لما ذا علامة الرفع الواو وعلامة النصب والجر الياء في "عشرون" وعشرين".
إن أيام الاختبارات تجعل الطلاب منشغلين في مراجعة دروسهم واستعدادهم للاختبار والأساتذة منشغلين في تدقيق أوراقهم وفي وضع الأسئلة في ورقة الأسئلة، فأنا أيضا كنت مشغولا في أمور الاختبار، فاليوم وجدت فرصة للحديث مع الطلاب، فجئت عندهم، فما إن جلست إلا وقد بدأت الحديث وسألت أحدهم كم حوارا درسته؟ فقال لي: أكثر من عشرون، فتعجبت من كلامه، وقلت في نفسي: لماذا لا يجر الباء "كلمة عشرون" التي دخلت عليها حرف جر ، فقلت للطالب: ماذا قلت؟
ففهم مباشرة قائلا: أكثر من عشرين.
فهنالك سألته لماذا تقرأ "عشرين" بدل "عشرون"؟
فأجاب: إن هذه الكلمة مجرورة فلذا قلت: عشرين. فسألته سؤالا آخر عن نفس الكلمة، وهو ما هي علامة الجر فيها؟
فقال: علامة الجر الياء. فلم أتوقف عند هذا الحد حتى وجهت سؤالا آخر قائلا: لما ذا علامة الجر الياء؟
فهنا توقف الطالب وبدأ يتخبط في إجاباته قائلا: لأنه جمع مذكر سالم. فسألت كيف جمع مذكر سالم، هل وضحت لي أكثر من هذا؟
فقال لي: يا شيخ، لا أعرف أكثر من هذا. فسألت نفس السؤال الطالب الثاني والثالث والرابع...، فكل واحد كان يجيب حسب مستواه التعليمي، والإجابة كانت في محلها إلا أن كل واحد كان يتوقف حين قولي له: كيف هذا جمع مذكر سالم.
فأخيرا أحد الإخوة قد كسر هذا الحاجز حيث قال: إنه جمع مذكر سالم حكمي، فعشرون وأخواتها في حكم جمع مذكر سالم، والجمع المذكر السالم يرفع بالواو وينصب ويجر بالياء، كما نقول: جاء المسلمون، ورأيت المسلمين، ومررت بالمسلمين، ففي هذه الأمثلة الثلاثة اتضح أن علامة الرفع في الصورة الأولى الواو، وفي الصورة الثانية والثالثة الياء.
فقلت له: أصبت، فعرف الجميع أخيرا سبب علامة الرفع في "عشرون وعشرين" الواو والياء...