هل تعلم إعراب (فوه) إن لم يكن خاليا من الميم؟
كنت جالسا أمام الحاسوب حتى أبحث عما أريد بحثه في كتب، وفتحت المكتبة الشاملة، وبما أن البحث إن كان في كتب كثيرة فإنه قد يستغرق وقتا، فتركت الحاسوب والمكتبة الشاملة كانت تقوم بعمليات البحث عما كتبته في مربع البحث، وأخذت جوالا، وبدأت أتابع صفحة التواصل الاجتماعي فيسبوك، فخلال متابعتي فيسبوك رأيت في مكان على صفحة أحد الإخوة بأنه كان يسأل عن إعراب "فم" وأرفق على صفحته صورة كتاب الهداية حيث كان فيه "لغسلها فمها..." وقد كان يسأل بأن الفم من الأسماء الستة التي تعرب بالأحرف، والفم أيضا من تلك الأسماء التي تعرب بالأحرف. وهو منصوب في هذه العبارة، إذن لما لم ينصب بالألف؟
فرأيت أن البعض الإخوة قد علقوا تعليقات على سؤاله، وأجابوا حسب فهمهم، ومن بين أولئك الإخوة أحدهم كتب أن القاعدة في إعراب الأسماء الستة معروفة، فالخطأ الذي وقع في هذه العبارة لم يكن من قبل المؤلف، وإنما هو من قبل المطبع، وكأنه يقول: إن هذا الخطأ مطبعي، وإلا فحسب القاعدة ينصب بالألف.
فلما قرأت تعليقه لم يطمئن قلبي على ما علقه، فقمت بالبحث عن إعراب الأسماء الستة مع شروطها، فوجدت أخيرا جواب سؤال ذلك الأخ، هو أنه يشترط لإعراب "فوه" بالأحرف أن يكون خاليا من الميم، وجئت كدليل على ما قلته عبارة من كتاب "توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك" حيث إنه ذكر " وقوله: والفم حيث الميم بانا" يعني أن "الفم" من الأسماء التي تعرب بالأحرف إن بانت منه الميم أي: زالت وفارقت منه الميم".[1] وكذلك جاء في كتاب "اللباب في علل البناء والإعراب" من الجزء الأول في صفحة ثمان وثمانين "وأما فوك فأصله (فوه) فحذفت الهاء اعتباطا وأبدل من الواو من ميم، لأنهم لو أبقوها لتحركت في الإعراب..."
[1] ـ توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية بن مالك: 1/ 315.