عدم الاعتماد على الطالب في دراسته
يجب على الأستاذ والمعلم أن يكون منتبها على طلابه حين سماع الدرس، ولا سيما إن كان الدرس من الحفظيات، فمن الممكن أن الطالب يفتح كتابا أمامه متظاهرا أمام أستاذه أنه لا يراني وهو يسمع درسه من حفظياته لكنه ينظر إلى الكتاب، فطبعا إنه لا يضر إلا نفسه، أما الأستاذ والمعلم فلا دخل له فيه إلا أنني أقول: من مسئولياته أنه يكون منتبها بانتباه كامل، دون أن يعتمد على طلابه وتلامذته...
وبما أنني أنا أيضا أقوم بدور المعلم، فأكون منتبها إلا أن الطلاب يعتقدون في بعض من الأحيان أن أستاذنا غافل عنا، فكثيرا من الأحيان لا أخبرهم إلا الذي أضطر إخبارهم فأقول لهم حتى يكونوا منتبهين وعارفين أنني لست غافلا ولست من الذي يعتمدون على الطلاب في دراستهم، وذلك لأن الطلاب لدي مثل الصغار، فالصغار لا يميزون بين النفع والضرر فيقومون بما يريدونه إلا أن آبائهم وأمهاتهم لا يتركونهم مشتغلين فيما يضرهم...
فالطلاب أيضا يحملون نفس الصفات، مهما كبروا، لكنهم في النهاية مثل الصغار في عدم تمييز بين النفع والضرر، فهنا من واجب المعلم أن يقوم مثل دور الأب حيث أنه لا يتركهم فيما يضرهم ولا يدعهم فيما لا يعنيهم...
وبما أنني أيضا من الذين يقومون بدور الأب، فحدث اليوم شيء مستغرب، فإنني حسب العادة استدعيت طالبين لأسمع منهما درس الحورات، فإنه من الحفظيات، فلما جاءا أمامي وجلسا فبدئا إسماع درسهما، حيث أنهما أخفيا كتابا مفتوحا أمام مكتبي الذي كان موضوعا أمامي، فأدركت الأمر من البداية إلا أنني تجاهلت أمامهما، فواصلا في الدرس حتى أنهياه مطمئنين، فقلت: انصرفا إلا أنني قلت لأحد بصوت خفيف حتى لا يشاركنا غيرنا: يا أخي لا تدع كتابا مفتوحا أمامي وأنت تسمعني درسك من الحوارات، فاندهش وخجل وفي نفس الوقت رأيت على وجهه وكأنه نادم على تصرفاته، فأسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقني وإياكم وكل من في مجال التعليم لتأدية المسئولية بكل أمانة...