هل تعلم خلفية كلمة "فوفو"؟
الأستاذ والمعلم له دور كبير في تعليم الطلاب، وتربيتهم، وتثقيفهم، فلا مجال للشك في أن المعلم والأستاذ ينسى تعبه، وعبئه في سبيل أن يتعلم طلابه بالعلوم، وأن يتثقفوا بثقافة إسلامية ودينية، وأن يتربوا بتربية، تحمد في كل مكان، ويثنى عليها، وإن كان ذلك الحمد والثناء غير مطلوب في الدنيا إلا أنه لا بد من وجوده لترغيب الآخرين، فيستخدم الحمد والثناء عليه كمثل يُضْرب في الأخلاق الحسنة، وفي التربية الحسنة، وفي كثير من الأمور التي تتعلق بطلبة العلوم...
ويمر بمراحل عديدة من خلال تربيتهم وتثقيفهم، وتعليهم، فربما قد يواجه في مرحلة من المراحل أمرا، لم يواجهه من قبل، وقد يكون الأمر خلاف ذلك، حيث يباشر أمرا واحدا غير مرات، وأزيد عليه كلاما ـ أرجو أن لا يكون في محل الفضول ـ وهو أنه يمر بتجارب شتى، لا يتوقعها رجل عامي، وإذا بدأ بتدوينها في سجل، فإنه على حدعلمي الناقص ينقصه، فيحتاج إلى شراء سجلات لتدوين تجاربه العلمية والتربوية، حتى تعم الفائدة...
وكما يقول المثل: فاقد الشيء لا يعطيك شيئا" لا بد للمعلم والأستاذ من تدوين تلك التجارب، وتنقلها إلى الأساتذة الجدد، والتي لم يسبق لهم المرور على مثلها، وهم بأمس الحاجة إليها، ثم إن ذلك التدوين لا يخلو من فوائد، حيث ثمراتها تُقْطَفُ مدة طويلة، ويستفاد منها، ومما لا شك أن الإنسان معرض للنسيان، فإذا لم يكتب ويدون ما يفيد الآخرين، فإنه ينسى، ويصير كفاقد الشيء، فإذا صار كفاقد الشيء، فكيف بإمكانه أن يعطي الآخرين، فنظرا إلى هذا المثل وإلى ثمرات فوائد تدوين التجارب فإني مهتم بتدوين ما أَمُرُّ عليه من التجارب في حياتي.
وليس هذا مجرد كلام فحسب، بل هو مبني على الحقيقة بأنني كلما أرى ما كتبته خلال ثلاث سنوات، أسترجع ذكرياتي، وأتذكر تلك الأيام، حتى اللحظات، وأستفيد منها، فما أكتبه اليوم أيضا يتعلق بمعلم وأستاذ، فإنه ـ كما مر سالفا ـ ينسى تبعه ونفسه في سبيل تعليم طلابه، ويمر بتجارب عديدة، فما مر بي اليوم، لا ولن أنسى في حياتي، وهي كلمة "فوفو"...
نعم، إنها كلمة جديدة على مسامعي، وزيدت اليوم في معلوماتي، وهذا الأمر عادي، حيث إن كل أستاذ ومعلم تضاف إلى معلوماته كلمات جديدة، لم يسبق إليها ذلك الأستاذ من قبل، ولم يتفكر فيها أيضا، وإن تفكر فيها قد لا يصل إلى أصل تلك الكلمة، فإن وصل فيعلم أنها خاطئة، ويقول متعجبا: فيا فرحتي وسعادتي!
وبما أن ذلك الطالب زاد معلوماتي، وأضاف إليها كلمة جديدة، فإني أحببت أن أضيف تلك الكلمة إلى قارئ هذه المقالة، وهي كلمة "فوفو" فإنها من شكلها كلمة جديدة، وذو معنى، والذي يسمعها أول مرة يستغرب على جهالته، حيث إنه علم جميع الكلمات، ولكنها جهل منها، فيزداد استغرابا وتعجبا، لكن سرعا ما يتحول ذلك الاستغراب والتعجب إلى ضحك باسمه، حيث لا يفارقه، فكلما يتذكر تلك الكلمة يضحك...
فكلمة "فوفو" أيضا من تلك الكلمات، والتي تجعل الإنسان يضحك إذا عرف وعلم خلفيتها، ثم لو يكون نطقها بأسلوب فيكون نور على نور، فأول مرة لما سمعت كلمة "فوفو" ظننت أنه اسم من الأسماء الماكولات، والذي لا أعلمه أنا، لكن في النهاية اكتشف لي أنها كلمة جديدة، والتي لا أصل لها في في المعنى الذي يريده الناطق بها، وهو في لغة أردو "چھالیا"...