يومياتي في الحظر: الحلقة (14)
منذ أن أعلنت الحكومة عن الحظر بسبب وباء عالمي، أصبح كل واحد محبوسا في بيته، بل الأمة بأكملها صارت مقيدة في بيوتها، وهذه كلها في مصالح الأمة، حتى لا يتفشى ذلك الوباء في بلدنا، فخاطر في قلبي لماذا لا أجعل وقتي هذا مثمرا، فمِنْ أول يوم بدأت الكتابة في مواضيع متنوعة، ولكني جعلتها تحت عنوان واحد، وهو "يومياتي في الحظر"، وربطت كل موضوع بحلقة مستقلة، ورقمت تلك الحلقة بأرقام التسلسل، فعند ما كنت أكتب هذه الكتابة لاحظت أن عدد حلقات قد بلغ أربعة عشر، ولا أعلم إلى أي عدد تبلغ تلك الحلقات، ثم تتوقف...
ففجأة اليوم جاءتني فكرة حول "يومياتي في الحظر"، بأني حاليا أرسل حلقات باسم "يومياتي في الحظر" إلى موقع شبكة المدارس الإسلامية، ثم ذلك الموقع ينشرها على صفحته الخاصة، فالقراء يطالعونها، ويستفيدون من هذه المواضيع، ولِمَ لا أجمع هذه الحلقات كلها في مكان واحد، وأمنح كل حلقة عنوانا مستقلا، وأخرجه في شكل كتاب إلكتروني باسم "يومياتي في الحظر"، حتى تعم الاستفادة منها، وأطلب من مسئول موقع شبكة المدارس الإسلامية أن ينشر ذلك الكتاب على موقع شبكته، ولكن هذا العمل أيضا يحتاج إلى وقت كثير، وهمة عالية، فهمتي لا تزال عالية، ولكن الوقت أصبح ضيقا لأجل زحمة أمور أخرى، حيث أقمت دورة لتعليم اللغة العربية، فأقوم كل يوم بإعداد دروس، وأسجلها، ثم أرسل إلى مشاركي الدورة، وإلى صفحتي على يوتيوب، ليستفيد منها من لم يكن مشاركا في هذه الدورة، وأمور أخرى أيضا أحاطتني من جميع نواحي، فلا تتركني للاستراحة، بل ركبت على رأسي فكرة واحدة، وهي العمل والعمل...
ومع ذلك أحاول كل المحاولة في تنسيق هذه الكتابة، وأعطيها شكل الكتاب، وأسميه "يومياتي في الحظر" وللحظر مضى أسبوعان، ومع ذلك لم يرفع من قبل الحكومة، فلا أدري إلى متى نبقى محبوسين في بيوتنا، ولذلك لا يمكنني تحديد موعد لإخراج كتاب باسم "يومياتي في الحظر"، لأن الحظر مازال، فكتابتي تكون مستمرة مع استمرار ذلك الحظر، فلما ينتهي الحظر أتوقف من كتابة مقالات تحت عنوان : "يومياتي في الحظر"، ثم أشغل نفسي في تنسيق تلك المقالات، وأجعلها في شكل الكتاب...
وبما أن هذه الفكرة جاءتني في أيام الحظر، فأحببت تقييدها بقلم، وأجعلها حلقة من حلقات "يومياتي في الحظر"، فبدأت كتابتها في حاسوب، غير أن بطارية الحاسوب يكاد ينتهي شحنها، فأسرعت في إكمالها حتى أكملها قبل انطفاء الحاسوب، ثم الكهرباء أيضا منقطعة من الصباح، ولا أدرى موعد عودتها، فيكون هنالك انقطاع في هذه الكتابة، ثم جمع الأفكار من جديد لا يكون أمرا سهلا، ويحتاج إلى جهد جديد لجمعها، فمثل هذا قد يكون صبعا على كاتب مثلي، فلذا أكتفي بهذه الكلمات...