اجتماع الدعوة والتبليغ للقدماء في كراتشي
لا شك أن الدعوة إلى الله وظيفة كل مسلم، ووظيفة كل من نطق لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، سواء كان عربيا أو عجميا، أسود أو أبيض، عالما أو متعلما، ضريرا أو بصيرا، ذكرا أو أنثى، شيخا كبيرا أو شابا صغيرا، حافظا للقرآن الكريم والعلوم، أو حافظ ما تيسر منه، طالب العلوم العصرية أو العلوم الإسلامية، فالميدان الدعوي ومجاله يسعهم جميعا. فكل واحد منهم ومنا يدخل في هذا الميدان عملا بما يرضي الله سبحانه وتعالى.
فاجتماعهم سواء كان اجتماع القدماء أو اجتماع الرائيوند، نراهم مجتمعين من كل مكان في حب الله والتعاون على البر والتقوى، ولقد شاهدت هذا المنظر الذي قد أثلج صدري يوم أمس في مسجد مدني في كراتشي حيث كان هنالك اجتماع القدماء، فلاحظت البهجة والسرور على وجوه المشاركين في هذا الاجتماع المبارك الذي سوف يبشرنا الخير قريبا.
يكفيهم هذه البشارة النبوية صلى الله عليه وسلم التي وردت في حديث سعيد بن جبير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل : من أولياء الله ؟ فقال : الذين يذكرون الله برؤيتهم . وقال عمر بن الخطاب ، في هذه الآية (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن من عباد الله عبادا ما هم بأنبياء ولا شهداء تغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله تعالى . قيل : يا رسول الله ، أخبرنا من هم وما أعمالهم فلعلنا نحبهم . قال : هم قوم تحابوا في الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطون بها فوالله إن وجوههم لنور وإنهم على منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس ثم قرأ (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون).[1]
ولقد حضر في اجتماع القدماء يوم أمس كبار الشخصيات من المتقاعدين والعاملين والتجار وطلاب المدارس الدينية والكلية والعصرية، فعدد المشاركين حسب الإحصائيات السطحية حوالي خمسة وثلاثين ألف نفر.
والمشايخ قد ذكروا في موعظتهم تعظيم رب العالمين، وأهمية اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، والمحافظة على الصلوات والعلم والذكر، وأهمية أداء حقوق المسلمين، وإكرامهم وإخلاص العمل لله سبحانه وتعالى، ورغبوا المشاركين بإقامة حلقات التعليم في المسجد وفي البيت، والمشاركة في الجولات العمومية والخصوصية.
ولقد ذكروا خلال مواعظهم أمور اجتماع الدعوة والتبليغ في كراتشي الذي سينعقد في فبراير.
أخي الكريم: أنا أيضا أدعو كل من يقرأ مقالتي هذه أنه يجب عليه عدم تفويت مثل هذه الاجتماعات والمواكب الإيمانية التي لا يفقدها إلا من رحمه الله، ومشاهدة الرجال الذين سوف يمشطون أقدامهم المباركة دول العالم كلها، رافعين الآذان خمس مرات يوميا في كل سهل وجبل، وبحر ونهر. فأرجوك كل رجاء أن تشاهد هذا الاجتماع، وساهم معهم في الخروج والمناصرة.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا منهم وأن يلحقنا بركبهم، وأن يوفقنا للمشاركة في مثل هذه الاجتماعات الإيمانية. آمين يا رب العالمين.
[1]- تفسير القرطبي