يومياتي في الحظر: الحلقة (33)

أول ليلة من ليالي رمضان، والمساجد مفتوحة غير أن العدد المعين يؤدى صلوات الخمس والتراويح من قبل الحكومة، أما الباقون فهم يؤدون صلاة التراويح في بيوتهم مع أفراد العائلة، فأصبح كل بيت من البيوت مصلى، وكان صوت القرآن يسمع إلى الزقاق، والطرق، فالمارون يسمعون أصوات القرآن الكريم من كل بيت، والمنظر كان عجيبا، وجذابا، فنحن أيضا أدينا صلاة العشاء والتراويح مع الجماعة في بيتنا...

      فكان في بيتنا ثلاث جماعات، جماعة للأولاد الصغار، وكلفنا واحدا منهم أن يكون إماما، والآخرون مقتدون، فهذا المشهد من أجمل مشاهد في الدنيا، وأما الجماعة الأخرى ففيها إخوتي وأخواتي وأمي، أما الجماعة الثالثة فهي مكونة من فردين، أحدهما أنا، والثاني هو أخي، وذلك لأني صعب علي المشاركة في جماعة الكبار بسبب مرضي، فصار أخي إماما لي، وأنا مقتد له، حتى أدينا صلاة العشاء مع التراويح والوتر، فأول جماعة فرغت من صلاة العشاء والتراويح هي جماعتنا نحن، أقصد أخي وأنا، وذلك لأننا أٌقمنا صلاة العشاء والتراويح بعد دخول وقت العشاء مباشرة، أما الآخرون فهم تأخروا في إقامة صلاة العشاء والتراويح...

      ثم اتصلت بابن عمتي، وسألته عن أداء صلاة العشاء والتراويح، فأخبرني أنه أدى في بيته، فسألته: هل صليت وحدك أم مع الجماعة؟ فأخبرني: أنه قد أدى صلاة العشاء والتراويح مع الجماعة، ثم قال لي: أقيمت تلك الجماعة في بيتنا نحن، وأنا كنت إماما، والأخرون كلهم كانوا خلفي، حتى نسوة بيتنا أيضا كن مشاركات في الجماعة، فصلينا صلاة العشاء والتراويح مع الوتر، فقلت له: ما شاء الله، أحسنتم بأنكم أديتم صلاة العشاء والتراويح مع الجماعة...

      ثم اتصل بي ابن عمي، وهو يسكن في القرية، فتفقد أحوالي، حتى سألني عن أداء صلاة التراويح، فأخبرته كافة التفاصيل عنها، بأننا أديناها مع الجماعة في بيتنا، ثم قلت له: وما ذا عنكم؟ هل أديتم في البيت أم في المسجد؟ فذكر لي أنه أيضا أدى صلاة التراويح مع الجماعة في بيته، وقد شارك فيها هو وإخوته وأخواته، وعماته، فكانت الجماعة كبيرة، والحمد لله على ذلك...

      وهذا الوضع لم يكن فقط وضعنا نحن، أو وضع بلدنا، بل وضع كل مدينة وكل بلد يشبه وضعنا نحن، فأكثر السكان قد أدوا صلاة التراويح مع الجماعة في بيوتهم، وقد قاموا بإحياء بيوتهم بإقامة صلاة التراويح، وهذا الوضع على حد علمي يستمر إلى نهاية شهر رمضان المبارك، وقد يكون اعتقادي خطئا، ولكن فراستي تقول: يصعب أن ينتهي هذا الوضع قبل نهاية شهر رمضان المبارك...

      فأسأل الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يزيل عنا هذا المرض الخطير، وأن يعيد إلينا بركات رمضان،  وأن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يتقبل دعواتنا وصلواتنا وأعمالنا الصالحة...

أ.د.خليل أحمد


مجموع المواد : 507
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025