يومياتي في الحظر: الحلقة (60)
حسب العادة لم ألمس جوالي اليوم أكثر من مرتين، ولقد أشغلت نفسي في تلاوة القرآن الكريم، وما تبقى من الوقت فإني أنفقته في ذكر الله ـ سبحانه وتعالى ـ وأحيانا كنت أنعس فكنت أنام ساعة أم ساعتين حتى أتنشط للعمل، فهكذا قضيت يومي اليوم، ولما لمست جوالي أول مرة في هذا اليوم، وفتحت واتساب، وعلمت أن هنالك رسائل كثيرة بعثت إلي، والمبعوث منها البعض من أرقام هواتف أعرف أصحابها ، ولكن البعض المبعوث من تلك الرسائل كانت من أرقام مجهولة، ولم يكن عندي أسماء أصحاب تلك الأرقام محفوظة، فمثل هذه الرسائل ليست من عادتي قراءتها، وفتحها، إلا إذا وجدت فرصة ثم أفتحها وأتعرف عليها...
لما فتحت واتساب اليوم تلقيت رسالة مجهولة من رقم مجهول، ففتحتها ثم اطلعت على موضوع نص الرسالة، فعند ما علمت موضوع رسالة عرفت ذلك الأخ الذي أرسل إلي رسالة، فإنه كان زميلي في الدراسة...
نص رسالته كان بالتالي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الرجاء من الله العظيم أن تكونوا بخير وعافية، أستاذي المحترم المكرم المبجل كما تعلمون عندنا دوام مسائي في الدراسة، فنريد في هذه السنة أن نقوم بقسم التخصص باللغة العربية للمتخرجين من المدارس العربية، كي نقدم العلم الذي استفدنا من سماحتكم، وأن يكون ذلك تحت إشرافكم، فالرجاء من فضيلتكم أن توافقوا على هذا الطب، ولكم جزيل الشكر والامتنان...
ولما قرأت هذه الرسالة فتفكرت ما ذا أجيبه! هل أجيبه بالاختصار أم أنه يجب علي الرد على تلك الرسالة إجابة مفصلة؟ فقررت أخيرا بأنه ينبغي لي أن أرد على رسالته ردا كشبه مفصل، فكتبت كلمات عديدة كرد على رسالته، وتلك هي:
"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، لقد تلقيت رسالتكم، ولكني تكاسلت في الرد عليكم مباشرة، فأنا معتذر إليكم على تقصيري هذا، ولقد سألتني عن صحتي، فالحمد لله على كل حال، وصحتي تتحسن يوما بعد يوم، وما زلت على الفراش، وذلك لأن الطبيب لم يسمح لي بالمشي على رجلي المكسورة، والمدة المطلوبة في تحسنها تماما من خمسة إلى ستة أشهر، إلا أني سوف أمشي بعد ثلاثة أشهر شيئا فشيئا، وأنا أتمنى لك صحة وعافية...
والأمر الثاني الذي ذكرته في رسالتك هذه هو أنك سوف تقوم بقسم التخصص باللغة العربية في مدرستك للمتخرجين، وفي الحقيقة دون المبالغة قد أثلجت كلماتك هذه صدري تماما، وأسأل الله لك التوفيق والسداد في نشر اللغة العربية في مجالاتها المختلفة، وأنت أهل ببدء قسم التخصص باللغة العربية في مدرستك، وأنا كزميل لك في الدراسة، أساعدك كل ما تحتاجه في هذا القسم سوى التدريس، وأنت إن شاء الله وحدك تكفي لتدريس طلاب هذا القسم، وبإذن الله وتوفيقه وكرمه وفضله سوف يكون هذا القسم ناجحا إن شاء الله إن أنفقت جهدك، وركزت على عربيتهم، والطريقة هي نفسها التي رأيتها وشاهدتها في قسم التخصص باللغة العربية بمدرسة... فأتمنى لك التوفيق، وأحتاج إلى دعواتكم، وأنا أيضا أدعو لكم، ولكم جزيل الشكر والامتنان".
وجلعت رسالته وردي عليها موضوع اليوم بعنوان: يومياتي في الحظر، فنسقت الكتابة، وهذبتها ثم أرسلتها إلى موقع شبكة المدارس الإسلامية لنشرها، ولم يكن هدفي منها سوى التدريب على الكتابة، والتمرين عليها، وفي نفس الوقت إخبار الآخرين بأسلوب رد على رسالة ما، والله ولي التوفيق والسداد...