حافظوا على أشياءكم وإن كانت بسيطة: من سلسلة يومياتي بقلمي.
سمعت صوتا صدر من حاسوبي فظننت في البداية أنه انكسر، ثم فحصته جيدا فعثرت على مصدر صوته، فعلمت أن أحدا من الإخوة تحرش بحاسوبي فربما لعب به، وفتحته، وضغط عليه حيث أن أحد أجهزته تعطل، فحزنت قليلا ثم سليت نفسي بأنه يوجد حل لهذه المشكلة، ويتم إصلاحه إذا أرسلت حاسوبي إلى المصلح، ولكن من أين يأتي ذلك المصلح في هذا الوقت المتأخر فلا سبيل لي سوى الانتظار إلى صباح باكر. ثم أسأل أخي عن ذلك المصلح الذي عنده مهارة في إصلاح الحواسيب المحمولة، فإنه إن لم يملك تلك الخبرة التي تعتبر عند المصلحين عادة فلا أرسل حاسوبي إليه، بل أبحث عن الذي يملك تلك الخبرة المعتبرة لدى المصلحين، ثم أرسل حاسوبي إليه لإصلاحه.
وفي البداية خفت أنه قد لا يتشغل إلا أنه كان مجرد خوف، لأنني لما شغلت حاسوبي فاطمأن قلبي وذهب خوفي، وزاد يقيني أن العطل لم يكن في داخل أجهزته، بل في إطاره، فإنه شيء بسيط. ومثل هذا الخوف يأتي في قلب كل الإنسان الذي ينفق باهظة الثمن في شراء الحاسوب، فإني لما اشتريت هذا الحاسوب فإنني دفعت من جيبي تسعة وأربعين ألف روبية، ومثل هذا المبلغ لا يعد مبلغا بسيطا، بل يعتبر مبلغا كثيرا. وقد يطير نوم ذلك الرجل الذي يصرف مثل هذا المبلغ في عدة أيام، لأن كسبه لا يكون سهلا، بل قد لا يكون دخله أكثر من عشرين ألف روبية، فمن أين يأتي ذلك المبلغ. وقد يكون أكثر من هذا ولكن صرفه لا يسهل عليه، لأنه قد يحتاج إلى مبلغ في تغطية حاجاته الأخرى التي لا بد من تغطيتها.
فلذلك أقول دائما: لا بد للحفاظ على أشياء اشتريت بباهظة الثمن، وليس الضروري أن يكون شراءها بباهظة الثمن، قد يكون شراءه رخيصا ولكنه مهم جدا. فلا بد للحفاظ عليه مهما يكن الأمر. أجلب لك مثالا حتى تتضح نقطتي. وهو أن قلما عاديا لا يكون غالي الثمن، ويحتاجه كل واحد في كتابته، وحاجته تدوم حيث أينما ذهبت ربما تحتاجه فإن لم تحافظ عليه فتفتقر إلى بسط يديك أمام الآخرين لتأخذ قلمه إعارة، ثم تعيده بعد ما تكمل حاجتك. ولكن لو كان لديك قلم محفوظ فهل كنت تحتاج إلى بسط يديك إلى غيرك؟ طبعا ما كنت تحتاجه، بل تستغني عنه. فلذلك قلت لكم في البداية: حافظوا على أشياءكم وإن كانت بسيطة، ولكنها قيمة عند الحاجة.