يومياتي في الحظر : الحلقة (3)

إن الوقت الفارغ هو وقت لا رجعة فيه بعد مضيه، فهذه الأيام هي أيام لا عمل فيها سوى البقاء في البيوت والمنازل بسبب حظر التجول في السوق، والخروج من البيوت والمنازل من قبل الحكومة، فالذي يخالف قرار الحكومة فإنه ينال عقابا من قبل السلطة، حيث إن الشرطة وأجهزة الأمن يجعلونه كديك في الطريق، ويضربونه ضربا مبرحا، وفي أكثر الأوقات يسجنونه في السجن، ويسجلون قيضة المخالفة ضده، فمثل هذا العقاب يمنع الكَيِّس والعاقل من الخروج من بيته دون أية حاجة وضرورة، أما إذا كانت هنالك حاجة خاصة تدعوه للخروج من البيت فإنه لا عليه بالخروج، وذلك لأنه حالة استثنائية، فلا يقال له شيء، أي لا ضرب ولا ديك ولا تسجيل قيضة المخالفة ضده، بل يؤذن له بقضاء حاجته، ثم يعود إلى البيت فورا دون أي تأخير...

      لما ثبت أنه لا بد من البقاء في المنزل والبيت، فماذا عليه أن يفعل في هذا الوقت!؟ طبعا الكَيِّسُ دائما يتفكر في مستقبله، ويجعل الوقت الفارغ وقتا قيما، ويجعله مفيدا لمستقبله، فيستفيد منه حق الاستفادة، فيشغل نفسه فيما ينفعه، أما إن كان هنالك كسول فلا حركة عنده في هذا الوقت، بل يجعله يضيع مثل الثلج، دون أن يستفيد منه، ولكنه لم يتفكر بأنه ربما يندم على ما يفعله الآن، ثم لا فائدة في ندمه، فلذا لا بد من الاستفادة من هذا الوقت الذي منحه كل واحد منها، فإنه منحة وعطاء من قبل الله ـ عز وجل ـ، فينبغي لنا أن نشكره على نعمته هذه...

      فالحمد لله الذي وفقني لأن أجعل هذا الوقت مثمرا، فبعد تفكير عميق وصلت إلى النتيجة بأنه يجب علي إتقان حفظ القرآن الكريم، فبدأت من أربعة أيام أتلو كل يوم جزءا واحدا، ثم من الغد فصاعدا بإذن الله وبتوفيقه سوف أتلو خمسة أجزاء كل يوم حتى أكمل القرآن الكريم كل أسبوع، وأتقن حفظي بهذه الطريقة، وليست أنا وحدي، بل الكثير من زملائي أخبروني بأنهم قد بدأوا مراجعة القرآن الكريم، وكل يوم يتلون منزلا واحدا، فيختمون القرآن الكريم في كل أسبوع، فأسأل الله ـ تبارك وتعالى ـ أن يتقبل أعمالنا جميعا، وأن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى.

حررت هذا النص في تاريخ: 03-04-2020م الجمعة...

أ.د.خليل أحمد


مجموع المواد : 507
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024