سلسلة رمضانية: إن كنت حافظ القرآن فكن مثله!
في الدنيا كلها كتاب واحد، إذا أكثرت قراءته يتجدد، ومهما قرأته لا تمل، ألا وهو كتاب رب العالمين، والذي لا ريب فيه، وهو رسالة من رب العالمين، وهذا هو القرآن الكريم الذي تجده محفوظا في قلوب الصغار، الذين أعمارهم لم تتجاوز عن سبع سنين، ثم الذي حفظه مرة قلما يتركه، بل تجده في محاولة المحافظة عليه طوال عمره، فيراجعه يوميا مقدارا معينا، لكن قلما تجد من يكمل مراجعته في غضون سبعة أيام، ومثل هؤلاء نادرون في مجتمعنا...
أدهشني ذلك الخبر الذي كان يتحدث عن أحد مشايخنا، والذي تعتبره الأمة مثل عنصر مهم في بيئتنا، فإنه ـ حفظه الله ورعاه ـ يسمع القرآن الكريم في كل رمضان فقط ستة أيام، فوالله لم أكن أتيقن في أول وهلة، عند ما سمعت ذلك الخبر، لكن شخصيته أجبرتني على قبول ذلك الخبر، وصدقه، فصدقته، وتعلمت منه أنه يجب علي أن أحذو حذوته في هذه السنة...
إنه محاط بأمراض، والجسد ليس خفيفا، بل ثقيلا، ومع ذلك أنه لم يترك إسماع القرآن الكريم في التراويح، ولا سيما في ستة أيام، وهذا يعني أنه يراجع القرآن الكريم طوال السنة بكل اهتمام والتزام، والعجب في ذلك هو أنه لا يخطئ خطأ واحدا، بل عين جائزة لمن يمسك خطأه، ولو واحدا، فهنالك عشرات من الحفاظ حاولوا جاهدين بنيل تلك الجائزة، غير أنهم لم ينالوا مرامهم، ولم يحصلوا هدفهم، إنه الشخصية التي كنت أتحدث، بل تتحدث عنه الدنيا هو الشيخ المفتي محمد نعيم ـ حفظه الله ورعاه ـ مدير الجامعة البنورية العالمية، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظه من كل شر، ومن كل سوء، وأن يمد ظله علينا جميعا، وأن يجعله ذخرا لهذه الأمة.