اغتنم فرصة الكتابة
٢٣سبتمبر/أيلول ٢٠١٦م (الجمعة)
الكتابة في كل وقت وفي كل مكان جد عسير.. فكما لاتستطيع أن تأكل الطعام أو تحتسي الشأي أو القهوة المفرحة في كل مكان تكتنفه الروائح الكريهة فكذلك لا تستطيع أن تكتب في كل مكان تحيط به الأصوات المتجلجلة ، أو الضوضاء المخلة ، أو الصيف القائظ .... و قد لا تواتيك وأنت جالس على كرسي مريح ،آخذٌ بالقلم والدفتر، وأمامك طاولة جميلة.
ولكنها قدتنتابك وأنت استيقظت من النوم ورأيت رؤية سارة أو محزنة.. وقدتنتابك والكرى يكاد يزور جفنيك.. وقد تأتيك وأنت في السوق تشتري بعض حوائجك واكتنفك جو يحرك عواطفك.. وقد توافقك (الكتابة) وأنت تشاهد مناظر الطبيعة من النجوم المتلألئة أوالجبال الشاهقة المكسوة بالخضرة أو الرمال الذهبية اللامعة ، أو أنت على متن سيارة تقلك إلى مكان أو رجل تحبه.. أو أنت على محطة تنتظر القطار انتظارا يطول لساعات...أو في قطار يمربك بغابات ملتفة والشمس ترسل أشعتها الذهبية في تلكم الغابات.
وكذا الكلمات والجمل قدتتدلل دلال الحسناء العذراء فلاتقترب منك وأنت باذلٌ كل مافي وسعك من جهد لتدنو منك... وقد تأتيك مطيعة منقادة!!
فاغتنموا تلكم الفرص التي ترتاح لها النفس ويطمئن فيها الفؤاد ؛ والتي تطيعكم الكتابة فيها كأنها ناقة ذلول، وتأتي إليكم الكلمات والتعابير منقادةً منساقةً!!
ولابدللتمتع بهذه المناظر الطبيعة أن تكون أنت ذاحس مرهف وذوق رفيع..
فالكاتب أو الشاعر ربمايسافر إلى مناظر طبيعية ليقتبس منها شعلة نور تشعل عواطفه، وتثيرقريحته، وتهيج شاعريته أو كتابته.
والحس لايرهف والذوق لايرتفع إلا بالقراءة المستمرة للأدباء والشعراء ؛ فللقراءة (المستمرة وللكتب الأدبية خاصة) سهم كبيرفي إرهاف الحس ورفع مستوى الذوق... وإذا تريدأن تكون كتاباتك جالبة لإقبال القراء فعليك أن تصبغها بلون من الأدب.
✍ *نصيرالدين القاسمي*