هذا ما حدث معي بالضبط!
بدأت عقارب الساعة تشير إلى أنها تمام الساعة الثانية عشرة ليلا، فطويت أموري ووضعت الحاسوب في الحقيبة استعدادا للنوم. توضأت وآويت إلى فراشي، فما إن استلقيت على سريري إلا وقد بدأت أجفاني تثقل علي، فلم يمض لحظة إلا وبدأت أغط في نوم.
ومن المعلوم أن النوم إذا يكون في البداية فيحتاج الإنسان إلى هدوء تام حتى يتعمق فيه، فأنا أيضا كنت بأمس الحاجة إلى ذاك الهدوء لكن حظي لم يوافقني هذه الليلة فسمعت صوت ضربات وكأن أحدا يكسر شيئا ما، فظننت مبدئيا أنه يكون لدقيقة لكنه طال، ليس هذا فحسب بل طفق يطير نومي شيئا فشيئا، فنزلت من السرير باحثا عن مصدر ذاك الصوت، الذي كنت أظنه قريبا مني، والذي طير نومي تماما.
فأولا بحثت في المهج معتقدا أن أحدا يمرخ أخاه، لكن لم يكن هذا كما توقعت، فتوسعت دائرة بحثني من المهجع إلى الخارج، فنفس الصوت يطرق مسامعي، وفي هذه اللحظة رأيت طالبا نازلا من السطح إلى المهجع فاستفسرته عن مصدر الصوت، فأكد لي أنه هنالك مشيرا إلى السطح، فصعدت فرأيت أحد الإخوة يكسر اللوز ويأكل، فقلت له : بارك الله فيك، أهذا وقت كسر اللوز وأكله والإخوة نائمون! فمباشرة اعتذر قائلا: أخطأت.
فعدت إلى فراشي للنوم من جديد، فهذه المرة محاولة تكون أكبر من المرة السابقة، فأغمضت عيني متصورا أنني سوف أكون في نوم عميق من خلال عدة ثوان، لكن قدر الله ما شاء، فما إن بدأت أخوض في نوم عميق إلا سمعت صوتا من جديد، وهذه المرة الصوت لم يكن خفيفا بل أقوى من الصوت الأول، فاستيقظت فرأيت طالبا نقل مكتبا خشبيا من مكان إلى آخر ووضع على الأرض وكأنه انفلت من يده فسقط على الأرض بقوة أحدث صوتا قويا، فلم يكن لي بد إلا ويجب علي أن أتحمل، لأنه لم يكن في وسعي ما أفعله.
فعدت إلى النوم من جديد ذاكر الله سبحانه وتعالى، وبدأت قواي أسترجع للنوم إلا أنه بعد مضي لحظات حدث شيء ما كنت أتوقع، فسمعت صراخ الإخوة وهم نازلون من السطح إلى المهجع، فأحد الإخوة فيما بينهم كان يتحدث بأسلوب وكأنه حدثت كارثة عظيمة، فجلست على السرير سائلا أحد الإخوة ما ذا حدث؟
فأخبرني ما حدث شيء يا أستاذ، هذا الطالب كان نائما ورأى في المنام شيئا مخيفا فصرخ وغادر فراشه مهرولا إلى المهجع، فنحن أيضا في البداية ظننا أنه حدث شيء، لكن في النهاية عرفنا لم يحدث شيء، فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله ، وعدت مرة أخرى إلى النوم، إلا أنني كنت على يقين بأن النوم لا يعاودني هذه المرة بهذه السرعة، فحدث هذا كما توقعت فلم يكن النوم يطاوعني بل جعلني أتقلب على فراشي يمينا وشمالا، فبعد عدة محاولات طاوعني ولم أذكر بالضبط وقت حينئذ.