يومياتي في الحظر : الحلقة (6)
الإنسان مهما يكون قويا إلا أنه ضعيف أمام الخمول والكسل، فإنهما لا يتركانه للعمل، بل يجعلانه فارغا ومفضيا أوقاته فيما لا يفيده، فالأفضل للذي يلحقه كسل أو خمول أن يترك عمله أمامه، ويأخذ قسطا من الراحة إن كان سببه عدم اكتمال النوم، أما إن كان هنالك أسباب أخرى فيختار ذلك السبب الذي يناسبه كعلاج له، لأن الإنسان إذا فقد نشاطه وحيويته فلا يتمكن من إنجاز عمله كما ينبغي له إنجازه، بل يترك فيه خللا يخله...
عزمت اليوم من الصباح على مقاومة الكسل والخمول، فاشتغلت في أعمالي، وأموري، وكنت أبعد كسلي إما بتغيير مكان الجلوس، وإما بانتقال من سرير إلى سرير آخر، وأحيانا أشرب الماء، وتارة أطلب الشاي حتى أكون نشيطا في القيام بأعمالي، ولكن الكسل أثبت أنه أقوى مقاوم ضدي أنا، فهذا الصراع بيني وبين الكسل استمر حوالي ثلاث ساعات وعدة دقائق، ولكنه أسقطني على الأرض، وجعلني تركت أعمالي دون الاكتمال...
لأن سبب الكسول كان عدم اكتمال النوم، فإنه أحدث في جسدي كسلا، وخمولا، فعلمت أخيرا لا علاج لذلك الكسل إلا النوم، فنمت ساعة والنصف، ثم استيقظت لأداء صلاة الظهر فشعرت نشاطا وحيوية في جسدي، وكأن جسدي خلا من الكسل تماما، فأولا توضأت لأداء صلاة الظهر، فأديتها، ثم كدت أن أبدأ أعمالي غير أن الغداء قد أوقفني من البدء فيها، فتوقفت، فما إن حضر الغداء تناولته مع إخوتي دون تأخر، والمخيض أيضا كان موجودا في الغداء فجعل الغداء ألذ فألذ، فشربت المخيض، ثم عدت إلى أعمالي، وبفضل من الله ومنه قد أنجزت بعض الأعمال، ولكن هنالك مازالت الأعمال تنتظرني، وأنا أيضا عازم على إنجازها، فما إن أجد فرصة أنجزها...
والاشتغال في عمل واحد طوال الوقت أيضا يولد الكسل والخمول والملل في مزاج الإنسان، فلذا عند ما يقوم بأعمال، فيوزع أوقاته حسب تلك الأعمال، فإن مل من عمل، ينتقل إلى عمل آخر، وإن كسل من ذلك فيذهب إلى القيام بعمل ثالث، وهلم جرا.. حتى ينهي جميع أعماله، وإلا فيصعب عليه إنجاز جميع الأعمال بسبب وجود الكسل في جسده، فأنا أيضا لما أرى أن هذا العمل يجعلني أمل منه أتركه فورا، وأبدأ في عمل آخر، وإن كان العمل الثاني أيضا بعد مضي وقت بدأ يحدث الكسل والخمول في جسدي فأتركه على حاله، وأنتقل إلى عمل ثالث، وهكذا أتمم أعمالي دون أي ملل وخمول وكسل، حتى لو مللت من جميع الأعمال فأتركها لعدة دقائق، وأجعل نفسي دون عمل، فأتحدث مع أحد يكون جالسا معي، فهكذا أقضي أوقاتي وأنا محجوز في بيتي، وكأني أصطاد صيدين بحجر واحد، وهذه هي كتابتي من "يومياتي في الحظر" اليوم...
حررت هذا النص في تاريخ: 04-04-2020م يوم السبت...