هل سبق لك أن سمعت رقم: مائة وثمانون وواحد!.
لو أخطأ طالب أمامك خطأ لا يغفر فما ذا شعورك حينئذ؟ هل تسامحه أم أنك تأخذه حينئذ؟ على حسب ظني أنك تأخذه بدل أن تسامحه، لأن الأخذ في مثل هذا المقام ليس فقط أخذا، وإنما هو شيء من التنبيه حيث أن الطالب ينتبه ويركز على خطأه الذي أخطأه، فيبتعد عن الوقوع في نفس الخطأ مرة أخرى...
فصبيحة اليوم بدأ الطلاب يدخلون قاعة الاختبار ويجلسون حسب أرقامهم الامتحانية غير أنني رأيت طالبا يتجول هنا وهناك، فمرة يذهب إلى زاوية ومرة أخرى ناحية أخرى، فناديته من بعد بصوت عال قائلا: يا أخي تفضل تعال إلي، فجاءني، فسألته ما ذا تبحث؟ فقال لي: يا أستاذي أبحث عن رقم الجلوس حتى أجلس في مكاني.
فسألته ما رقم جلوسك؟
فقال لي: مائة وثمانون وواحد.
ففي أول وهلة حرت تماما: ما هذا الرقم؟ هل الرقم جديد أم أنني لم أفهمه جيدا، لأنني كنت مصابا بالصداع من الصباح. فالتمست منه مرة أخرى بأنه يعيد رقم جلوسه حتى أفهمه جيدا ثم أساعده...
فهذه المرة أيضا قال لي نفس الكلام قائلا: مائة وثمانون وواحد.
فلا تسأل حين قال لي نفس الكلام كيفية غضبي، لكنني تمالكت نفسي وقلت له مبتسما قائلا: يا أخي، لقد مضت فترة كاملة على دراستنا وإلى الآن لم تتعلم الأرقام الصحيحة؟
فأجاب: عفوا أخطأت، ثم قلت له: الصحيح هو مائة وواحد وثمانون، فطلبت منه تكرار نفس الرقم فكرر، ثم أرشدته إلى مكان ذاك الرقم وذهب وجلس...
والذي حدث بعده هو أن كل طالب كان يحتاط في ذكر رقم الجلوس، فالبعض منهم ما كانوا ينطقون كلمة واحدة حين كنت أسألهم : ما هو رقم جلوسك؟ فالإجابة كانت بالابتسامة دون نطق حرف واحد...
فينبغي للمعلم أن يأخذ الطالب حين يخطئ مباشرة حتى ينتبه ولن يكرر نفس الخطأ، فإن تُرِكَ دون أن يقال له شيء، فمن المحتمل أن يقع في نفس الخطأ مرة بعد مرة، فهذا شيء مؤسف...