هل تعلم أن فهم السؤال هو نصف الجواب!؟
إنني كنت أسمع من الأساتذة الكرام، ومن زملائي: بأن فهم السؤال نصف الجواب، ولعلك سمعت هذه العبارة عند أيام الاختبارات، حيث إن الأساتذة يرددون على ألسنتهم هذه العبارة، فحينئذ أحدنا لا يتوجه إلى كلامهم، لكن اليوم فهمت كلام أساتذتي حين كلفت باختبار الطلاب...
فلما بدأت أختبر الطلاب واحدا تلو الآخر، جاء طالب يرى من هندامه نشيط، فظننت في البداية أنه يجيب جميع الأسئلة التي أوجهها إليك، فوجهت بعض الأسئلة إليه، فأجاب البعض منها، لكن هنالك سؤال واحد قد تخبط في إجابته...
سألته: ما هو تسلسلك في العائلة؟ فأجابني إجابة كانت مضحكة، وانفجرت بالضحك من سماع إجابته، وفهمت في الوهلة الأولى أنه لم يفهم هذا السؤال، ومع ذلك أرجعت نفس السؤال موجها إليه، لكن هذه المرة أيضا تلقيت منه نفس الإجابة، وهو كان جادا فيما يقوله...
فقال لي حين إجابة ذلك السؤال: ما عندنا التسلسل في مدينتنا، هذا النظام يتواجد فقط في كراتشي، فلذا ما عندنا تسلسل في العائلة. فقلت له: يا أخي، هذا النظام هو نظام واحد في الدنيا كلها، فكيف تقول أنت: إنه لا يوجد عندكم؟ فقال لي: يا شيخ، قلت لك: إن هذا النظام لا يوجد عندنا. فقلت له: كيف ؟ من فضلك أفهمني!
فبدأ يفهمني قائلا: يا شيخ، الطابق الأول والثاني والثالث والرابع يوجد في عمارة شامخة وبناء عالي، فمثل تلك العمارة الشامخة والبناء العالي لا يوجد في مدينتنا. فقلت له: ليس معنى التسلسل في العائلة كما أنت تبينه، بل معناه، أنك على أي رقم من بين الإخوة والأخوات. فحينئذ بدأ يضحك بنفسه قائلا: يا شيخ، سامحني، فأنا فهمت معناه كما بينت، ولم أظن أن هذا هو معناه... فقلت له: فلذا يجب عليك أن تفهم السؤال قبل الإجابة، فإن فهم السؤال هو نصف الجواب.