتَ السُؤالا
فَما قُلتُ ما نَطَقوا باطِلاً / وَلا كُنتُ أَرهَبُهُ أَن يُقالا
فَإِن كانَ حَقاً كَما خَبَّروا / فَلا وَصَلَت لي يَمينٌ شِمالا
تَصَدَّق عَلَيَّ فَإِني اِمرِؤٌ / أَخافُ عَلى غَيرِ جُرمِ نَكالا
وَيَومٍ تَطَلَّعُ فيهِ النُفو / سُ تُطَرِّفَ بِالطَعنِ فيهِ الرِجالا
شَهِدتَ فَأَطفَأتَ نيرانَهُ / وَأَصدَرتَ مِنهُ ظِماءً نِهالا
وَذي لَجَبٍ يُبرِقُ الناظِر / ينَ كَاللَيلِ أُلبِسَ مِنهُ ظِلالا
كَأَنَّ سَنا البَيضِ فَوقَ الكُما / ةِ فيهِ المَصابيحُ تُخبي الذُبالا
صَبَحتُ العَدُوَّ عَلى نَأيِهِ / تَريشُ رِجالاً وَتَبري رِجالا
قَد سَأَلَتني بِنتُ عَمرٍو عَنِ ال
قَد سَأَلَتني بِنتُ عَمرٍو عَنِ ال / أَرضِ الَّتي تُنكِرُ أَعلامَها
لَمّا رَأَت ساتيدِما اِستَعبَرَت / لِلّهِ دَرُّ اليَومَ مَن لامَها
تَذَكَّرَت أَرضاً بِها أَهلُها / أَخوالَها فيها وَأَعمامَها
وَمَولىً ضَعيفِ النَصرِ ناءٍ مَحَلُّهُ
وَمَولىً ضَعيفِ النَصرِ ناءٍ مَحَلُّهُ / جَشِمتُ لَهُ ما لَيسَ مِنّي جاشِمُهُ
إِذا ما رَآني مُقبِلاً شَدَّ صَوتَهُ / عَلى القِرنِ وَاِعلَولى عَلى مَن يُخاصِمُهُ
وَأَجرَدٍ مَيّاحٍ وَهَبَت بِسَرجِهِ / لِمُختَبِطٍ أَو ذي دَلالٍ أَكاتِمُهُ
عَلى أَنَّ قَومي أَسلَموني وَعُرَّتي / وَقَومُ الفَتى أَظفارُهُ وَدَعائِمُهُ
كانَت قَناتي لا تَلينُ لِغامِزٍ
كانَت قَناتي لا تَلينُ لِغامِزٍ / فَأَلانَها الإِصباحُ وَالإِمساءُ
وَدَعَوتُ رَبّي في السَلامَةِ جاهِداً / لِيُصِحَّني فَإِذا السَلامَةُ داءُ
وَما عَيشُ الفَتى في الناسِ إِلّا
وَما عَيشُ الفَتى في الناسِ إِلّا / كَما أَشعَلتَ في ريحٍ شِهابا
فَيَسطَعُ تارَةً حَسَناً سَناهُ / ذَكَيُّ اللَونِ ثُمَّ يَصيرُ هابا
وَإِذا العَذارى بِالدُخانِ تَقَنَّعَت
وَإِذا العَذارى بِالدُخانِ تَقَنَّعَت / وَاِستَعجَلَت نَصبَ القُدورِ فَمَلَّتِ
دَرَّت بِأَرزاقِ العِيالِ مَغالِقٌ / بِيَدَيَّ مِن قَمَعِ العِشارِ الجِلَّةِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025