الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى
أحبتي في الله، إن الله سبحانه وتعالى هو خالقنا الذي خلق الدنيا والآخرة، وخلق الإنس والجن، وكل ما نراه ونشاهده في الدنيا فهو من صنع الله سبحانه وتعالى. وهو مالك، أي مالك كل شيء، ورازق كل شيء، يرزق الإنس والجن والطيور والأشجار، الحيوانات، حتى يرزق الجنين وهو في بطن أمه. وهو رب السماوات والأرض.
أيها الإخوة في الله، إن الفوز والفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة بيد الله سبحانه وتعالى، والحياة والموت بيد الله عز وجل، هو الذي يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحي الأرض بعد موتها، والعزة والذلة بيده سبحانه وتعالى، هو الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء.
أحبتي في الله هذه وظيفتنا بأننا نخرج في سبيل الله سبحانه وتعالى ونقدسه عزوجل أمام الناس، ونقول لهم: يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحو.
فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كلهم بعثوا إلى هذه الأرض ليجتهدوا على قلوب الناس، وذلك لأن أهم شيء في جسد الإنسان هو القلب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله".
إخوتي في الله، المقصود من مجيئنا إليكم هو التذكير، كما قال الله سبحانه وتعالى: "وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين". فلا بد لنا أن نعود إلى الجهد الذي قام به نبينا عليه الصلاة والسلام والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
المقصود من هذا الجهد في زمننا الحاضر هو كيف يأتي اليقين الصحيح في قلوبنا، وكيف تترسخ حقيقة الكلمة في قلوبنا؟ لأن الكلمة تتواجد على ألسنتنا وهي مرطبة بها، لكن قلوبنا فارغة من حقيقتها، فتعالوا أيها الإخوة نجتهد على قلوبنا حتى يأتينا اليقين.
أحبتي في الله، من واجبنا أننا نبذل قصارى جهودنا حتى تصبح حياتنا على هذه الكلمة، ثم لا نكتفي بهذا، وإنما نأتي الناس جميعا على هذا الجهد حتى تصبح حياتهم على هذه الكلمة.
فالذي يكون حياته على هذه الكلمة فالله سبحانه وتعالى وعده بحياة طيبة، كما قال الله سبحانه وتعالى في كلامه: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ، وفي الآخرة " ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر".
أحبتي في الله، نجتهد على أنفسنا، ونجتهد على الآخرين، كما كان الجهد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على المؤمنين والكفار، فالجهد الذي قام به النبي صلى الله عليه وسلم على المؤمنين هو جهد الإيمان حتى يتقوى إيمانهم، أم الجهد الذي قام به عليه الصلاة والسلام كان لدخولهم في الإسلام.
الدين انتشر في العالم كله بسبب جهد الصحابة، رضوان الله عليهم أجمين، ما هو الباعث الذي أجبر الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين على مفارقة المكلة والمدينة ومفارقة صحبة النبي صلى الله عليه وسلم؟ الباعث هو إحياء الدين في العالم كله، وإعلام كلمة الله في كل مكان.
فمن منكم مستعد أن يخرج لأربعة أشهر، ولأربعين يوما، ولثلاثة أيام.