السادس والعشرون: من يومياتي في شهر رمضان عام 1442هـ
اتصل بي خالي صباح هذا اليوم، وتفقد أحوالي، ثم سألني عن صحتي. فأخبرته أنني في تحسن مستمر. ثم سألت أحواله. فأخبرني عنها مفصلا ثم قال لي: هذه الأيام نحن نعاني أكبر مشكلة في صلاة العشاء. قلت له: خيرا ما هي المشكلة التي تعانونها خاصة في صلاة العشاء؟ فقال لي: إمامنا كان يصلي بنا من بداية رمضان صلاة التراويح بسور قصيرة، فكنا نفرغ من صلاة العشاء خلال نصف ساعة، ولكن الآن بدأ يؤخرنا وخاصة في هذه الأيام. فقلت له: مهلا مهلا لم أفهم قصدك، هلا شرحت لي أكثر! فقال لي: نعم، أشرح لك مفصلا ثم بدأ قائلا: إمامنا كان يصلي بنا صلاة التراويح وكان يقرأ فيها عشر سور الأخير، وكان يقرأها مرتين، فكنا نفرغ من صلاة التراويح خلال نصف ساعة، ولكن قبل يومين أحد المصلين قال للإمام: يا إمام أرجوك ألا تستعجل في صلاة التراويح. فأخذ الإمام كلامه وبدأ يصلي بنا ولكنه يؤخرنا إلى ساعة أو أكثر من ساعة. ونحن في هذه الأيام الأخيرة نشعر ضعفا، ولا نملك طاقة ولا قدرة إلى هذه الدرجة حتى نقوم قياما طويلا. فضحكت وقلت له: إذن ما ذا نفعل؟ ما عندنا سبيل سوى الاقتداء بذلك الإمام مهما يكن الأمر. فقال لي: نعم، كلامك صحيح، وبقي لنا عدة أيام ثم تنتهي هذه المشكلة، فلا بأس أتحملها قليلا إن شاء الله، ثم قطع الاتصال.
فأخذت الحاسوب وأحببت تقييد ما جرى بني وبين خالي بقلمي فكتبت هذه الأسطر العديدة، حتى أستفيد منها عند ما أقرأها مرة أخرى، وأتذكر هذه اللحظات الرمضانية التي يبقى ذكرها خالدا في قلبي، وفي دماغي، فأسأل الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يتقبل قيامنا وصيامنا وتلاوتنا وأذكارنا وكل ما نقدمه من الأعمال الصالحة، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى.