يومياتي في الحظر: الحلقة (25)
المسألة التي تعرضت بي قبل ثلاثة أيام، وقد ذكرتها في إحدى مقالاتي من سلسلة "يومياتي في الحظر"، ولكن إجابتها لم أكن أعلمها، فأرسلت تلك المسألة إلى المفتي حتى أجد جوابها صحيحا، فاليوم تلقيت رسالة صوتية من قبل المفتي، وقد أجاد فيها إجابة تلك المسألة...
والمسألة هي أن أحد الأئمة كان يؤم بالناس في مسجد من المساجد، وكان يصلي صلاة العصر، فلما أكمل أربع ركعات، وجب عليه الجلوس في القعدة الأخيرة، ولكنه سها، ونسي، وظن أنه في الركعة الثالثة، وما زال أداء الركعة الرابعة على ذمته، فقام للركعة الخامسة، والمقتدون كلهم جلسوا، ثم أحد المقتدين لقنه بقوله: التحيات، التحيات، التحيات، فجلس الإمام وأكمل القعدة الأخيرة، وسجد سجدتي السهو، وأكمل صلاته، والسؤال في هذه المسألة هو ما حكم صلاة ذلك المقتدي الذي لقن الإمام بقوله: التحيات، التحيات، التحيات، وكان يقصد منها تنبيه الإمام، وإرجاعه إلى الجلوس في القعدة الأخيرة؟
فأجاب المفتي عن هذه المسألة قائلا: السنة في التلقين لتنبيه الإمام إن أخطأ هو كلمة "سبحان الله "وليس الحرج في قول: الله أكبر" ولكن لو قال غيرهما، مثلما في هذه الصورة، فإن صلاة ذلك المقتدي لا تفسد، وذلك لأنه نطق كلمة وهي من داخل الصلاة، ولم يكن قصده بها إلا تنبيه الإمام، فلذا لا تفسد صلاته...
ولما سمعت إجابة تلك المسألة شكرت الله ـ عز وجل ـ على أنه وفقني للوصول إلى الجواب نفسه، فأنا أيضا تفكرت بنفس الفكرة، ولكني لست متأكدا، فلذا رجعت إلى المفتي، حتى يكون جواب تلك المسألة جوابا مؤكدا، ويقينيا، والمسائل كثيرة يتعرضها الإنسان في حياته، ولكن سرعا ما ينساها إن لم يسألها أحدا، فإن سألها أحدا من المفتيين، فتبقى تلك المسألة محفوظة في ذاكرته، ويستفيد من جواب تلك المسألة إن تعرض لها مرة أخرى في حياته...
فكما أني أستفيد من أجوبة المسائل التي تعرضتها في حياتي، أستفيد منها من حين إلى آخر، فمن تلك المسألة هي أن الإمام أخطأ في الركعة الرابعة، حيث وجب عليه الجلوس في القعدة الأخيرة، وذلك لأنه كان في صلاة الظهر، ولكنه قام للركعة الخامسة، ثم أحد المقتديين لقنه بقوله: السلام عليكم ... السلام عليكم ....، وكان يقصد من كلامه تنبيه الإمام، فالجواب لهذه السألة كان محفوظا عندي، لأني سألت المفتي عنها، فأجابني إجابة صريحة، وأخبرني أن صلاة ذلك المقتدي الذي نبه الإمام بقوله: السلام عليكم... السلام عليكم... لا تفسد، فبقي جواب هذه المسألة محفوظا في ذاكرتي...
ولذا أقول: ينبغي لكل واحد أن يرجع إلى المفتي عند ما يتعرض لأية مسألة، ويستفسره مباشرة، ولا يتأخر في السؤال عن جوابها، وإلا فينسى ثم لا يتذكرها إلا إذا تعرض لها من جديد، وإن لم يتوفر المفتي في نفس الوقت فيناسبه تسجيل تلك المسألة في كناشة أو صفحة حتى عند ما يجد المفتي يسأله عنها مباشرة...