يومياتي في الحظر: الحلقة (57)
منذ أسبوع وأنا لم ألمس الكتاب حول "سيرة النبي " ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكل يوم أرى صورة ذلك الكتاب، وهو موضوع بجنبي، فلا يمكن تقديم عذر بأنه بعيد عني، وأنا لست قادرا على المشي، فكيف بإمكاني أخذه للمطالعة، فمثل هذا العذر قد انتهى، وما كان عندي عذر، فالكسل والخمول والاشتغال في أمور أخرى قد أبعدني من لمس ذلك الكتاب، ومن مطالعته، وكل يوم أعزم صباحا بأني اليوم أطالعه مساء، وعند ما أدخل مساء ذلك اليوم، فأجدد عزيمتي وإرادتي، وأقول في نفسي: لا علي، الآن أنا مشغول في عمل، فأطالعه ليلا بعد العشاء، ولما يدخل وقت العشاء، فأصلي صلاة العشاء مع التراويح، ثم إما أكون تعبان، وإما أكون نعسان، فلا ألمسه لأجل المطالعة، وأجدد نيتي من جديد بأني اليوم إن شاء الله سوف أطالعه بعد منتصف الليل، فيأتي وقت منتصف الليل والإرادة تبقى مجرد إرادة، والنية تصبح مجرد نية...
ولكن اليوم حسب العادة عزمت من جديد، وعزيمتي هذه تختلف من عزائمي السابقة، فقلت في نفسي: لا بد من مطالعة ذلك الكتاب، ولو تكون عدة صفحات، وتكون مستمرة، فكتبت مطالعة ذلك الكتاب في قائمة جدول أعمال اليوم، وخصصت وقتا بعد صلاة العصر، وقبيل المغرب، فإن ذلك الوقت عادة يكون فارغا، فلا بد من ملئه، وأنا نويت ملئه بمطالعة ذلك الكتاب...
وفجأة وقع نظري على كتاب آخر، وهو موضوع تحت كتاب " سيرة النبي" صلى الله عليه وسلم ـ وذلك الكتاب أيضا أخرجته من الدولاب للمطالعة، ودون المبالغة أقول: لم أطالع من ذلك الكتاب صفحة واحدة، وأتذكر بأني أخذت مرة، وتفحصت بعض الصفحات من ذلك الكتاب دون القراءة، فنويت بأني أقرأه اليوم بعد قراءة ومطالعة كتاب حول سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولكن غيرت نيتي في لحظة واحدة، وذلك لأني تذكرت بأني علي مراجعة القرآن الكريم بعد المغرب، فذلك الوقت خصصته منذ زمن له، فلا يناسبني تغيير ذلك الوقت لمطالعة هذا الكتاب، فاكتفيت بعزيمتي الأولى، وهي سوف أطالع كتاب حول سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اليوم إن شاء الله بعد العصر، وقبيل المغرب، أما الكتاب الثاني فإن شاء الله بعد ما أكمل الكتاب الأول سوف أتناوله في المطالعة، وأدعو الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يبارك في أوقاتي حتى أتمكن من مطالعة الكتاب الثاني، وأن يوفقني لما يحب ويرضى...