لما دقت الساعة تمام الساعة الثانية عشرة إذ بدأت الأصوات وكأن أحدا يطلق رصاصات والثاني يفجر قنبلة، وكأن الحرب قد اندلعت بين البلدين... فظننت أن هنالك حدثا حدث في البلد، فطار نوم
إن هذه الحكاية تدور حول طالب علم يكتب هذه الأيام مقالته وبحثه، وهو مكلف باستعمال قلمين بلونين مختلفين حيث أنه يستعمل قلما بلون أسود على العبارات المنقولة وقلما بلون أخضر على تعبيراته...
فخرجنا من ذاك المسجد باحثين المسجد المطلوب الذي بعث فيه زميلنا، فبعد بعد بحث طويل أخيرا وجدنا دليلا يدلنا على ذاك المسجد وذهب بنا حتى أخيرا وصلنا، فلما نزلنا من الدراجات فرأينا زميلنا جالسا يقيم حلقة التعليم، فدخلنا عليه وسلمنا عليه، ثم طالبنا منه أنه يستمر في التعليم، لكنه لم يسمع كلامنا قائلا: إن الكلام معكم حول الدعوة أيضا تعليم...
وهذا لا يكون إلا بتوفيقه ومنه ـ سبحانه وتعالى ـ علي حيث أنني مكلف بإيقاظ مائتين وثمانين نفرا للفجر، فأوقظهم ليؤدوا صلاة الفجر مع الجماعة، فأعاني قليلا من التعب في سبيل إيقاظهم غير أن هذا التعب في النهاية يزول ويبقى الأجر وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يبقى ذاك الأجر في ميزان حسناتي...
فبدأ الحديث حول المدرسة والأساتذة والأيام الماضية التي مضينا معا ، ثم أخبرنا زميلنا أنه في الشهر السادس في الخروج في التبليغ، فقلت: ما شاء الله كيف مضت ستة أشهر ونحن لم نشعر، فأخبرنا حول الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، ثم استأذناه للعودة إلى المدرسة ..
فلما رجع حاملا في يده كيس ليمون، فتبسمت في وجهه قائلا: إذا ما فهمت لماذا ما سألتني؟ فقال لي يا أستاذ أخطأت، وأردف قائلا: يا أستاذ أنت قلت لي اشتر ربع كيلو ليمون، وأنا اشتريت لك نصف كيلو، فدهشت في البداية بأنه ماذا يريد! فسألته مرة أخرى إذن ماذا تريد؟ فقال يا أستاذ نصف كيلو أقل من ربع كيلو...
وهي تعتقد أنني صغير، فتعاملني مثل معاملة الصغار توبخني وتزجرني، وأنا أيضا أتطفل أمامها قصدا حتى أشعرها أنني بالفعل صغير أمامك، فمثل الموقف يتطلب من كل واحد منا أن نتطفل حتى يرضى عنا آباؤنا وأجدادنا...
فارتفعت أصوات الضحك بسبب تصرفاته وحركاته، لكنه لم يشعر أنه يجب عليه أن يتأسف ويندم على عدم قدرته على النطق مع مضي شهر واحد، ولا ذنب له أيضا فيما أقول، لأنه مهما يكن قدمه وقامته طولا وعرضا لكنه في النهاية طالب علم، وفي زيه، فلا يبالي...
بيوتهم كانت من الطين لكن مشاعرهم كانت صادقة، فمثل هؤلاء الرجال نفقدهم في حياتنا اليوم، وفي زمننا اليوم، فلا شك أننا بنينا بيوتا راقية إلا أن مشاعرنا لم تكن صادقة، فلا بد أن نسلك طريقة أسلافنا حتى تصبح مشاعرنا أيضا مثل مشاعرهم في الصدق...
ولا ينكر أحدنا أن المدارس الدينية تعود نضارتها بعود الطلاب إليها فتجدها حافلة من أصوات الطلاب حيث أن مصدرها من مراجعة الطلاب وتعليم الأساتذة تلامذتهم، فكل واحد من الأستاذ وطالب يشتغل في ما يجب عليه اشتغاله، ويسير على مسيره...
ما أجمل صباح اليوم! هواء بارد، والشمس مختفية بين الغيوم، وبدأت قطرات المطر ورذاذه، وتبللت الطرق والشوارع، فخفت سرعة السيارة التي كانت مسرعة من قبل، والمظلات تبدو على أيدي المارين على الشوارع والطرق، وكل واحد من المارين في محاولة حماية أنفسهم من ماء المطر، والمنظر أصبح أجمل مما يتصور....
إن آباءنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا وغير ذلك ممن سواه نعمة عظمية، فالذي يحظى جميع هؤلاء في حياته هو ذو حظ، والذي لم يجدهم جميعا لكنه وجد البعض منهم فهذا فضل الله ومنه عليه، فعليه أن يقدرهم بكل ما يستحقون به من تقدير واحترام وإكرام...
فينبغي لطالب العلم أن يعود نفسه على مواظبة التهجد والنوافل والذكر والتلاوة وهو في طلب العلم، ثم تبقى هذه العادة معه إلى آخر حياته، وذلك كما أننا نتوجه إلى حياتنا العلمية حيث أننا نتلقى دروسا من أساتذتنا ونحفظها بمراجعتنا كذلك يجب علينا الاهتمام والتوجه إلى حياتنا العملية حيث نعود أنفسنا على عمل ما درسناه وندرس، ونطبق جميع معلومات على حياتنا العملية، فهذا هو سر نجاح أكابرنا، فإنهم كانوا يطبقون على أنفسهم كل ما كانوا يأخذون من الأساتذة، فهيأ نغير حياتنا وندع النوم بعد الفجر بنومنا مبكرين ليلا.
فمنهم من يتردد إلى المربد ليشتري أضحية لأداء سنة أبينا إبراهيم عليه السلام، ومنهم من يذهب إلى السوق ليتسوق أكبر مدية وما يلازم الأضحية من الحصير، والسندان، وغير ذلك، ومنهم من تراه أنه يشحذ سكينه ليكون على أهبة الاستعداد لتقطيع اللحوم، فهذه الألوان نجد في مثل هذا العيد...
لما تقرب أيام الإجازة فالطالب لا يتمكن من النوم، ولا يرغب بالدراسة، بل يسرح في أفكار مختلفة، فيتسوق الهدايا لأسرته، ويتفكر في كيفية السفر، و لم تمض الأيام وكأنها طالت لشدة الفرح والبحهة، لكنها تكون في أيام طلبة العلم...
وصفة علاجية قيمة لحماية النفس من عصيان الله سبحانه وتعالى، وهي متوارثة من الأسلاف والأكابر والمشايخ، فالذي تناولها استطاع بحماية نفسه من عصيان الله سبحانه وتعالى، فتعال أخي الكريم نجرب هذه النسخة ونحمي أنفسنا من المعاصي...
إن هذه الكلمات أصلا كانت في الأردية، استلمتها من أحد زملائي، فأحببت تعريبها حتى أستفيد بنفسي وأفيد الآخرين، فعربتها، والكلمات تستحق أن تكتب بماء الذهب، فأسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك في عمر مولنا طارق جميل حفظه الله.
فكنا نتصور كيف تجتمع الأمة! فها أنا رأيت الشيء الذي كان في الأذهان والأفكار فقط بعيني وقرتا، ففي الصباح الباكر قال لي صديقي: ألا نزور مقر الاجتماع؟ قلت له: ولِمَ لا، يا أخي، فبدأنا السفر من ناظم آباد على الدراجة النارية مهتمين بالأدعية المسنونة.
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.