هل من الممكن أن يكون لكل مقالة عنوان جديد؟ّ

      ماذا رأيك في قيادة وفي سياقة جرار، ومعه يكون عربة، فهل سياقته سهلة أم أنها صعبة؟ هذا هو عنوان مقالة اليوم، وقد يجعلك تتعجب من عنوان كهذا، ولكن المقالة تتحدث عن سياقة الجرار مع عربة، معلنة ومخبرة بأن سياقة جميع السيارات لم تكن متساوية، بل بعض السيارات التي تكون في الحجم صغيرة يمكنك قيادتها وسياقتها، ولكن في نفس الوقت هنالك تجد سيارات ضخمة في الحجم، فإنها قد تعاني مشكلة في سياقتها وقيادتها، وهذا الأمر مما لا بد لكل واحد من قبوله، وإن لم يقبله دماغه...

      قد يأتي في ذهن أحد الإخوة لماذا اختير مثل هذا العنوان لمقالة اليوم؟ هل هنالك عناوين أخرى قد انتهت، وكتبت عليها من قبل الكاتبين؟ أم أنه مجرد اتفاق في اختيار هذا العنوان لمقالة اليوم؟ والأسئلة التي تأتي في أدمغة الإخوة القراء لم تنته، فإن البعض منها مترابط ببعض، فلو جئت سؤالا واحدا يلد ذلك السؤال سؤالا آخر، وهلم جرا، فالمجيب عن تلك الأسئلة يكون متفكرا في الإجابة عنها أم التوقف في الرد عليها؟

      عناوين أخرى لم تنته، فإن الدنيا مليئة من الحوادث والكوارث، فإن كل حادثة وكل كارثة هو عنوان مستقل لمقالة مستقلة، فمادامت الدنيا موجودة فالعناوين موجودة، وما إن تنتهي تلك الدنيا تنتهي عناوين المقالات، وكذلك حياة الإنسان فإنها مليئة من الحوادث والكوارث، فكل يوم يحدث معه شيء جديد يمكنك أن تجعله عنوانا مستقلا لمقالة مستقلة، فلو مسكت قلما وصفحة وكتبت على حياتك فإنك تتعب والحوادث عن حياتك لم  تنته بعد، والقلم يتعطل والصفحات تنتهي، ولكن ما يحدث في حياتك لم ينته بعد؟ وهذا ليس مجرد كلام، بل هي حقيقة يجب عليك تصديقها واستسلامها...

      فعنوان مقالة اليوم أيضا يتعلق ما حدث بي، وهذا العنوان جديد بالنسبة لي وقد يكون جديدا بالنسبة لكم، وقد يكون قديما، غير أن أسلوب الكتاب في كتابته لا يكون مثل أسلوب كتابة مقالة اليوم، وهذا الخلاف يجعل كل عنوان جديد لكل واحد وإن كتب عليه مئات من المؤلفين...

      فرأي الكاتب في عنوان هذا اليوم هو قد لا يوافقك، ولكنه رأيه، فكل رأي مطروح يحترم، فالكاتب يرى أن سياقة جرار مع العربة لم تكن سهلة ولم تكن صعبة، بل تحتاج إلى تدريب قليل، فكل من يعلم سياقة سيارة وإن كانت صغيرة يمكنه سياقة جرار مع العربة، ولكن يجب عليه أن يدرب نفسه أولا، ويقوده إلى طريق عام وشارع عام، ودون تدريب لو جاء به إلى طريق عام قد يحدث مشاكل لسيارات أخرى قادمة وذاهبة...

      ثم ذكر حكايته التي حدثت به البارحة، قائلا: إني كنت البارحة في غير هذا العالم، ورأيت فيه أني جلست على مقعد جرار، وشغلته، ثم قدته وكان معه عربة أيضا، فلما جئت به إلى شارع عام فخرج الجرار مع العربة من سيطرتي، فكان يميل يمينا وشمالا فكل سيارة قادمة تنزل إلى طريق ترابي لتقي نفسها من أي اصطدام، وكنت خائفا ما ذا يحدث لو اصطدم جرار مع سيارة، ولكن فوجئت حينما فتحت عيني من النوم، فإني وجدت جسدي ونفسي مرميا على السرير، فتنفست طويلا حامدا لله وشاكرا له، ونبضات القلب كانت تنبض سريعة، فمن هنالك اتخذت رأيي الذي ذكرته في المقالة، وليس بمعنى أنك تتخذ نفس الرأي، فربما أنت تكون قادرا على جرار بأفضل القيادة، ولكن يجب عليك أولا أن تجرب نفسك في طريق خاص، ثم تقوده إلى شارع سريع وطريق سريع، وهكذا لو كتبت كل ما يحدث معي كل يوم فأصابعي تتعب، والصفحات تسود، والقلم يتلوى، ولكن حوادث حياتي تستمر، فلذلك يمكنك مسلك قلم، وكتابة ما يحدث في حياتك، حتى يكون من ذكريات عند ما ترجع إلى كتابتك مرة أخرى....

أ.د.خليل أحمد


مجموع المواد : 507
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025