خطأ مكرر يخرج الإنسان عن طوره
مزاج الإنسان يتراوح بين حسن وسيء، فأحيانا يكون في مزاج حسن، وقد يكون في مزاج سيء، وليس الضروري أن يبقى على نفس المزاج، بل يتحول مزاجه إلى مزاج آخر، حيث إنه يكون في مزاج حسن، ثم يتعرض بشيء يحوله إلى مزاج سيء، وعلى العكس من ذلك...
والمعلم حياته أيضا عجيبة، فأحيانا يكون في مزاج حسن، وسرعا ما يتحول مزاجه الحسن إلى مزاجه السيء، فلا بد من باعث يحدث تلك التغيرات في مزاج الإنسان، وبما أنني أيضا في مجال التعليم، وأعلم الطلاب، فكدت أن أخرج عن طوري اليوم عند ما رأيت ما كتبه الطالب، ولكني تمالكت نفسي، وما قلت له شيئا سوى بعض كلمات كنصيحة له...
لما جلست صبيحة اليوم لإصلاحات تمارين كتبها الطلاب، فكنت آنذاك في مزاج حسن، لكن لما وقع نظري على خطأ كرره الطالب ألف مرة من رغم تحذيره، وتنبيهه، فكدت أن أخرج عن طوري، فقلت له: اتق الله يا رجل، إلى متى تبقى على مثل هذه الأخطاء؟! والتي لا يقع فيها طالب مبتدئ فضلا عن طالب جامعي ومتخصص، فاعتذر إلي كالعادة، وقطع معي وعدا بأنه لا يكرر نفس الخطأ مرة أخرى، لكني لم أثق بوعده، وذلك لأنه قطع الوعد مرارا وتكرارا، ولكنه لم يف به، بل نقض عهده مرة بعد مرة...
نعم، ذلك الخطأ هو خطأ بسيط، حيث إنه من عادته يجمع الالف واللام والتنوين في كلمة واحدة، فمثل ما يقول: الكاتب مع التنوين، وليس أول مرة وقع في هذا الخطأ، بل أخطأ نفس الخطأ غير مرات، فوقوعه في هذا الخطأ جعلني في مزاج سيء، وكدره تماما، ثم حاولت تحويله إلى مزاج حسن، لكنه أصبح ثقيلا علي، فلم يتحول بهذه السرعة، بل استغرق ساعتين من الوقت، حتى أصبح وضعي ومزاجي كما كان عليه في بداية اليوم...
حررت هذا التحرير اليوم في تاريخ 15 فبراير 2020 ميلادي / 20 جمادي الثانية 1441هـ