يومياتي في الحظر: الحلقة (61)
بدأت شاشة جوالي تلمع مرة بعد مرة، وصوت رنينه يرتفع من انخفاض، ثم ينخفض من ارتفاع، وهذا حدث مرة، ثم بعد قليل حدث مرة أخرى، حتى النائم استيقظ، والغارق في المطالعة نطق، وأثر صوت رنينه لم يؤثر في، فكنت في سبات عميق تماما، فأخيرا لما فتحت عيني بصعوبة رأيت أحدا يتصل بي، واسمه كان يأتي على شاشة الجوال، فظننت في البداية إنه صديقي يتصل بي، وهو يعلم أن هذا الوقت هو وقت نومي، فلما ذا يزعجني؟ فتركت جوالي، وعدت إلى نومي مرة أخرى، ولما استيقظت من النوم على الوقت المقرر أخذت جوالي، ورأيت من المتصل بي؟ ففوجئت مباشرة بأن المتصل بي قبل قليل لم يكن زميلي، بل كان أستاذي، فمباشرة اتصلت به، وقدمت إليه اعتذارا، وكلمته مفصلا، ثم قال لي: هنالك طالب عنده مشكلة في مقالته، فسألته ما هي نوع المشكلة؟ فأخبرني أنه كتب مقالة، ولكن السرقة العلمية فيها هي أكثر من سبعة وعشرين، فالمسكين حاول العديد من المرات في تقليلها ولكنه فشل، ولا أدري ما ذا أفعل به؟
فسليته قائلا: يا أستاذي المكرم، لا حاجة للقلق، فإن هذا الأمر سهل جدا إن شاء الله، ولكن يحتاج إلى دعواتكم، ثم قلت له: إني سوف أنفق جهدا كبيرا في تقليل سرقة علمية في تلك المقالة بطريقتي الخاصة، وذلك الوقت كان قبيل العصر، فلما صليت صلاة العصر بدأت مراجعة تلك المقالة من البداية إلى النهاية، وصفحاتها كانت أكثر من مائة وخمسين صفحة، فجلست من العصر إلى المغرب، ثم من المغرب إلى العشاء، ثم جلست ما بعد العشاء إلى الفجر دون أن أنقطع من العمل، ومن بعد الفجر إلى الساعة السابعة وخمس دقائق، فغيرت بعض التعديلات فيها، وحذفت بعض العبارات منها، وأنقت ما وسعي من جهد، حتى تيقنت بأن السرقة العلمية سوف تقل إن شاء الله...
ثم أدخلت تلك المقالة في البرنامج للفحص، وذلك البرنامج يستغرق وقتا في الفحص، حتى أتمم فحص تلك المقالة، فالنتيجة كانت جيدة، حيث قلت نسبة سرقة علمية في تلك المقالة من سبع وعشرين إلى خمسة عشر في المائة، فما رأيت نتيجة مقالة فرحت، ثم اتصلت بأستاذي المكرم مباشرة، وأخبرته عن هذه البشرى، وفرح كثيرا، ثم أرسلت تلك المقالة إليه عبر ايميل، وأخبرته أيضا بأني لم أنم طوال اليل بسبب هذا العمل، ولا أدري كيف أنجزت ذلك العمل، فما أظن إلا بسبب أدعية من قبل أستاذي المكرم، فكان لها أثر حتى أكملت، ولله الحمد على ذلك، والشكر له بأنه وفقني على إنجاز ذلك العمل بنجاح...