مطالعة الكتب الأردية لمتعلم اللغة العربية خلال تعلمه بمنزلة السم

الذي يتعلم اللغة العربية ويتخصص فيها فلا ينبغي له استخدام الكتب الأردية وهو في سبيل تعلم اللغة العربية وطالبها، وذلك لأن مطالعة الكتب الأردية وانشغالها فيها هي بمنزلة السم للغته التي يتعلمها، فكما أن السم أخطر شيء للإنسان حيث أن خطورته لا تخفى على أي واحد منا، سواء يكون السم قليلا أم كثيرا حيث أنه يقتل الإنسان في النهاية...

أسئلة غريبة ولا نهاية لها، فكل واحد منا يبحث عن أسئلة جديدة وغريبة حتى تزيد في معلوماته، فسؤال اليوم هو أن مطالعة الكتب الأردية أو المترجمة بالأردية هل تضر طلاب المبتدئين في اللغة العربية أم لا؟

فمن ظاهر السؤال أنه بسيط وسهل الإجابة إلا أنه يحتاج أن يتعمق مجيبه وينظر إلى جميع نواحيه ويدرسه دراسة عميقة حتى يجد إجابة مقنعة، فإن وجد إجابة تقنع السائل فحينئذ السؤال يكون مفيدا ونافعا وإلا فهو لغو.

خلال الدراسة لمحت طالبا من الطلاب يطالع كتابا ما، ففي البداية لم أنتبه إلى ما يفعله انتباها كاملا، إلا أنني لاحظته منهمكا تمام الانهماك، فوددت معرفة فيما هو منشغل فيه، فسألته : فيما تشتغل؟ فأجاب أنني أطالع كتابا، فطالبته بالمجيء بذلك الكتاب، وإذ به كان يطالع كتابا وهو في الأردية، فسكت لحظة ثم قلت له: ارجع إلى مكانك.

وتفكرت قليلا، ثم قلت للإخوة: إن مطالعة الكتب الأردية بالنسبة لمتعلم اللغة العربية وهو مبتدئ في ذاك المجال مضرة، بل أشد ضررا بالنسبة له وللغته التي يتعلمها، فقالوا: لم نفهم بعد؟ وضح أكثر من هذا يا أستاذ من فضلك.

فقلت لهم: الذي يتعلم اللغة العربية ويتخصص فيها فلا ينبغي له استخدام الكتب الأردية وهو في سبيل تعلم اللغة العربية وطالبها، وذلك لأن مطالعة الكتب الأردية والانشغال فيها هي بمنزلة السم للغته التي يتعلمها، فكما أن السم أخطر شيء للإنسان حيث أن خطورته لا تخفى على أي واحد منا، سواء يكون السم قليلا أم كثيرا حيث أنه يقتل الإنسان في النهاية.

فنفس الشيء هنا حيث إن مطالعة الكتب الأردية لطالب اللغة العربية بمنزلة السم، فيقتل لغته حيث أنه لا يقوى على التقدم في اللغة ويكون دائما مترددا بين الأردية والعربية، فينغي لطالب  اللغة العربية الاجتناب عن استخدام الكتب الأردية إلى نهاية تعلمه، ثم بعد ما أنهى تعلم تلك اللغة لا بأس في مطالعة الكتب الأردية.

ثم جلبت لهم مثالا وقلت لهم: أعرف أحدا من زملائي، وكان من عادته مطالعة الكتب الأردية ولم يكن مواظبا على التكلم باللغة العربية، فنتيجته كانت سيئة حيث أنه أراد أن يعبر أمام الجميع (ہمارے ہاں بہنس ہے) باللغة العربية، فقال: أنا جاموس في البيت! (وكان يريد أن يقول: في بيتي جاموس) وهذا كان حاله بعد مضي ستة أشهر على بداية تعلمه

فالذي يعتمد على الأردية في بداية مرحلة تعلم اللغة العربية فيكون حاله مثل حال ذاك الأخ الذي كلامه مضحك، ولم يكن قادرا مسكينا على تعبير تلك الجملة البسيطة.

فأسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا بنطق ما ينفعنا. آمين


أ.د.خليل أحمد


مجموع المواد : 506
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024