الحلقة (2) : من حلقات اجتماع الدعوة والتبليغ
ساحة الاجتماع لم تكن مجهزة تلقائيا، بل تحتاج إلى عمال يعملون فيها، فبصدد هذا كانت الجماعات تبعث لتسوية الميدان، ولتنظيفها، استعدادا للاجتماع، فبدأ الناس يتوجهون إلى ساحة الاجتماع للخدمة، وبكل رغبة، ثم دون أي مقابل، فكل رجل عنده مهارة في فن يعرض خدماته في ساحة الاجتماع، فإن كان له مهارة في الكهرباء فيقوم بأمور الكهرباء حيث إنه يقوم بتأسيس الأسلاك، وبسطها في الأماكن التي يجب بسطها، وإن كان له مهارة في تأسيس الأنابيب، فهو يعرض خدماته في فنه أي في تأسيس أنابيب الماء ويقوم بتركيب صنابير، وبإصلاحها، وإن كان عنده خبرة ومهارة في السماعات ومكبر الصوت فإنه يعرض خدماته في تركيب السماعات في أماكن شتى من ساحة الاجتماع، وفي إصلاح مكبر الصوت، وهلم جرا...
فلما قرب موعد الاجتماع بدأ الناس يستعدون للمشاركة فيه، وينسقون أمورهم حتى يتسنى لهم الخروج في سبيل الله، فأنا وزملائي أيضا بدأنا الاستعداد وبصدد هذا بدأت أدعو كل من أقابله للمشاركة في الاجتماع حتى تعم الفائدة، فلم أترك حلاقا ولا سائقا ولا راكبا إلا وقد دعوته للمشاركة في الاجتماع...
وبما أنني كنت أستخدم التواصل الاجتماعي فكنت أرى اللافتات حول المشاركة في الاجتماع، فكل واحد كان يكتب على صفحة: إن الله ـ سبحانه وتعالى ـ جعل والفوز والفلاح في الدنيا والآخرة في دينه، وعلى طريقة النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون الاجتماع في تاريخ كذا فيرجى منكم المشاركة فيه حتى تكونوا ناجحين في دينكم وفي دنياكم...
لم تكن اللافتات مكتوبة ولا منصوبة على الطرق والشوارع، ومع ذلك الكثير من الناس استعدوا للمشاركة في هذا الاجتماع المبارك، ثم قبل الاجتماع بيومين جماعات مختلفة ذهبت حسب المناطق وحسب المساجد إلى مقر الاجتماع لتنصيب الخيم للحجز، ولقد تم حجز الأماكن حسب المناطق والمساجد بتنصيب الخيم، فنحن أيضا حجزنا مكانا واسعا بتنصيب الخيم حتى لا يضيق علينا المكان...
وبما أن الجميع كانوا يريدون المشاركة فالحافلات أيضا كانت بأمس الحاجة إلى الحجز، فنحن أيضا أردنا حجز حوالي عشر حافلات، فتم الحجز مسبقا حتى لا نعاني مشكلة في حجزها في يوم الذهاب إلى ساحة الاجتماع، والموعد الذي اتفقنا مع سائقي الحافلات هو بعد الظهر مباشرة حتى نصل إلى مقر الاجتماع قبل بدأه، ودفعنا عربونا مسبقا إلى سائقي الحافلات، وتمت الصفقة والاتفاق فيما بيننا...