هل تعلم كلمة تسيل الدموع!
كلمة الوادع هي كلمة خفيفة على اللسان، إلا أنها تحمل أثقل معنى، حيث إن ناطقها قد يكون متمسكا على مشاعره حين نطقها، وقد يكون قادرا عليه، إلا أنها لا تستخدم إلا في مفارقة أحد، فحين ما يفارق أحدا يستعمل كلمة الوداع...
لكنها مسيلة الدموع، فلا تدع عينا من تقاطر الدموع عنها، ولا قلبا يتألم في مفارقته، والمفارقة قد تكون أبديا وقد تكون مؤقتا، لكنها مؤلمة...
فاليوم أحد إخوتنا وزملائنا الذي مكث معنا سنة واحدة، فأحب السفر في الدعوة في سبيل الله لمدة سنة، فالسنة في الحقيقة ليست طويلة، لكنها تحتوي على عدة حوادث، فالإنسان لا يعلم ما ذا يحدث معه في طوال هذه المدة...
فاضطررت إلى استخدام كلمة الوداع التي آلمتني ألما شديدا، وأجبرتني على سيل الدموع، فحاولت كثيرا على إيقافها إلا أنني فشلت أمام تلك الكلمة...
فودعته أمس حتى يسير على مسيره، والتمست منه بأنه دائما يذكرني في دعواته الصالحة، وأتمنى له سعادة أبدية في دنياه وفي آخرته، فإن بقيت حيا سوف أزوره وإلا سوف نتقابل يوم لا ظل إلا ظله...