ورقة حياتنا محلولة في دنيانا
عند ما كنا صغارا كنا نتشاجر في أمنا وأبينا، فكل واحد من الإخوة يقول: إنها لي وإن أبي هو لي، والثاني يقول نفس الكلام، لكن لما عبرنا مرحلة الطفولة فبدأنا نسيان آبائنا وأمهاتنا باشتغالنا بزوجاتنا وأولادنا،.
فالابن الذي لم يكن يقوى على العيش دون الأم والأب هو تزوج فصار زوجا وأصبح صاحب أولاد فنسي أباه وأمه اشتغالا بأولاده وأسرته، ونفس الشيء في البنات، فإنها لما تتزوج وتنجب أولادا فتنسى أمها وإخوتها وأباها وتشتغل بأولادها وزوجها.
وهذه السلسلة لم تتوقف ها هنا، وإنما تستمر فلما يبلغهما الكبر، فينساهما أولادهما بنفس الطريقة، فيتألمان كما تألم أبوهما وأمهما سابقا...
فلذا يقول المثل: كما تدين تدان، فهيأ نصلح حياتنا من الآن ومن هذه اللحظة، كي لا تفوتنا هذه الفرصة، ثم تندم، بل يجب علينا أن نعامل مع آباءنا وأمهاتنا كما نحب أن نعامل حين نكبر، وإلا فالنتيجة أمامنا...