ما جرى اليوم في حلقة الطلاب
حسب العادة جلست في حلقة الطلاب بعد العشاء، فسمعت همسات منبعثة من بين الطلاب، فالتفت إليهم مباشرة قائلا: ماذا هنالك؟ فقالوا يا أستاذ، نحن اتفقنا على أنه يجب على كل واحد منا بيان قضاء أيام العطلة، فاليوم نوبة مسئولنا، فأرجوك أن تشرفه ليحدثنا عن أحواله أيام العطلة، فقلت له: تفضل مولانا، الإخوة يريدونك، فجاء وبدأ حديثه حيث أنه لا بداية له ولا نهاية، وكلامه أيضا غير مفهوم حيث أنه لم يربط أفكاره، فكل ما كان يأتي على لسانه كان يلفظه مباشرة دون تفكر وتدبر...
فارتفعت أصوات الضحك بسبب تصرفاته وحركاته، لكنه لم يشعر أنه يجب عليه أن يتأسف ويندم على عدم قدرته على النطق مع مضي شهر واحد، ولا ذنب له أيضا فيما أقول، لأنه مهما يكن قدمه وقامته طولا وعرضا لكنه في النهاية طالب علم، وفي زيه، فلا يبالي...
فتذكرت ما قال لي أستاذي، أن تعريف طالب علم هو الذي لا يبالي به شيئا قط، فلاحظت أن هذا التعريف ينطبق مائة في المائة على طالب العلم، ثم تفكرت في أمر ذاك الطالب كيف يمكنني أن أساعده في تقدمه في الدراسة، فبدأت أتفكر أتفكر ثم أتفكر لكنني لم أصل في النهاية إلى نتيجة مقنعة، وسوف أبذل قصارى جهدي في ذاك الأخ حتى يزول ضعفه ويتقوى في دراسته، وهذا ليس مني عليه، بل إنه يجب على كل معلم وأستاذ أنه يتفكر في تقوية طلابه في دراستهم...
فأسأل الله سبحانه و تعالى أن يوفقني في تقديم العون إلى طلاب العلم في مجال العلم، وأن يرفع من شانهم وأن يقويهم في علومهم وتقواهم...