الحلقة (6) : من حلقات اجتماع الدعوة والتبليغ
وبالضبط على الساعة العاشرة يوم الجمعة أقيمت حلقات التعليم، وهي عبارة من القراءة من فضائل الأعمال حكاية الصحابة، ثم فضائل القرآن ثم تكوين عدة جماعات للتجويد، ثم القراءة منه الأحاديث حول فضائل الصلاة ثم الأحاديث حول فضائل الذكر ثم فضائل التبليغ والدعوة، و علاج ضعف المسلمين، وأخيرا الصفات الست.
لما يقرأ الأحاديث حول فضائل القرآن الكريم، فيشكل عدة جماعات حيث إن كل جماعة تتكون من أربعة إلى خمسة رجال لتلاوة عشر سور من الجزء الأخير من القرآن الكريم، لتصحيح التلاوة، والحلقات لم تكن في مكان واحد، بل في منقطة واحدة أقيمت عدة حلقات حسب الأحياء وحسب المساجد، فكان هنالك حلقة خاصة لطلبة العلوم الشرعية، وهي كانت قريبة من المنصة، فأعلن من المنصة مرارا وتكرار عن تلك الحلقة ويرجى منها التزام طلبة العلوم الشرعية بالمشاركة فيها...فالطلاب قد شاركوا فيها.
أما عامة الناس فلهم حلقات التعليم حسب مناطقهم، فكانوا مهتمين بالمشاركة فيها، فأنا أيضا شاركت في حلقة التعليم مع عامة الناس، فالقارئ في تلك الحلقة بعد ما فرغ من فضائل القرآن الكريم أعلن عن تكوين الجماعات، فأنا ومعي خمسة من الإخوة الآخرين، كنا في جماعة واحدة، وبدأنا تلاوة عشر سور الأخيرة من القرآن الكريم، بدايتها من سورة الفيل، ونهايتها إلى سورة الناس، وفي جماعتنا كان عجوز وثلاثة شبان، وواحد كبير الشباب، فكل واحد كان يحاول قراء تلك السور بكل رغبة واهتمام... ثم بعد ما أكملنا تلك العشر السور من القرآن الكريم، عدنا مرة أخرى إلى الحلقة وبدأ الذي عليه نوبة القراءة قراءة الأحاديث حول فضائل الصلوات، إلى أن أكمل حلقة التعليم، وأخيرا قام بترغيب الناس بالخروج في الدعوة إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ وكان مصرا على الذين نووا بالخروج في سبيل الله أن يقوموا في أماكنهم، فرأيت أحد العجائز الذي تجاوز عمره أكثر من خمس وسبعين عاما، والذي لم يكن راضيا بالقيام إلا أن المرغب كان مصرا على قيامه وكان يقول: هنالك بعض الإخوة إلى الآن لم يقوموا فيرجى منهم التكرم بالقيام حتى ينظر إليه الجميع، فأنا أيضا في البداية كرهت إصراره إلا أنني عرفت بعد قليل بأن ذاك العجوز كان أباه، فلذا كان مصرا علي قيامه وفي الحقيقة قيامه أمام الجميع هو ترغيب للشبان للخروج في سبيل الله سبحانه وتعالى ـ
فلما رآه بعض الشبان قاموا وعرضوا أنفسهم للخروج في سبيل الله ـ سبحانه وتعالى ـ لمدة أربعة أشهر، فكان الترغيب ساخنا، ثم أخيرا طلب من الجميع النية بالخروج في سبيل الله ـ سبحانه وتعالى ـ فأنا أيضا نويت الخروج فيه، ثم أنهى حلقة التعليم بدعاء، فعاد كل واحد إلى مكانه، فأنا رجعت إلى مكاني...
ثم بدأ الجميع بسط الأَخْوِنَة وإعداد المائدة لتناول الغداء، فنحن أيضا كنا ننتظره، فطبخ أحد الإخوة ذاك اليوم البرياني، فما ألذه! فتناولنا ثم استعدنا لأداء صلاة الجمعة، فأعلن من المنصة عن إقامة صلاة الجمعة على الساعة الثانية تماما، فالحمد لله على أنه وفقنا جميعا لأداء صلاة الجمعة مع الجماعة، والعدد فيها كان هائلا، ثم بدأت الموعظة بعد ما فرغنا من صلاة الجمعة وسننها، وجلست على فراشي حتى أستمع إلى الموعظة....