سلسلة رمضانية : هل تعلم أن إقامة مباريات الكركيت في شهر رمضان خطة محكمة من قبل أعداء المسلمين؟
إنها الساعة ليلا حوالي العاشرة والنصف، وأنا سائق الدراجة، وأخي رديف، فكان الحديث عن شهر رمضان، وبركاته، وعن مضي العشرة الأولى من رمضان هذا العام، التي تعتبر رحمة، وقد دخلنا في العشرة الثانية، التي هي مغفرة، وبعد مضي بضعة أيام سوف ندخل في العشرة الثالثة، وهي العشرة الأخيرة لشهر رمضان المبارك عام ألف وأربع مائة وأربعين للهجرة، والتي هي عتق من النار...
خلال حديثنا حول رمضان لفت موكب دراجات نارية أنظاري، حيث إن الشبان كانوا سائقيها، وكانوا يصيحونها، والسرعة ليست عادية، بل كانت فائقة، ولقد مر ذلك الموكب علينا، وكم كنت غضبان، حيث إني قلت في نفسي: لو كان في وسعي لضربتهم جميعا، وذلك لأنهم يخاطرون حياتهم، وهم في عنفوان الشباب، غير أن الأمر لم يكن بيدي، فلذا كظمت غيظي، وتمالك نفسي، وبدأت الحديث مع أخي، ونحن ذاهبان على الدراجة إلى مسجد لأداء التراويح...
ثم فاجئني ضوء منبعث من مكان مظلم، وذلك مصدره كان من ميدان كلية مدينتا، فسألت أخي: لما هذا الضوء في مثل هذا المكان؟ وفي مثل هذه الساعة؟ والحال أن هذا الوقت ليس وقت الدراسة، ولا يوجد هنالك دار الإقامة، ليسكن فيها طلاب الكلية، فأكثر الطلاب الذين يدرسون في هذه الكلية هم يأتون من المدينة، ثم ينصرفون إلى بيوتهم بعد نهاية الدراسة مباشرة. فقال لي: يا أخي، إنه لأجل مباراة كركيت، وهذه المباراة تقام كل عام في شهر رمضان، وتبدأ ليلا بعد المغرب، وتستمر إلى وقت السحور، فعجبت له، فقلت: فقط عندنا تقام المباراة أم أنها تقام في كل مدينة؟ فأجاب أخي: إنها تقام تقريبا في كل مدينة، ولا سيما في شهر رمضان، غير أن هذه المباراة التي هي في مدينتنا هي أكبر مباراة من مباريات أخرى، لأن الفرقاء المشاركة في هذه المباراة تأتي من مدن شتى، فتعلب في هذا الميدان، وتكون المباراة النهائية في العشرة الأخيرة من رمضان... والفريق الفائز ينال جائزة...
لما سمعت ما ذكرته من أخي تنفست أنفاسا طويلة، متأسفا على هذه الخطة التي جاءت من قبل أعدائنا، لتدمير مستقبل شبابنا، ولإبعادهم عن المساجد، وعن الدين، وعن القرآن، وهم في سباط عميق، ولا يدرون كيف يلعب بهم عدوهم لعبة تعود منفعتها كلها في صالحهم، أما شبابنا فهم يرجعون صفر الأيدي في إلى بيوتهم...
فكنت منهمكا في هذه الفكرة نبهني كلام أخي، قائلا: أخي، فيم تفكر؟ فقلت له: إنني أتفكر بأننا ما كنا نعبد الله حق عبادته في أحد عشر شهرا، لكن في رمضان قديما كنا نحاول كثرة تلاوة القرآن الكريم، وكثرة ذكره ـ سبحانه وتعالى ـ، ولكن أعدائنا لم يتحملوا هذه العبادة أيضا، فخططوا خطة محكمة لتدمير تلك العبادة التي كنا نوفق بها في شهر رمضان، فأبعدونا عن تلك العبادة بخطتهم المحكمة، والتي لا يفهما إلا ذو فهم وفراسة، فإنه إذا تفكر يتوصل إلى نتيجة تلك الخطة، بأنها تدمر مستقبلنا، ومستقبل شبابنا، فأسأل الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يحفظنا من مكر أعدانا، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى...