هل تسقط الدراجة على سائقها وهي واقفة في مكانها؟!
الحوادث متتالية، واحدة تلوى الأخرى، فالجرائد مملوءة منها، والإذاعات مشغولة أربعا وعشرين ساعة في نشر أخبارها، والمذيعون والمذيعات لا يتعبون من قراءة أخبارها، والناس لا يسأمون من سماعها، فإن لم تحدث حادثة فتجد الإذاعات والمذيعون وكأنها ميتة، فلذا لو لم تجد الإذاعات حادثة فتنشر أخبارا بسيطة لا ينبغي نشرها....
وبما أن المطر ينزل هذه الأيام في أماكن شتى فنسمع الأخبار المتضاربة حول الحوادث، فيبلغنا الخبر أن فلانا قد سقط من الدراجة، وأن فلانا مات في حادثة المرور، وهنالك من مات بسبب انزلاق دراجته، هلم جرى...
وقل ما نسمع أن هنالك سقط أحد من الدراجة وهي واقفة في مكانها، ولعل آذان السامعين لا تصدق ذاك الخبر، بل تكذبه مباشرة، وأنا أيضا عند ما كنت أسمع مثل هذا الخبر فكنت أرفضه مباشرة دون تفكر وتدبر، لكن قدر الله ما شاءـ فما حدث معي اليوم جعلني أصدق مثل تلك الأخبار...
فمنذ ثلاثة أيام وأنا لم أشغل دراجتي، ومن حسن الحظ البارحة قد نزل المطر بغزارة حتى امتلأت الشوارع بمياه، فعانى سائقو الدراجات أكبر معانات لا يتوقعها غيرها، فهنالك تمر سيارة بسرعة فائقة بجوار دراجة، فترش مياه واقفة على الطرق والشوارع إلى سائقي الدراجات، فهنالك من لا تشتغل دراجته وهو يركل ركلات واحدة تلوى الأخرى، فتجده يقود دراجته وهو ماش على الأقدام..
فأحببت تشغيل دراجتي حتى في الصباح الباكر عند ما أخرج لا أعاني مثل ما عاناها الآخرون من المعانات والمشاكل، فخرجت بعد العشاء إلى دراجتي لأشغلها، ففحصتها فوجدتها مبللة، فأدرت مفتاح التشغيل وأخرجتها من ناقل السرعة، وبدأت أركلها، والحمد لله قد اشتغلت بركلة واحدة، فجلست عليها وبدأت أسخنها بتدوير دواسة البنزين، حتى تأكد لي أنها قد سخنت تماما، فحينئذ أردت إيقافها، فماكنت أعرف أن حاملها لم يكن منزلا، فسقطت الدراجة علي فأنا تحت الدراجة وهي فوقي، فحينئذ صدقت بأنه أيضا يحدث...