العام الدراسي الجديد مع تعليمات جديدة: من سلسلة يومياتي بقلمي.
بدأ العام الدراسي الجديد والأساتذة اجتمعوا في غرفتهم ليتشاوروا في أمور يجب عليهم عرضها على الطلاب حتى يفهموا لأن الطلاب الجدد الذين يفتقرون في البداية إلى تعليمات وإرشادات حتى يلتزمون بها فيستفيدون منها، وينتهي عذرهم أيضا وإلا فهم يقدمون أعذارهم العجيبة والغريبة. فلذلك اتفق الأساتذة على أن الأمور التي تعرض على الطلاب أولا تناقش بينهم ثم كل أستاذ يدخل على طلابه ويعرضها عليهم مع الترغيب. وبهذه الطريقة بإذن الله يفهم الطلاب جميعا ويلتزمون بها.
فالأمور التي اتفق عليها الأساتذة هي كالتالي: أولا: يجب على كل أستاذ أن ينتخب مسئول الجماعة فتعيينه يكون بآراء طلابه فالأستاذ يرشح طالبين أو ثلاثة ثم يعرض أسماءهم على الطلاب فهم يصوتون فيمن يختارونه كمسئول. فالذي ينال أكثر أصوات هو يكون مسئول الجماعة من بين الطلاب ثم يفهم الأستاذ ذلك المسئول ويخبره عن أمور يجب عليه إنجازها كل يوم.
وبما أن الطلاب جدد ولا يعلمون موعد الحضور في الصف فينبغي لكل أستاذ إخبار طلاب حلقته أن الحضور يكون على تمام الساعة السابعة في الصباح الباكر حتى يستعدوا ويجهزوا أنفسهم للدراسة قبل دخول الوقت. فيرتاحون ويريحون أساتذتهم، وإن تأخروا وكرروا تأخيرهم فقد يعاقبون. فلذلك ينبغي لهم الحضور على الموعد في الحلقة.
والدوام الصباحي ينتهي على الساعة الحادية عشرة والنصف، والصلاة تقام على الواحدة وخمس دقائق فيجد الطلاب سعة من الوقت والفراغ بين نهاية الدوام وبين إقامة الصلاة فيملؤون ذلك الفراغ بنوم حيث ينامون جميعا فيتأخرون عن الصلاة حتى البعض منهم لا يدركون الجماعة فقرر الأساتذة بأن الجميع لو يخبرون أن النوم بعد الغداء إلى صلاة الظهر ممنوع حتى يدركون صلاة الظهر. أما القيلولة فوقتها من بعد صلاة الظهر إلى الساعة الثانية والثلثين ثم يبدأ الدوام المسائي.
مما ذكر في تعليمات وإرشادات هو أن استعمال الجوال ممنوع في حرم المدرسة، وهذا كتب في استمارة الالتحاق حتى يقرأه كل طالب قبل توقيعه فيها، والأساتذة أيضا يركزون على هذا حتى تعم الفائدة، لأنه لو كل طالب يستعمل جواله في داخل المدرسة فتقل الفائدة وقد يحرم من كثرة الاستفادة فلذلك وضع هذا الشرط في تعليمات.
والجدير بالذكر هنا أن عدد الطلاب الجدد قد بلغ سبع مائة والمكان الذي يعيش فيه الطلاب ضيق فيضطرون للنوم وللقيلولة في المسجد، فينزلون إليه وينامون. ولوحظ بصورة عامة أن الكثير من الإخوة ينامون في المسجد دون فرش أرديتهم أو فرشهم في داخل المسجد وهذا هو خلاف الأدب، وذلك لأن الإنسان لا يعلم وهو في نوم عميق فيحدث معه شيء فلذلك قرر الأساتذة على الطلاب الذين يقيلون في المسجد أن يفرشوا فرشهم أو على الأقل أن يفرشوا أرديتهم. فقيل لكل أستاذ أن يعلن هذا الإعلان في حلقته بأن النوم في المسجد بدون الرداء ممنوع.
وبما أن هؤلاء الطلاب كلهم جدد فالبعض منهم جاؤوا أول مرة في كراتشي فتزداد رغبتهم بزيارة هذه المدينة فيخرجون من المدرسة والحراس يمنعونهم من الخروج فيحدث هنالك شجار بينهم وبين الطلاب. فلذلك قرر الأستاذ بأن الطالب لا يخرج من المدرسة إلا بإذن من أستاذه، فطبعت الإدارة بطاقة خاصة للإذن فكل من أراد من الطلاب الخروج من المدرسة فلا بد أن يحصل تلك البطاقة من أستاذه ثم يقدمها أمام الحارس ويخرج وإلا فلا يمكنه الخروج من المدرسة.
ولكل مدرسة قوانين خاصة فمن قوانين هذه المدرسة يمنع مجيء الضيف إلى هذه المدرسة، فلو جاء ضيف أحد من الطلاب فيكرمه في المقصف ويودعه ولا يبيته في المدرسة فلا بد لكل أستاذ أن يعلن هذا الإعلان في حلقته ويخبر طلابه حتى لا يواجهون مشكلة عند ما يأتيهم الضيف.
ومما يعلن بين الطلاب أن بعد تناول العشاء لا بد من مراجعة دروس يومية وهي تستمر من بعد العشاء إلى الساعة العاشرة والنصف ليلا، فيحفظ الطلاب ما يجب عليهم حفظه ويكتبون ما يجب عليهم كتابته، ثم بالضبط على الساعة العاشرة والنصف ينامون وهذا الوقت أقصد وقت النوم يتغير حسب الفصول. وهنالك قوانين أخرى لو بدأت كتابتها وتدوينها فأحتاج إلى دفتر مستقل فأكتفي بما كتبته في مقالة اليوم.