يومياتي في الحظر ، الحقلة (2)
البارحة أغمضت عيني لأنام، وحينئذ الوقت كان يشير إلى الساعة الحادية عشرة وخمسين دقيقة، وأبعدت جوالي، والكتاب والحاسوب، وكنت في محاولة أن أخوض في أمواج بحر النوم، ولكن الأمر لم يكن سهلا كما كنت أظن، بل كان أصعب مما توقعته، وبعد مضي عشرين دقيقة فتحت عيني، وكأن النوم قد طار من أعيني، وفارقني تماما، فما كنت أشعر نوما، فتقلبت على اليسار ناويا بمحاولة جديدة حتى أنام، لكن تلك المحاولة قد أنكرت أن تقدم إلي مساعدة، وفشلت هذه المرة، وعقارب الساعة لا تتوقف، بل تتحرك، وتسير إلى مسارها، حتى علمت أن الساعة قد اقتربت من الواحدة تماما بعد منتصف الليل، والغرفة مظلمة، والهدوء كامل، ومخلوق الله نائم، فلم أستسلم، وبدأت أذكر الله ـ سبحانه وتعالى ـ بصوت حفي حتى أسمعه بنفسي، وتركت عيني مغمضتين، ثم لا أدري متى غلب علي النوم، فنمت بنوم عميق، ولم أستيقظ منه إلا بصوت أخي الذي ينام معي في الغرفة، فإنه أيقظني لأداء صلاة الفجر، فجزاه الله خيرا أنه جاء بقارورة الماء، فتوضأت، وأديت صلاة الفجر، ثم جئت إلى فراشي من جديد، ونمت، ولم أشعر بذلك النوم إلا أن عاد أخي من المسجد، وأيقظني من جديد قائلا: تفضل أخي بكوب الشاي، فدلكت عيني، وجلست، وشربت الشاي، ثم توضأت من جديد لأتلو القرآن الكريم، فتلوت بفضل من الله ومنه وبتوفيقه كل ما تيسر لي من القرآن الكريم...
فلما فرغت من تلاوة القرآن الكريم أحضر لي أخي الفطور، والخبز كان ساخنا، فأفطرت أنا وأخي معا، ثم أخذت الحاسوب حتى أكتب شيئا من الكتابة، ولكن التركيز لم يكن موجودا، بل كان مفقودا تماما، فلهذا لم أتمكن من كتابة كلمة واحدة من رغم أنها سهلة الكتابة، والسبب في ذلك أن ذهني كان فارغا، وما حضرني أي موضوع، ففحصت في الحاسوب بعض المحفوظات التي حفظتها قبل سنة، وفتحت جميع الملفات حتى عثرت على بعض ملفات كنت أحتاجها قبل أشهر، فاطمئن قلبي بوجودها في الحاسوب، ولكن اليوم لم أكن بحاجة إليها، فلذا أطفأت حاسوبي، ووضعت رأسي على وسادة للاستراحة، وبالفعل كنت بحاجة إلى النوم، وذلك لأني لم أنم بكفاية البارحة، فنمت ساعتين، حتى العاشرة، ثم استيقظت وهيأت نفسي للعمل، فتذكرت بأنه يجب علي كتابة "يومياتي في حظر" فأخذت الحاسوب، وكتبت هذا النص تحت عنوان " يومياتي في حظر"...
حررت هذا النص في تاريخ: 03-04-2020م الجمعة..