كلمات (زاد شوقي للحرم) مؤثرة ومبكية، وتبث في كل قلب مؤمن روح الإيمان

      منذ أسبوعين وأنا ملازم فراشي، وقد أحاطني العديد من الأمراض، وجعلتني لا أقدر على الجلوس فضلا عن القراءة والكتابة والحديث، والوقت الذي قضيته في تلك الأمراض لم يكن وقتا ينسى، بل أتذكر شدة آلام تلك الأمراض، كلما أتذكر تلك الأمراض،

فالحمى كانت تواصلني من الصباح إلى المساء، وجعلتني أضعف حتى تركتني طريح الفراش طوال أربع وعشرين ساعة، وليست الحمى التي عملت في جسدي، وتركت أثرا سلبيا في دماغي، بل كان رفيقها صداعا شديدا جعلني أفلج تماما من أي تفكر وتدبر، فما إن أريد قراءة صفحة إلا وقد يشتد الصداع في رأسي، حتى أجبرني على ترك تلاوة القرآن الكريم، فمنذ أسبوعين بصري يقع على مصحف موجود على لوحة ملعقة مع الجدار، وكم مرة يتمنى قلبي أن آخذ ذلك المصحف وأقبله بعيني، ثم أفتح صفحاته وأبدأ تلاوته، ولكن الصداع لم يكن راضيا بذلك، فقد أنكر تماما...

      والمرض ليس مقصورا إلى هذا الحد، بل تجاوز عنه حيث أحاطتني آلام حول جسدي، فكل جزء من جسدي كان يتألم إلى درجة كأنه ينكسر، وقد يكون ذلك الألم فوق طاقة الجسد كله، ولم يكن لدي سبيل سوى تحمل ومواجهة، فكنت أتحملها، حتى مضى الوقت، والمرض أيضا مضى مع مرور الزمن، فبعد أسبوعين ها هو اليوم الذي فتحت عيني، وكأني قدمت إلى دنيا جديدة، وهي قد نسيتها تماما لأجل شدة مرضي...

      أخذت جوالي لأنظر ماذا فيه؟ هل تواصل معي زملائي خلال أسبوعين أم لا؟ فماذا رآى؟ محفوظات جوالي أصبحت مليئة من الرسائل التي لو كنت أقرأ كل رسالة من تلك الرسائل فرادى فرادى لاستغرت أسبوعا واحدا مزيدا حتى أكمل قراءتها، فلذلك لم ألتفت إلى فتح تلك الرسائل كلها، بل فتحت منها ما ناسبت فتحها، وقرأتها، وأجبتها، ومن خلال تلك الرسائل عثرت رسالة واحدة، وهي كانت من قبل أحد زملائي، وكانت في شكل ملف مقطع صوتي، وهو في الأصل كان أنشودة جميلة، فما إن سمعتها فوالله بعثت كلمات تلك الأنشودة روح الإيمان في جسدي، وجعلتني أبكي، ولم أتمالك نفسي أمام كلماته الطيبة المباركة التي لا يساويها شيء...

      وهي " زاد شوقي للحرم      زاد شوقي للحرم

 أشرب من ماء زمزم وأزورك يا نبينا

مكة بلد الإيمان، فيها أنزل القرآن،

منها ظهر الإسلام رحمة من قبل الدَيَّان

المدينة بلد السلام، منها نصر الإسلام،

فيها خير الأنام، صلوا عليه يا كرام

أ.د.خليل أحمد


مجموع المواد : 506
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024

التعليقات

    • فتح الله عليك يا دكتور .. كلمات طيبة بإسلوب راقي

    • أسأل الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يستجيب كلماتك الطيبة، فما أجمل تعليقك!

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024