يوم جديد بعزيمة جديدة: من سلسلة يومياتي بقلمي.
وضع الإنسان لا يستقر. فتارة يكون وضعه سيئا، وتارة يكون جيدا. وقد يكون مزاجه لا يوافق ما يريده، وقد يوافقه. فأحيانا يكون نشيطا وقد يتكاسل في أداء واجباته. فهذا هو وضع أغلبية الناس في مجتمعنا علما أن الجميع ليسوا هكذا، بل بعضهم يكون بمزاج مستقل في أداء واجباتهم. فلا يتخلفون عن أدائها، ولا يتكاسلون فيه، ودائما ينشطون أنفسهم تجاهه.
كيف يعلم أحدنا أنه من أي نوع من الإنسان؟ هل هو بمزاج مستقل أم أنه يختلف وضعه بمرور الوقت؟ فمعرفته سهلة حيث كل واحد يقيس نفسه، وينظر إلى أعماله التي يقوم بها، فإن كان يقوم بها كل يوم بمستقل فهذا يعني أنه من ذلك النوع الذي مزاجه مستقل، ولا يتخلف عن أداء واجباته. ولكن لو كان يقوم بأعمال يوما ويتخلف عن القيام بها يوما فهذا يعني أنه مريض، وهو من نوع آخر. فمزاجه ليس بمستقل. فمثل هذا الشخص يحتاج إلى تجديد عزيمته كل يوم إن أمكن له ذلك. وإلا فعلى الأقل في كل ثلاثة أيام من الأسبوع. فهذا ضروري، وإن تكاسل فيه فيجب عليه تجديد عزيمته في كل أسبوع على الأقل. فإن فعل ذلك فيعود نشاطه، ويزول كسله، ويتحسن مزاجه إن ساء، وتكتمل أعماله.
فأمثالنا في أغلبية الأوقات ليسوا بمزاج مستقل، فيفتقر كل واحد منا إلى تجديد عزيمة كل يوم. فها أنا اليوم أجدد عزيمتي بيوم جديد. وبإذن الله ـ سبحانه وتعالى ـ أقوم بأعمالي بكل نشاط، وأبعد كسلي عن نفسي، ولا أؤجل أعمال اليوم إلى الغد. بل أحاول إنجاز أعمال اليوم في هذا اليوم، وأعمال الغد في الغد. فهيأ أخي في الله، جدد عزيمتك بيوم جديد حتى تنال هدفك.