قصة يوميات علي الطنطاوي
كنت جالسا في مكاني كعادتي وإذ بأستاذي دخل علي. فقال: ما بك وأنت جالس وتقتل وقتك ومستقبلك ؟قلت: نعم يا أستاذي ولكن كيف لي أن أحافظ على أوقاتي، أرجوك دُلَّني إذن على سبيلٍ أحافظ به على أوقاتي، وأستفيد بها.
قال: اسمعني جيدا ، أتعرف عن الأديب علي الطنطاوي ؟ وهل سمعت عنه شيئا؟ قلت: بالطبع قد سمعت عنه كثيرا وأعرف أنه كان أديب الفقهاء وفقيه الأدباء .
فقال: طيب، قد اعترفت بهذا ،وها أنا أخبرك عن حياته، إنه حينما كان صغيرا ولم يكن قادرا على الكتابة، فأبوه كلفه بقراءة الكتب ومطالعتها ، فكان يقرأ ويطالع يوميا وبقي مستمرا على مطالعته أطول فترة.
ثم كلفه أبوه بكتابة كل ما يشاهده، فبدأ يكتب ما يشاهده ، إلى أن استقام قلمه حتى أخذ يصطاد أفكاره وخواطره، ولذا لم يرض أحد النوم في غرفته، وذلك لأنه عندما كان ينام فكان ينام متفكرا فيتلقى فكرة جديدة في نومه فكان ينهض ويقوم بإيقاد المصباح وكان يدرجها في مذكرته، وبهذه الطريقة كان يستيقظ أكثر من عشرين مرة ليلا، ثم الذي كان ينام في غرفته لم يتمكن من النوم لأجل الأضواء.
فها هي كتبه أمامنا. فقلت له: إذن كيف يمكن أحد أن يكون مثله ؟
فقال: لا تقلق ولا تعقد أمرك، بل إنه سهل بالتزام الخطوات التالية:
أولا حدد وقتا من أوقاتك لمطالعة الكتب، ثانيا: خذ قلمك واكتب ما تشاهده، وبإذنه تعالى سوف ترى تقدمك في تقوية اللغة والكتابة.
فقلت له : بارك الله في حياتك يا أستاذي، ها أنا مستعد وأقوم بكتابة يومياتي من اليوم.
وأسأل الله عز وجل أن يوفقني وأياكم جميعا.