يومياتي في الحظر: الحلقة (52)
أحيانا يحدث معي بأني أريد أن أكتب شيئا، ولكن الأفكار لا تأتيني، وتارة لم أكن على أهبة الاستعداد للكتابة، ولكن الأفكار تحيطني من كل جانب، وتجبرني على أني أترك راحة، وأشتغل بنقل تلك الأفكار من الدماغ إلى صفحات، وكم مرة حدث هذا معي...
وفي كل مرة عند ما أعاني هذه المشكلة التي ذكرتها بأنه أحيانا الأفكار لا توافقني، ولكن مزاجي يوافقني، ويريد مني عملا، وقد يحدث عكس ذلك تماما، حيث الأفكار توافقني، وتحيطني، ولكن الجو والمزاج لا يوافقني، أسأل نفسي دائما، هل هذا الأمر الذي يحدث معي، يحدث مع الآخرين أم لا؟ وكم مرة أخذت قلما لأكتب حوله في كراسة خاصة، ولكن النسيان يعرقلني، وأحيانا الكسل يعرقلني من كتابة ذلك الأمر في كراسة خاصة...
اليوم أيضا حدثت معي نفس المشكلة، فمن بعد إفطار صوم أرغب بكتابة موضوع، ولكن الأفكار لا تحضرني، وكنت في محاولة جمع الأفكار في موضوع واحد، ولكني فشلت فيه، حتى دخل وقت صلاة العشاء، وبما أننا نحن في شهر رمضان، فصلاة العشاء تكون طويلة نوعا ما من أيام أخرى، وذلك لأن صلاة التراويح أيضا يجب علينا أداؤها بعد أداء الصلاة المكتوبة، فأعددت نفسي لأداء صلاة العشاء، حتى مضت ساعة أخرى، ثم عدت إلى فراشي، والحاسوب موضوع أمامي، فتنفست طويلا، وأردت أن أكتب موضوعا، وبدأت الجهد من جديد في جمع أفكار لموضوع ما، ولكن المشكلة لم تنحل بعد، والوقت كان يمضي حتى قربت الساعة إلى العاشرة وأربعين دقيقة ليلا، وكان موعد نومي هو الساعة الحادية عشرة تماما، فقلقت على عدم موافقة الحظ وعدم حل تلك المشكلة...
ولما شاهدت ساعة جدارية وكأنها تنبهني وتقول لي: وقت نومك قريب، فدع الحاسوب، واستعد للنوم، ولكن عزيمتي على كتابة موضوع لم تنكسر، ولم تضعف، بل كانت قوية، فقلت لنفسي: لا، لا أنام قبل أن أكتب موضوعا، مهما يحدث، ولو مضى الليل بأكمله، وأنا جالس أمام الحاسوب، أجلس، فبدأت أدعس بعض الأزرار من لوحة مفاتيح الحاسوب، فالكتابة كانت تظهر على شاشة الحاسوب، ثم كنت أقوم بمسحها، حتى الساعة الحادية عشرة ليلا...
إن هذه الساعة هي ساعة نوم، واستراحة، فبدأت الكتابة، فكل ما تأتي في دماغي من الأفكار كنت أنقلها في صفحات، ولم أتوقف للحظة واحدة، حتى أكملت بعض الكتابة، ثم رجعت إلى الخلف فرأيت كتابة اليوم تليق بأن تصبح موضوعا، وإن كان ذلك الموضوع لم يكن عميقا، بل هو موضوع سطحي، ثم نسقت وهذبت حيث حذفت بعض الكلمات والعبارات والجمل، وقدمت بعض الكلمات والعبارات، وأخرت البعض منها، حتى صارت تلك الكتابة جاهزة تماما من كل الوجوه لنشرها على موقع شبكة المدارس الإسلامية، فربطت حاسوبي بشبكة عالمية، وفتحت موقع المدارس الإسلامية، وأرسلت هذه الكتابة إليه، حتى تقرأها أنت الآن...