شكرا لزملائي وأصدقائي على ...: من سلسلة يومياتي بقلمي.
شكرا لإخوتي ولزملائي ولأصدقائي على ...
الحادثة التي حدثت معي في العام الماضي في شهر فبراير عام 2020م كانت مؤلمة، والتي وقعت في الأيام التي كانت أيام اختبارات طلاب المدرسة التي أنا فيها مدرس، فانكسرت عظام فخذي بسببها، فنقلت إلى المستشفى التي تقع في مدينتي، فأصبحت بعيدا من المدرسة ومن الطلاب الذين كانوا يؤدون الامتحان النهائي، وفارقت زملائي وأصدقائي الذين قضينا مدة معا في نفس القسم وفي نفس المدرسة، ولا أبالغ في كلامي أنهم ما كنت أقدرهم عند ما كنت قريبا منهم، ولما ابتعدت عنهم فازدادت محبتهم في قلبي، وكاد قلبي يتمزق لأجل الفراق. فجزاهم الله خيرا أنهم جاءوني لعيادتي وأنا كنت في المستشفى، فذلك المنظر لا ولن أنساها في حياتي، بل كلما أرى ذلك المستشفى أتذكر قدومهم معا وفي سيارة واحدة.
والجدير بالاعتراف أنني لم أؤد حق ضيافتهم عند ما جاءوني بل قصرت في حقهم جميعا، ثم كان التواصل بيني وبينهم طوال السنة، فكانوا يراسلونني عبر واتس وكنت أراسلهم أحيانا، حتى شفاني الله ـ سبحانه وتعالى ـ وأصبحت قادرا على القيام والمشي متكأ على العصى، فنويت القدوم إلى مدينة كراتشي، فاعتقدت أنه يجب علي زيارتهم فجئت إلى المدرسة وزرتهم جميعا وكان المنظر مبكيا لأني زرتهم ورزت ذلك المكان الذي مكثت فيه أكثر من تسع سنوات بعد فراق طويل، ولكنني سيطرت على نفسي فأشكرهم أنهم أكرموني إكراما ساخنا وأدوا حق الضيافة. فأسأل الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يبارك في أعمارهم وفي حياتهم، وفي أموالهم وفي علومهم، وأن يوفر لهم كل ما يحتاجونه في هذه الدنيا وفي الآخرة.
ثم جاء هذا اليوم والذي خصصه إخوتي وزملائي لإقامة المأدبة إكراما لي، فقاموا وجهزوا المرق فما ألذه! فتناولنا جميعا على مائدة واحدة فما استطعت أن أشكرهم جميعا في نفس الوقت. فها أنا الآن أشكرهم جميعا وأدعو لهم بالبركة في حياتهم وفي علومهم وفي أموالهم، وبالفعل اليوم أدوا حق الضيافة فجزاهم الله خيرا وشكرا لهم من صميم قلبي. فما عندي كلمات أقولها في حقهم، وأثني بها عليهم، ولساني قاصر تماما في توجيه الشكر إليهم جميعا، وأخيرا أدعو الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يجمعنا في الآخرة كما أنه جل وعلا جمعنا جميعا في هذا المكان المبارك.