العلم في ربّات الخدور وذوات الستور
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اجعل عملي كله صالحاً، واجعله لوجهك خالصاً ، ولا تجعل لأحد من خلقك فيه شيئاً
إن من فضل الله تعالى على بلادنا أن سخر لها علماء ربّانيين في زمن كاد الدين أن يضمحل بحملات الاستعمار الغربي؛ فحملوا لواء الدين، وتصدّوا لحملات التغريب، وأخذوا على كواهلهم بثّ علوم الشريعة وتيسير سبيلها؛ فشيدوا مدارس لتعليم العلوم الدينية في أرجاء البلاد لتخريج العلماء والدعاة، ولم تقتصر جهودهم على الرجال فحسب، بل خُصِّصت مدارس لتعليم النساء أمور دينهنّ، تقضي فيها الطالبات أزهى أعمارهن لتلقي علوم الدين مدة ست سنواتٍ؛ فحَرِيٌّ بالطالبات استشعار عِظَم هذه النعمة، واستحضار ما تُؤَمِّل منهنّ الأُمّة ببذل أموال هائلة من أهل الخير في تعليمهنّ..
ويا حبذا لو أحسنّا استغلال هذه السنوات الست أحسن استغلال، لِتُجنى ثمارها وتؤتي أكلها كما يُرتجى؛ إذ هي كفيلةٌ بتحصيل الكثير من العلوم والمعارف بإتقان، ولكننا نلاحظ كثيرا من التقصير في زماننا هذا في تحصيل العلم واتباع المنهجية الصحيحة له -ما يدعو إلى وقفة جادة مع أنفسنا لمحاسبتها وإعادة ضبط بوصلتنا، وفي هذا المقال تنبيه على بعض المهمات:
أولاٌ:مما يُلاحظ التقصيرُ فيه، قلة العناية بمطالعة سيرة من سلفنا من العلماء والعالمات الصلحاء، حتى إنه قد تمر على الطالبة سنةٌ كاملةٌ وهي تدرُس كتابا وتُـؤدّي الاختبارات فيه؛ بيدَ أنها تجهل اسم المصنف فضلا عن سيرته وفي بعض الأحايين لا تكلف نفسها في أن تعرف العنوان الكامل للكتاب خاصة إن كان طويلًا..! فحرِيٌّ بنا العكوف على مطالعة سيرة أولئك الأجلاء؛ لنستوضح نهجهم، ونلزم جادّتهم.
ولئن كان النصيب الأوفى من تلك السِّيَر العظيمة هو للرجال إذ مبنى أحوال النساء على السِّتر، إلا أن التاريخ لم يضنّ علينا في نقل أخبار من اشتهر مِنهُنَّ بالعلم والفضل والديانة، وسنُورد في هذه العجالة طرفًا يسيرًا منها؛ إمدادًا لعزائم النساء، وإيقاظًا لهممهن؛ ولتتخذهنّ الطالبة قُدوةً ومَـثَلًا فتحفظ أسماءهن، وتذاكر سِيَرهن في الخلوات والجلوات.
ولكون المقام يضيق عن البسط؛ فسنكتفي بذكر أشهرهنّ بعد الصحابيات، مِـمّن كُنَّ يتمثّلْنَ العلم في أنفسهن عملًا وعبادةً وأدبًا وعلوَّ خُلُق، فلم يكنّ حصّلن مجرد علوم جوفاء دون انعكاس ذلك على تزكية نفوسهنَّ وحُسنِ عملهنَّ وعبادتهنَّ.
من العالمات التابعيات: حفصة بنت سيرين: أم الهذيل، الفقيهة، الأنصارية.
قال هشام بن حسان: «قرأت حفصة بنت سيرين القرآن وهى ابنة اثنتي عشرة سنة، وماتت وهي ابنة تسعين». وعنه أن ابن سيرين كان إذا أشْكِل عليه شيء من القرآن قال: «اذهبوا فسلوا حفصة كيف تقرأ». وعنه قال: اشترت حفصة جارية أظنها سِنْدِيَّة، فقيل لها: «كيف رأيتِ مولاتَك؟»، فذكر إبراهيم كلامًا بالفارسية، تفسيره: «أنها امرأة صالحة، إلا أنها أذنبت ذنبًا عظيمًا، فهي الليلَ كله تبكى وتصلي». وعنه قال: قد رأيتُ الحسنَ وابنَ سيرين، وما رأيت أحدًا أرَى أنه أعقل من حفصة.
وعن عبد الكريم بن معاوية قال: «ذُكر لي عن حفصة أنها كانت تقرأ نصف القرآن في كل ليلة، وكانت تصوم الدهر، وتفطر العيدين وأيام التشريق».
وعن هشام أن حفصة كانت تدخل في مسجدها فتصلّى فيه الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح، ثم لا تزال فيه حتى يرتفع النهار، وتركع، ثم تخرج فيكون عند ذلك وضوءها ونومها، حتى إذا حضرت الصلاةُ عادت إلى مسجدها إلى مثلها. عن مهدي بن ميمون قال: مَكَثَتْ حفصة في مصلاها ثلاثين سنة لا تخرج إلا لحاجة أو لِقائِلَةٍ) (1)
ومنهنّ: عَمْرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زُرارةَ: (ت ٩٨ أو ١٠٦ هـ) .
الأنصاريهَ، النجَّارية، المدنية، الفقيهة، تربية عائشة وتلميذَتُها.كانت عالمة، فقيههَ، حجة، كثيرة العلم، حدثت عن عائشة، وأم سلمة، ورافع بن خَديج، وأختها أم هشام بنت حارثة، وحدث عنها ولدها أبو الرجال محمد بن عبد الرحمن، وابناه: حارثة، ومالك، وابن أختها القاضي أبو بكر بن حزم، وابناه: عبد الله، ومحمد، والزهري، ويحيى ابن سعيد الأنصاري، وآخرون، وحديثها كثير في دواوين الإسلام.روى ابن شهاب، عن القاسم ابن محمد أنه قال لي: «يا غلام، أراك تحْرِصُ على طلب العلم، أفلا أدلك على وعائه»؟ قلت: «بلى»، قال: «عليك بِعَمْرَةَ فإنها كانت في حَجْرِ عائشة رضي الله عنها؛ قال: فأتيتُها، فوجدتُها بحرًا لا ينْزَف» (2).
وممن اشتهرن من العالمات البارعات بمذهب إمامنا أبي حنيفة رحمه الله
فاطمة بنت محمد بن أحمد بن أبى أحمد السّمرقندىّ، وهى زوجة الإمام علاء الدين أبى بكر بن مسعود الكاسانىّ، صاحب «البدائع»، تفقّهت على أبيها، وحفظت مصنّفه «التحفة».
قال ابن العديم: حكى والدى أنّها كانت تنقل المذهب نقلا جيّدا، وكان زوجها الكاسانىّ ربّما يهم فى الفتيا، فتردّه إلى الصّواب، وتعرّفه وجه الخطأ، فيرجع إلى قولها.
قال: وكانت تفتى وكان زوجها يحترمها، ويكرمها، وكانت الفتوى أوّلا يخرج عليها خطّها وخطّ أبيها السّمرقندىّ، فلمّا تزوّجت بالكاسانىّ، صاحب «البدائع» كانت الفتوى تخرج بخطّ الثلاثة.
وكانت فقيهة عالمة بالفقه والحديث، أخذت العلم من جملة من الفقهاء، وأخذ عنها كثيرون، وكان لها حلقة للتدريس، قد أجازها جُـملةٌ من كبار القوم، وكانت من الزهد والورع على جانب عظيم، وألفت المؤلفات العديدة في الفقه والحديث، وانتشرت مؤلفاتها بين العلماء الأفاضل.
قال داود بن علىّ، أحد فقهاء الحلاويّة بحلب: هي التي سنّت الفطر فى رمضان للفقهاء بالحلاويّة، كان فى يديها سواران، فأخرجتهما، وباعتهما، وعملت بالثّمن الفطور كلّ ليلة، واستمرّ على ذلك إلى اليوم. وكانت معاصرة للملك العادل "نور الدين الشهيد" وطالما استشارها في بعض أموره الداخلية، وأخذ عنها بعض المسائل الفقهية، وكان دائمًا ينعم عليها، ويعضد مسعاها».
كان زوجُها الإمام الكاسانىّ عزم على العود من حلب إلى بلاده، فإنّ زوجته حثّته على ذلك، فلمّا علم الملك العادل نور الدين محمود، استدعاه، وسأله أن يقيم بحلب، فعرّفه سبب السّفر، وأنّه لا يقدر أن يخالف زوجته ابنة شيخه، فاجتمع رأى الملك وزوجها الكاسانىّ على إرسال خادم، بحيث لا تحتجب منه، ويخاطبها عن الملك فى ذلك، فلمّا وصل الخادم إلى بابها استأذن عليها، فلم تأذن له، واحتجبت منه، وأرسلت إلى زوجها تقول له: بعد عهدك بالفقه إلى هذا الحدّ، أما تعلم أنّه لا يحلّ أن ينظر إلىّ هذا الخادم، وأىّ فرق بينه وبين غيره من الرجال فى جواز النّظر!فعاد الخادم وذكر ذلك لزوجها بحضرة الملك، فأرسلوا إليها امرأة برسالة نور الدين، فخاطبتها. فأجابته إلى ذلك.
وأقامت بحلب إلى أن ماتت، ثم مات زوجها الكاسانىّ بعدها، ودفن عندها، على ما قدّمناه فى ترجمته، رحمة الله عليهما.(3)
خديجة بنت محمد بن أحمد أبى رجاء، القاضى، الجوزجانىّ. تفقّهت على أبيها،
قال الحاكم، فى «تاريخ نيسابور»: عاشت أكثر من مائة سنة، وكانت تحسن العربيّة والكتابة. وسمعت من أبى يحيى البزّار، وماتت سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.(4)
فاطمة بنت عبد القادر بن محمد بن عثمان، الشهيرة ببنت قريمزان الشيخة الفاضلة الصالحة الحنفية الحلبية، شيخة الخانقين العادلية والدجاجية معا، كان لها خطّ جيد، ونسخت كتبا كثيرة، وكان لها عبارة فصيحة وتعفّف وتقشف وملازمة للصلاة، حتّى في حال المرض.
ولدت في رابع محرم سنة ثمان وسبعين وثمانمائة، ثم تزوجها الشيخ كمال الدّين محمد بن مير جمال الدّين بن قلي درويش الأردبيلي الشافعي نزيل المدرسة الرواحية بحلب، الذي قيل: إن جدّه أول من شرح «المصباح»، قالت وعن زوجي هذا أخذت العلم، وكان يقول: ملّكني الله تعالى ستة وثلاثين علما. وتوفيت في هذه السنة وأوصت أن تدفن معها سجادتها. قال ابن الحنبلي: وقد ظفرت بشهود جنازتها وحملها فيمن حمل، رحمها الله تعالى.(5)
ومن العالمات القريبات إلى عصرنا الأميرة زيب النساء، بنت الملك أورنك زيب عالمكير سلطان الهند، كانت حافظة للقرآن مفسرة له، كتبت تفسيرًا لكتاب الله، ويعد تفسيرها هذا من أوائل التفاسير التي انفردت بها النساء، تفردت بتفسير القرآن العظيم كاملًا. ويسمى هذا التفسير (زيب التفاسير)(6) فلله درها من مفسرة وأميرة، لم يشغلها زخرفة الدنيا عن تلقي العلم ونشره.
ومن العالمات في المذهب المالكي
كان للإمام مالك رحمه الله أربعة أولاد (محمد، حماد، ويحيى وفاطمة) لكن العجب أن أحدا لم يرِث علمُه من أولاده وزى ابنته فاطمة التي كانت تكنى بأم البنين، وكانت تحفظ الموطأ، وكانت تقف خلف الباب، فإذا غلط القارئ نقرت الباب فيفطن مالك فيرد عليه. وكان ابنه محمد يجيء وهو يحدث وعلى يده باشق، ونعل كتب فيه، وقد أرخى سراويله، فيلتفت مالك إلى أصحابه، ويقول: «إنما الأدب مع الله، هذا ابني وهذه ابنتي». وقال الفروي: «كنا نجلس عنده وابنه يدخل ويخرج ولا يجلس، فيقبل علينا ويقول: «إن مما يهون عليّ أن هذا الشأن لا يُورَث». (7)
قال الأستاذ عبد الله عفيفي: (وأكثر ما عُرِفَ به الممتازاتُ من نساء المغرب الأقصى حفظ القرآن الكريم بقراآته جميعًا ورواية الحديث ودرس الفقه والأصول وما إلى هذه من علوم الدين، ويذكر أهل ذلك الاقليم ثمانين امرأة من نساء المغرب جمعن إلى النفاذ في ذلك كله حفظ مدونة الإمام مالك بن أنس، وهي أكبر المطولات الجامعة في الحديث الفقهاهـ (8)
قال فضيلة الشيخ عطية محمد سالم حفظه الله: وذكر صاحب التراتيب الإدارية قوله: وقد ثبت عن كثير من نساء أهل الصحراء الأفريقية خصوصا شنقيط «شنجط»، وهي المعروفة بموريتانيا -العجب، حتى جاء أن الشيخ المختار الكنتي الشهير، ختم مختصر خليل للرجال، وختمته زوجته في جهة أخرى للنساء، ومما يؤيد ما ذكره أننا ونحن في بعثة الجامعة الإسلامية لأفريقيا، سمعنا ونحن في مدينة أطار وهى على مقربة من مدينة شنجط المذكورة، سمعنا من كبار أهلها أنه كان يوجد بها سابقا مائتا فتاة يحفظن المدونة كاملة.(9)
ومنهنّ السيدة عائشة الشنقيطية:
تخرجت في شنقيط، وانتقلت إلى مراكش، ولها بها منزلة طيبة ومقام محمود وقد برعت في العلوم الدينية والعربية وحفظت سبعمائة حديث وأخرجت بعض الكتب والرسائل.
ومنهنّ السيدة الشريفة فاطمة الزهراء ابنة السيد محمد بن أحمد الإدريسي.
تحفظ القرآن بقراءاته، وتحفظ كثير من كتب الفقه والحديث، ولها فوق ذلك صلة بالعلوم العصرية، ولم تبارح دار أبيها قط، وتخرجت على أبيها وجدّها.
وجاء في مقدمة كتاب المعلمين لابن سحنون: (أن القاضي الورع عيسى بن مسكين كان يقرئ بناته وحفيداته.. قال عياض: فإذا كان بعد العصر دعا ابنتيه وبنات أخيه ليعلمهن القرآن والعلم، وكذلك كان يفعل قبله فاتح صقلية «أسد بن الفرات» بابنته أسماء التي نالت من العلم درجة كبيرة.
قال الإمام ابن الحاج رحمه الله تعالى: (وقد كان في زماننا هذا سيدي أبو محمد رحمه الله تعالى قرأت عليه زوجته الختمة فحفظتها، وكذلك رسالة الشيخ أبي محمد بن أبي زيد ﵀، ونصف الموطأ للإمام مالك رحمه الله تعالى، وكذلك ابنتاها قريبان منها، فإذا كان هذا في زماننا فما بالك بزمان السلف رضوان الله عليهم أجمعين، والعالم أولى من يحمل أهله ومن يلوذ به على طلب المراتب العلية فيجتهد في ذلك جهده، فإنهم آكد رعيته، وأوجبهم عليه وأولاهم به). (10)
من العالمات في المذهب الشافعي.
فاطمة بنت الإمام الحافظ البرزالي:
حفظت من القرآن الكريم، و حجت بيت الله الحرام، و سمعت الحديث من الشيوخ، فبلغ عدد الشيوخ الذين سمعت منهم الحديث (185) شيخًا، و كتبت نسخة من صحيح البخاري كاملة بيدها في ثلاثة عشر مجلدًا، فقابله لها أبوها الإمام، وكان يقرأ فيه على الحافظ المزي تحت القبة، حتى صارت نسختها أصلا معتمدا يكتب منها الناس.
و قال الإمام البرزالي، و هو يتحدث عن ابنته: «و كانت إمرأة مباركة، محافظة على الفرائض و النوافل، لها اجتهاد و حرص على فعل الخير، تزوجَت نحو خمس سنين، و لم تخرج من البيت، و ما رأيت منها إلا ما يسرني، و كنت إذا رأيتها تصلي = أفرح و أقول: أرجو الله أن ينفعني بها؛ فإنها كانت تصلي صلاة مكملة، و تجتهد في الدعاء، و لم تسألني قط شيئا من الدنيا، و لا شراء حاجة» 11
ربيعة خاتون بنت أيوب أخت السلطان صلاح الدين الأيوبي الملقبة ب «ست الشام»:
واقفة المدرستين البرانية والجوانية الست الجليلة خاتون، أخت الملوك، وعمة أولادهم، وأم الملوك، كان لها من الملوك المحارم خمسة وثلاثون ملكًا، وكانت ست الشام من أكثر النساء صدقة وإحسانًا إلى الفقراء والمحاويج، وكانت تعمل في كل سنة في دارها بألوف من الذهب أشربة وأدوية وعقاقير وغير ذلك وتفرقه على الناس، وكانت وفاتها يوم الجمعة في دارها التي جعلتها مدرسة وكانت في خدمتها الشيخة الصالحة العالمة أمة اللطيف بنت الناصح الحنبلي، وكانت فاضلة، ولها تصانيف، وهي التي أرشدتها إلى وقف المدرسة بسفح قاسيون على الحنابلة، ووقفت أمة اللطيف على الحنابلة مدرسة أخرى.(12) وقال الشيخ عطية محمد سالم حفظه الله: (قد رأيت بنفسي وأنا مدرس بالأحساء نسخة لسنن أبي داود عند آل المبارك وعليها تعليق لأخت صلاح الدين الأيوبي..)(13)
ستَيْتَة بنت القاضي أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِّي:
(العالمة، الفقيهة، المفتية، تفقهت بأبيها، وروت عنه، وحفظت القرآن، والفقه، والفرائض، والحساب، والدور، والعربية، وغير ذلك، وكانت من أحفظ الناس للفقه، ومن أعلم الناس في وقتها بمذهب الشافعي، وكانت تفتى به مع الشيخ أبي علي بن أبي هريرة، وكانت فاضلة في نفسها، كثيرة الصدقة، مسارعة إلى فعل الخيرات، وقد سمعت الحديث أيضا، وهي والدة القاضي محمد بن أحمد ابن القاسم المحاملي)
وورد عن زوجة الحافظ الهيثمي (وهي بنت شيخه الحافظ العراقي): كانت تساعد زوجها في مراجعة كتب الحديث .
فاطمة بنت الأستاذ أبي عليّ الحَسَن بن عليّ الدّقّاق.
أمّ البنين النيَّسابوريّة الحُرّة الزّاهدة، زوجة أبي القاسم القُشَيْريّ وأمّ أولاده.
سمعت الحديث من الكثير من العلماء. روى عنها: سِبْطُها أبو الأسعد هبة الرحمن، وعبد الله بن الفُراويّ، وآخرون. وأوّل سماعٍ لها من أبي الحَسَن العَلَويّ، وذلك في سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة. وعُمرت تسعين سنة. وكانت عابدةً، قانتة، مُتَهجِّدة، متبتِّلة. تُوُفّيت في ثالث عشر ذي القعدة. قال أبو سعْد السّمعانيّ: كانت فخر نساء عصرها، ولم يُرَ نظيرها في سيرتها، كانت عالمة بكتاب الله، فاضلة. (14)
ومن العالمات الشهيرات في المذهب الحنبلي
أم زينب فاطمة بنت عباس بن أبي الفتح بن محمد البغدادية: الشيخة، الصالحة، العالمة، المفتية، الفقيهة، المدرسة، العابدة، الناسكة، المجاهدة، وكل هذه ألقاب خلعها عليها أهل دهرها، وكلها صفات وصلت بها منتهى حدودها. كانت تصعد المنبر، وتعظ النساء، وِانتفع بتربيتها، والتخرج عليها خلق كثير، وكانت عالمة موفورة العلم في الفقه والأصول.
قال الحافظ ابن كثير: (وكانتَ من العالمات الفاضلات، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتقوم على الأحمدية في مواخاتهم النساء والمردان، وتنكر أحوالهم وأصول أهل البدع وغيرهم، وتفعل من ذلك ما لا يقدر عليه الرجال، وقد كانت تحضر مجلس الشيخ تقي الدين بن تيمية فاستفادت منه ذلك وغيره، وقد سمعتُ الشيخ تقي الدين يثني عليها ويصفها بالفضيلة والعلم، ويذكر عنها أنها كانت تستحضر كثيرا من المغني أو أكثره، وأنه كان يستعد لها من كثرة مسائلها وحسن سؤالاتها وسرعة فهمها، وهي التي خَتَمَتْ نساءً كثيرًا القرآن، منهن أم زوجتي عائشة بنت صديق، زوجة الشيخ جمال الدين المزي، وهي التي أقرأت ابنتها زوجتي أمة الرحيم زينب رحمهن الله وأكرمهن برحمته وجنته، آمين).
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى في «ذيل طبقات الحنابلة»: (فاطمة ابنة عباس بن أبي الفتح، أم زينب الواعظة، الزاهدة العابدة الشيخة الفقيهة، العالمة المسندة المفتية، الخائفة الخاشعة، السيدة القانتة، المرابطة المتواضعة، الدَّينة العفيفة، الخَيِّرة الصالحة، المتقنة المحققة الكاملة، الفاضلة المتفننة البغدادية، الواحدة في عصرها، والفريدة في دهرها، المقصودة في كل ناحية.كانت جليلة القدر، وافرة العلم، تسأل عن دقائق المسائل، وتتقن الفقه إتقانًا بالغا، أخذت عن الشيخ عز الدين بن أبي عمر، حتى برعت، كانت إذا أشكل عليها أمر سألت ابن تيمية عنه، فيفتيها، ويتعجب منها ومن فهمها، ويبالغ في الثناء عليها. كانت مجتهدة، صوَّامة قوَّامة، قوَّالة بالحق، خشنة العيش، قانعة باليسير، آمرة بالمعروف، ناهية عن المنكر، انتفع بها خلق كثير، وعلا صيتُها، وارتفع محلها، وقيل: إنها جاوزت الثمانين، توفيت ليلة عرفة سنة أربع عشرة وسبعمائة، رحمها الله تعالى ورضي عنها آمين)
وعلى سنتها سارت ابنتها زينب، فكانت تعظ النساء، وتخطبهن في حياة أمها، وبعد موتها.(15)
وذكر الإمام الذهبي عنها: انتفع بها خلق من النساء وتابوا. وكانت وافرة العلم، قانعة باليسير، حريصة على النفع والتذكير، ذات إخلاصٍ وخشيةٍ وأمرٍ بالمعروف. انصلح بها نساء دمشق، ثم نساء مصر. وكان لها قبول زايد، ووقع في النفوس، رحمها الله، زرتها مرة. (16)
ولم يقتصر الخبر عن جهود ربّات الخدور في تحصيل العلم فحسب، بل وردت الأخبار في جودة خطوط الكثيرات منهن حتى اشتهرن بذلك وشُبّهت خطوطهن بخطوط الكُتَّاب المشهورين بجودة الخط وحسنه.
ومنهن فاطمة بنت الحَسَن بن عليّ.
أمّ الفضل البغداديّة الكاتبة، المعروفة ببنت الأقرع.كانت تكتب طريقة ابن البوَّاب.
كتب النّاس وجوَّدوا على خطها، وهي التي أُهِّلَتْ لكتابة كتاب الهُدْنة إلى ملك الروم من الدّيوان العزيز. يُضرب المثل بحُسن خطها. وكان لها سماعٌ عالٍ. قال السّمعانيّ: سمعتُ محمد بن عبد الباقي: سمعتُ فاطمة بنت الأقرع قالت: كتبتُ ورقةً لعميد الملك أبي نصر الكُنْدُريّ، فأعطاني ألف دينار تُوُفِّيت في المحرَّم. (17)
وقال عبد الواحد المراكشي: (إنه كان بالربض الشرقي في قرطبة سبعون ومائة امرأة كلهن يكتبن المصاحف بالخط الكوفي) (18). انتهى
وهذا غَيْضٌ من فيض أعلام تاريخنا الزاخر بالعلم والعلماء وتلك هي النماذج التي ينبغي لذوات الستور الاقتداء بهنّ والسير على خطاهنّ.
ومما ينبه عليه هنا، أنه لا يصح أن يستدل بهذه النماذج النيرة على تمرير الأفكار النسوية الغربيّة في تحريض المرأة على التحرر من سلطة الرجال، وإهمال وظيفة الطاعة وحسن التبعل للزوج، أو ترك وظيفتها الأساسية المُنَاطة بها كأمٍّ مربية للأجيال؛ لمواكبة الرجال جنبا لجنب في اكتساب جميع العلوم والمهارات حتى التي لا تناسب طبيعتها في بيئة مختلطة بلا ضوابط، فإن تلك الدعوات لتعليم المرأة إنما هي كالعسل المدسس بالسم وكالحق الذي أريد به الباطل، اتخذوها ذريعة لمحاربة بلاد الإسلام فحسب وليس إلاه، كتشويههم صورة الإمارة الإسلامية في أفغانستان لمنعهم التعليم الجامعي للنساء المخالف للضوابط الشرعية.
وقد ذكر الدكتور محمد إسماعيل المقدم تعليقا مهما عند ذكر العالمات من نساء السلف في كتابه عودة الحجاب: "ومما ينبغي أن يعلم أن المرأة حازت تلك المكانة العلمية الرفيعة ضمن ضوابط شرعية محددة، تهيئ لها المناخ الصالح الذي تأمن فيه الاختلاط بالرجال، وحضور مجالسهم، فكانت تؤدي وظيفة العلم من وراء حجاب، ومن هنا فلا يجوز لأحد أن يستدل بهذه النماذج الطيبة من «العالمات المسلمات» على «استحلال» ما عليه مجتمعاتنا اليوم من اختلاط فاضح، وتهتك مزر، وتبرج مشين، فهذا لا يمكن أن يقره دين ولا عقل، لتعارضه مع نصوص الشريعة الصريحة، ولمنافاته روحها الرامية إلى سد الذرائع المفضية إلى الفتنة والفساد، ولكن تلك النماذج المشرقة دليل واضح على موقف الإسلام من حق المرأة في التعلم، على أن يتم في حدود ما أحل الله، وعلى أن تراعي طبيعتها وما يناسبها من أنواع العلوم، وعلى أن تصان مما يخدش عقيدتها وآدابها الإسلامية (19).
ونعود إلى ما شرعنا فيه لمحاسبة أنفسنا في طريقة تلقي العلوم ومحاولة السير على منهجية السلف الكرام..
فمما يشيع من الأخطاء بين أوساط الطالبات، هو عدم استحضار النية الصالحة في تحصيل العلوم ومذاكرة الدروس، مع أن كل طالبة إذا سُئِلت عن سبب طلب العلم، بادرتْ قائلةً: (لوجه الله)، ولكن ما أسهل الدعوى وما أصعب التطبيق؛ ولذا كان كثيرا من السلف يتورعون عن قول ذلك، لأنها دعوى تحتاج إلى بينة..فقد ورد في الأخبار عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله بأنه سُئل: هل طلبتَ العلمَ لوجه الله؟ فقال: لله عزيز!!! ولكنه شيء حُبّب إليّ فطلبتُه.20
فالواقع الذي نعيشه اليوم يكون فيه الهدف الأسمى الذي تسعى إليه الطالبة هو اجتياز الاختبار بدرجة جيدة ولا غير، ولأجل هذه النية الفاسدة وعدم استحضار الإخلاص، تترتب أمور كثيرة تخل بالقواعد الصحيحة لتحصيل العلم ما يعود عليها بالضرر الكبير.
من تلك الأضرار: الاستغناء والتزهد في دراسة كثير من الدروس والأبواب التي إذا نُـمِيَ إلى علمها أنها لا تأتي في الاختبار تنبذه وراء ظهرها، ولو كان الـمقصود من هذه الدراسة أصلا أن يُكتفى بالعلم الذي فيه كفاية لصلاح دينها في الحال فكان يكفيها دراسة مدة سنة واحدة أو سنتين على الأكثر، ولم احتاجت الأمة أن تنفق هذه الأموال الطائلة في تعليمها..فالدراسة التي انخرطت فيها ليست لنفعها ذاتها فحسب؛ إنما شُرِعت أساسا ليتعدى نفعها للأمة كلها، كما قال مالك بن دينار: «من طلب العلم لنفسه فقليل العلم يكفيه ومن طلبه للناس فحوائج الناس كثيرة21» فلابد أن تتصرف خلال مسيرتها الدراسية وفق هذه الرؤية الأفقية الكبيرة، فعليها أن تدرس ما قد تحتاجه الأمة إليه وإن لم تكن هي بحاجة إليه في وقتها الراهن.
ثم مما يترتب من الآثار السيئة لعدم استحضار الهدف هو عدم اتباع الطريقة الصحيحة في المذاكرة إما لعدم علمها بذلك أو لكسلها وخمولها إن علمت ولم تعمل به.
ومما يشيع في أوساط الطالبات هو مذاكرة الدرس قبل الاختبار بأسبوع أو أسبوعين، وأما أثناء الفترة الدراسية لا يُنتَبهُ إلى تقييد دروس المشايخ أو إن انتُبِه لذلك فلا يذاكرنه في الوقت نفسه، بينما ورد عن أسلافنا في ذلك ما حكاه الزرنوجي رحمه الله: (السبقُ حرفٌ والتكرار ألفٌ) بمعنى أن يكون مقدار السبْق قليلا قصيرا ومقدار التكرار يكون ألفًا. وقال رحمه الله أيضًا: ينبغي لطالب العلم أن يكرر سَبْق- الأمس خمس مرات، وسبق اليوم الذي قبل الأمس أربع مرات، والسبق الذي قبله ثلاث مرات، والذي قبله مرّتين، والذي قبله مرة واحدة، فهذا أدعى إلى الحفظ".
ومن منّا يا تُرَى قد واظب على ذلك، أو على الأقل فكّر أن يجرّبه مرّةً؟!
ومما ابتلينا به سرعة نسيان الكتب المدروسة لقلِّة مراجعتها، فقد تصل الطالبة إلى الصف الخامس أو السادس وهي لا تتذكر شيئا مما درست في كتاب السنة الثانية أو الثالثة، ويصل الأمر ببعضهن حتى ينسين أسماء المصنفين، وما ذلك إلا لقلة عنايتنا بحفظ المتون على منهج العلماء المتقدمين فإنك يا أختاه لو تأملت في ما أسلفنا من سير العالمات كانت معظمهن حافظات للمتون، كحفظ فاطمة السمرقندية كتاب أبيها (تحفة الـفقهاء)، وحفظ بنت الإمام مالك موطأه كله ونحو ذلك... وإن عجزنا عن الحفظ فلا أقل من أن نراجع الكتب المدروسة للصفوف السابقة في الإجازات السنوية خلال شعبان ورمضان وأوائل شوال مع زميلاتنا مستغلاتٍ وسائل التواصل في الخير.
وكثيرًا ما نتشبّث –لتسويغ ضعفنا وقلة اهتمامنا بحفظ المتون- بحجة كوننا أعاجم وعدم قدرتنا على الحفظ أو أن علماء السلف كانوا عباقرة فيحفظون النصّ بنظرةٍ واحدةٍ، لكن لم يكونوا كلهم كذلك بل أكثر ما ورد عنهم في حفظهم للمتون والدروس هو كثرة التكرار وليس بيننا وبينه إلا الهمة والاجتهاد ولا يحول دون ذلك عُجمتنا أو كوننا في زمن الفتن:
وقد ورد عن الشَّيْخُ أَبُي إِسْحَاقَ أنه قال : "كُنْتُ أُعيدُ كُلَّ قِيَاسٍ أَلفَ مرَّة، فَإِذَا فَرغتُ أَخذتُ قيَاسًا آخر عَلَى هَذَا، وَكُنْتُ أُعيْدُ كُلّ دَرْسٍ أَلفَ مرَّة، فَإِذَا كَانَ فِي المَسْأَلَة بَيْتٌ يُسْتَشهدُ بِهِ حَفِظتُ القصيدَة الَّتِي فِيْهَا البَيْت".22
وَقد ورد في ترجمة الإمام أبي الحسن إلكياعَن إِلْكيَا أنه قَالَ: كَانَت فِي مدرسة سرهنك بنيسابور قناة لَهَا سَبْعُونَ دَرَجَة وَكنت إِذا حفظت الدَّرْس أنزل الْقَنَاة وأعيد الدَّرْس فِي كل دَرَجَة مرّة فِي الصعُود وَالنُّزُول قَالَ وَكَذَا كنت أفعل فِي كل درس حفظته، وَفِي بعض الْكتب أَنه كَانَ يُكَرر الدَّرْس على كل مرقاة من مراقي درج الْمدرسَة النظامية بنيسابور سبع مَرَّات وَأَن المراقي كَانَت سبعين مرقاة" فيكون التكرار 490 مرة.23
وورد عن الإمام الزرنجري من تلامذة الإمام السرخسي – وكان يلقّب بأبي حنيفة الأصغر- أنه سئل يوما عن مسألة، فقال: كررت هذه المسألة ليلة في برج من حصن بخارى أربع مئة مرة، ومتى طلب المتفقه منه الدرس ألقى عليه من أي موضع أراد من غير مطالعة، ولا مراجعة لكتاب"24
فتأملوا يا كرام –أرشدنا الله وإياكم إلى اتباع نهج أولئك الأعلام- إنهم لم يحصلوا على هذه الألقاب جزافا ولا في عشية أو ضحاها ولا بالكرامات الـمـحضة بل بالجد والاجتهاد وأخذ العلم بقُوّة واتخاذ الأسباب الموصلة إليه.
ثالثا: مما يُعاب على طالبة العلم التفريط في العناية بحفظ القرآن خلال هذه السنوات الست مع توفر الفرص لذلك، فقد ورد عن سلفنا أنهم يقدمون حفظ القرآن على طلب العلم، ثم إننا كثيرا ما نكابد في صلواتنا قلة الخشوع وتشتت الذهن ومن أسباب ذلك أنه ليس في صدورنا من القرآن إلا بضعًا من قِصار السور كعوام الناس، فلو أن الطالبة حفظت كل يوم سطرا واحدا -إن كانت الآية أطول منه وإلا الوقوف عندها أولى- خلال الزمن الدراسي لاستطاعت أن تحفظ كل سنة جزءا واحدا، وبذلك تتخرج وقد أتمت حفظ ستة أجزاء تتلوها متى شاءت، ولو إبّان تدبير شؤونها وحوائجها، وتقيم بها صلاتها متبعة ما ورد في السنّة من مقادير القراءة في الصلوات، لا سيما الإطالة في صلاة الفجر، وأينا يعجز عن حفظ سطر واحد في أربعٍ وعشرين ساعة مهما أحاطت بنا الواجبات والاختبارات؟! وما بالنا تتخرج إحدانا بعد ست سنوات من التفرغ التام لتحصيل العلم لا يكون معها من القرآن إلا شيءٌ يسيرٌ من جزء عم أو على الأكثر جزء، وما لا يدرك كله لا يترك جله، فإن عجزنا عن حفظ كتاب الله كاملا فلا أقل من أن نحفظ المفصّل كاملًا (من ق إلى الناس) لئلا توحش صدورنا فيستولي عليها الشيطان كما ورد في الحديث إنَّ الذي ليس في جَوْفِهِ شيءٌ من القرآنِ كالبيتِ الخَرِبِ.
وكذلك حالنا المؤسف مع حفظ الحديث الشريف، فما أعظم تقصيرنا فيه، قد لا يستطيع أحدنا الاستشهاد بالحديث بلفظه عند ذكر فضيلة أي عبادة أو عند أي مناسبة ونكتفي بذكر مفهومه بالأعجمية، فأي فرق بين طالبة العلم التي تقضي ست سنوات في المدرسة وبين العامية الأمية التي سمعت بعض الوعظ في بعض المجالس، إذ تسطيع مثل فعلنا بل أكثر منه؟! وحال السلف مع الحديث وعنايتهم البالغة فيه لا تخفى علينا كما قد أسلفنا.
خامسا وأخيرا يجب العناية بجمع العمل إلى العلم والتخلق بالأخلاق الحسنة وعدم التعالي والتكبُّر على من هم أقلّنا علما من سائر الناس، فإنك لا تدرين أي أحد أقرب إلى الله منك، قد تكون الجاهلة الأمية في قلبها من الخير والتعلق بالله، ما لا يكون في قلب الحائزة قصب السبق في دراستها، وبحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم أيا كان من أقاربك أو من غيرهم.
وقالوا: المتواضع من طلاب العلم أكثر علما كما أن المكان المنخفض أكثر البقاع ماء: 25
وأذكّر نفسي والقارئات بقول الإمام الحسن -وبه نختم-: «العامل على غير علم كالسالك على غير طريق، والعامل على غير علم ما يفسد أكثر مما يصلح، فاطلبوا العلم طلبا لا تضروا بالعبادة، واطلبوا العبادة طلبا لا تضروا بالعلم، فإن قوما طلبوا العبادة وتركوا العلم حتى خرجوا بأسيافهم على أمة محمد ﷺ ولو طلبوا العلم لم يدلهم على ما فعلوا».26
الـمـصادر والـمـراجع:
- جامع بيان فضل العلم وفضله لابن عبد البر
- البداية والنهاية لابن الكثير
- الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية
- تاريخ الإسلام للذهبي
- سير أعلام النبلاء للذهبي
- شذرات الذهب في أخبار من ذهب ابن عماد الحنبلي
- المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها لعبد الله العفيفي
- الدُّرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني
- أعيان العصر وأعوان النصر للصفدي
- معالم إرشادية للشيخ محمد عوامة
- كتاب عودة الحجاب محمد إسماعيل المقدم
- العبر في خبر من غبر للذهبي
- علو الهمة للعفاني
من إعداد الراجية عفو الله: عِمرانة بنت نِعمة الله
27/رمضان/1445
________
1 صفوة الصفوة، سير أعلام النبلاء
2 (سير أعلام النبلاء)
3 الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية، ج:٤، ص:١٢٢
4 المصدر السابق
5 (شذرات الذهب في أخبار من ذهب ج١٠، ٥٠٦)
6 (علو الهمة للعفاني ٧/،١٨٠)
7 (مقدمة تحقيق موطأ إمام مالك، ١/٢١ ط:الأعظمي)
8 .(«المرأة العربية» (٣/١٥٥)
9 « كتاب عودة الحجاب ناقلا عن (تتمة أضواء البيان) (٩/٣٦٠ - ٣٦١) .
10 (عودة الحجاب ص٥٨٦ ج،٢)
11 أعيان العصر وأعوان النصر" للصفدي (جـ 4 صـ30/31).
12 (البداية والنهاية» (١٣/١٧٠)
13 (تتمة أضواء البيان،(٩/٣٦٠)
14(تاريخ الإسلام ج:٣٢، ص١٨٣)
15 (عودة الحجاب، ص ٥٩٠)
16 (العبر في خبر من غبر ج٤،ص٣٩ سنة أربع عشرة وسبعمائة)
17 (تاريخ الإسلام ج:٣٢، ص١٨٣)
18 كتاب عودة الحجاب نقلا عن كتاب (المرأة ومكانتها في الإسلام» للحصين ص (٥٧)
19 كتاب عودة الحجاب، ج: 2، ص(1) 599
20 تعظيم العلم للشيخ صالح العصيمي ص:23.
21 جامع بيان العلم وفضله ص(538)
22 سير أعلام النبلاء: ج: 16، 458
23 معالم إرشادية نقلا عن طبقات السبكي
24 معالم إرشادية نقلا عن المنتظم لابن الجوزي
25 جامع العلم وفضله ص: 562