سلسلة رمضانية: هل حافظ القرآن يكون مضغوطا في شهر رمضان!؟.

          الكتابة هي وسيلة نقل الأفكار من خلال الكتابة، فالكاتب الذي يكتب، فهو وكأنه ينقل أفكاره إلى القارئين، ويوصلها إليهم من خلال كتابته، وليس الضروري أن تكون فكرته التي تحملها الكتابة في طيها صحيحة، بل قد تكون معلوماته خاطئة، وقد تكون على الصواب، لكن ليس الضروري أن القاري يقبل فكرة الكاتب، ويطبقها، وذلك لأنه هو مخير بين قبول فكرته وبين رفضها، إلا أنه يحرضه إن كانت معلوماته مفيدة، نافعة، وعلى حد علمي الناقص فمعلومات الكتاب مهما يكن الكاتب على مستوى الكتابة، لا تخلو من فائدة. إذا نفعت القاري فبها، وإلا فعلى الأقل هي تنفع غيره...

          وبما أنني أنا والجميع في شهر رمضان المبارك، والذي هو رئيس جميع الأشهر من حيث الفضل، وذلك لأنه يفتخر ببدء نزول أفضل كتاب في الدنيا والآخرة، وهو القرآن الكريم والذي يمكن العبد أن يناجي رب العالمين، وأن يرشده على الطريق المستقيم إن ضل عنه، وأن يجيبه إن احتاج إلى إجابة سؤال، فهو آخر كتاب نزل على سيد الأنبياء والمرسلين، محمد المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو مبارك حيث إن قبلته أيضا تكتسب الأجر، والنظر فيه بركة، وأجر، وتلاوته تجعل التالي وكأنه يملأ ميزان حسناته يوم القيامة،  والذي يحفظه ويحافظ عليه فهو يشفع له يوم القيامة، كما جاء في حديث  عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ الصِّيَامَ وَالْقُرْآنَ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ، وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: رَبِّ، مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، فَيَشْفَعَانِ "[1]

          فمن هذه الناحية فضل للذي يحفظ القرآن الكريم، ويتلوه بالكثرة، ويحافظ عليه، لكن من ناحية أخرى على حافظي القرآن الكريم يكون ضغوطا  منذ حلول شهر رمضان، وذلك لأنه يراجع القرآن الكريم طوال اليوم، ثم يقرأه ليلا في التراويح، وبما أن القرآن الكريم هو بحر، فالغائص فيه يخطئ ويصيب، فالحافظ إن أخطأ في التراويح، فيسمع من المقتدين، فهذا على حد علمي الناقص كفران النعمة، والذي يقف في الصف الأخير، ما ذا يدري بأن الحافظ عند ما يأتي إلى المصلى ليصلي بالناس، ينسى كل شيء، فإنه يكون مضغوطا من عدة نواحي، حيث إنه يجب عليه أن يحافظ على تعداد الركعات، وفي نفس الوقت يجب عليه أن يحافظ على الآيات التي يركع بنهايتها ويسجد، ويحافظ على واجبات الصلاة حتى لا يخطئ، فإن مثل هذا المظلوم إن أخطأ في تلاوته فيجب عليه أن يسمع من الذين يقفون خلفه في التراويح عدة ألقاب، التي لا تتحمل، رغم من أن مثل هؤلاء الحفاظ لا يطلبون منهم شيئا، فأجرهم على الله ـ سبحانه وتعالى ـ ، فلذا ينبغي أن نحرضهم، ونشجعهم على ما يقدموه لنا في رمضان، من نعمة القرآن الكريم، ونكرمهم، ونحترمهم، فهذا ما تفكرت اليوم...

ما الذي تنتظره في الصف الأخير ، والجودة التي تقف بعدها ... تنتهي كل الذاكرة ويزيد الإعداد بأكمله ... ماذا تفعل .. أنت تحسب متجرك أو يحتفظ الناس بالوصفة الخاصة بالخروج من الحقيبة .... يستهلكون وقتًا طويلاً للتسوق .. ثم تحدث في حب الحب والحب في حب حبيبك داخل حائط مرتفع في حديقة أو فندق. لكن ... لكن أفقر الناس في حافظ ، مركز أهالي بهادي هادي معرضون لخطر قراءة آيات القرآن باليد مع أوسي.

 

[1] -  الزهد والرقائق لابن المبارك، أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي، التركي ثم المرْوزي (المتوفى: 181هـ)، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية – بيروت: 114.

أ.د.خليل أحمد


مجموع المواد : 507
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025